شهدت مناطق عديدة من أوكرانيا، خلال شهر رمضان المبارك، إقامة موائد الرحمان، والتي تستقطب المسلمين من مختلف الخلفيات الإثنية، حيث توفر فيه برامج تتميز بالروحانية، كحلقات تلاوة القرآن الكريم وتعليم أحكامه وتفسيره، والتي تعقد بشكل يومي في مساجد المراكز ومصليات الجمعيات قبل أذان المغرب، ويحضرها عدد كبير من المسلمين. وتنظم هذه الموائد بالتعاون مع المحسنين من داخل أوكرانيا وخارجها، كما تشهد هذه المساجد والمراكز، الدروس والمواعظ اليومية عند الإفطار بلغات مختلفة كالعربية والروسية والتترية والأوكرانية، والتي تلقى اهتماما كبيرا من قبل المسلمين من أهل البلد. الأمر الذي يجعل من كل إفطار، أشبه باجتماع ضخم للمسلمين من أصول عربية وإسلامية، يتعارفون من خلاله على عادات وتقاليد بعضهم البعض، ويبحثون أيضا فيه القضايا المشتركة التي تهمهم وتشكل نقاط التقاء بالنسبة لهم. وذكر بيان صادر عن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وصل صحيفة (الفجرنيوز) نسخة منه، أن موائد الرحمن هذه تساهم وبشكل ملحوظ وفعال بربط مسلمي البلاد الأصليين من تتار وأوكران بدينهم، وتساعدهم على الثبات عليه، خاصة في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد الذي يسكنه مئات الألوف من التتار (تتار القرم)، وإقليم الدونباس الشرقي الذي يسكنه (تتار كازان)، وذلك لما توفره من ظروف تستمر على مدار الشهر في مساجدها ومراكزها الإسلامية، تنقلهم إلى بيئتهم ومحيطهم الإسلامي الذي تسببت حقبة الاتحاد السوفييتي المنهار بإبعادهم عنه من خلال التهجيرهم القصري زمن ستالين، ومصادرة وهدم الكثير من مساجدهم ومؤسساتهم الدينية، وحرمانهم من حق ممارسة تعاليم دينهم وتعلمها، الأمر الذي أثر سلبا على هويتهم كمسلمين، وأدى مع مرور الزمن إلى طمس جزئي لها. كما يجد معتنقو الإسلام من الأوكران في البرامج التي تسبق وتتخلل تلك الموائد فرصة ذهبية لتعزيز شعورهم بالانتماء إلى هذه الأمة من خلال المشاركة فيها مع غيرهم من إخوانهم المسلمين.