بمناسبة حلول عيد الفطرالمبارك نتقدم بأحر التهاني و أصدق الأماني الى كل المدافعين عن حقوق الانسان و المناضلين في سبيل رقي الانسان و كرامته مهما كان جنسه و لونه و دينه و مذهبه الفكري و السياسي. هذا،و من المعروف أن "المضروب"و مسلوب الحقوق ،أكثر الناس احساسا بالضرب،وبقيمة الحقوق،وأكثرهم تعلقا بالقيم الانسانية النبيلة. وها هو عيد آخر يهل علينا ، ودار لقمان على حالها ، وحالنا من حالها وهمنا من همومها و أحزاننا من أحزانها: _رابطتنا مضروبة،ظلما و عدوانا و تسلطا و استغلالا،غير قانوني،لسلطة كان من المفروض أن تكون محايدة في الصراعات السياسية و الفكرية و المذهبية و الانسانية،و ما عليها الا أن تعمل على حفظ حقوق المواطن و حرياته و أمنه:دون أن تنحاز لطرف على حساب طرف آخر،أو تقف ضده. _ مقراتنا محاصرة،وممنوع علينا فتحها(وأحيانا نمنع حتى من الاقتراب منها أو المشي في اتجاهها)،أما اذا أردت أن تستفسرالمحاصرين و المانعين عن السبب يكون جوابهم جافا،مقتضبا،وهو"التعليمات تفرض هذا".تقول لهم وما العلاقة بين القانون و التعليمات؟فيكون جوابهم أكثرجفافا واقتضابا :"لسنا مطالبين بالشرح ولا الجواب".ولكننا،نحن،نقول ،وبالعقل والهدوء و القانون:"ان القانون هو قواعد تنظم علاقاتنا مع بعضنا ومع السلطة.وهذه القواعد مستمدة من الدستور،تفسره و لا تعارضه،فإذا أثبت الدستور حق الحرية، و التنقل،والاجتماع،و التعبير،فان على القانون أن يضع كل ذلك في حيز الواقع و الممارسة ، أما اذا كان القانون ضد حقوق الانسان و حرياته فلن يكون قانونا،وبالتالي فلا يحترم بل يقاوم،اعتمادا على الدستور الذي له العلوية و التقدم على ما سواه من أوامر و اجراءات مهما كان مصدرها (الا اذا كانت الدولة في حالة حرب أو طوارئ)،ومن هنا فان التعليمات ،مهما كان مصدرها،لا اعتبار لها اذا كانت مخالفة للدستور و القانون،لان وظيفتها،ان كانت قانونية،تفسير القانون و شرحه فكيف ضباط البوليس يقدمون التعليمات على القانون وهم يعرفون أنه اذا جد الجد فلن يجد هؤلاء من يرحمهم من ساداتهم و رؤسائهم،(و الأمثلة من ذلك كثيرة)، فلماذا هم اليوم يسمحون لأنفسهم بالغرق في هذا المأزق القانوني؟ ثم أليس من باب هيبة الدولة(وهم واجهة من واجهاتها) صيانتهم و العمل على احترامهم، والمحافظة على سمعتهم عند المواطنين؟ اذن:بأي قانون يمنع الرابطيون من النشاط في نواديهم و مقراتهم ، وتضرب المحاصرة اللصيقة عليهم،ومنع بعضهم ،حتى،من الجلوس في المقاهي العمومية؟ انها التعليمات ، اللاقانونية و الجائرة ، والتي بها ،و معها،يسقط القانون ،و يتجاهل الدستور ويضرب بالعقل و المنطق والمصلحة الوطنية ضرب الحائط ،لأن الهدف البعيد هو تدجين كل المنظمات في البلاد ،وربطها في "قلادة"واحدة. أما الديمقراطية و التعددية وحقوق الانسان و الحريات فشأن آخر لا علاقة له بالواقع ،ولا حياة له الا في الخطب و التلفزة و الاذاعة وبعض الجرائد . _إذن: مهما كانت الظروف فإننا صامدون و صابرون (بفضل وقوف الوطنيين وكل القوى التقدمية الديمقراطية معنا) ولن نسمح لأنفسنا بالسقوط في مستنقع "حلول اليأس" التي تؤدي ،حتما ،بأصحابها للعنف و الارهاب (ونحن بطبيعتنا وأهدافنا، ضد العنف و الارهاب). وعلى أصحاب التعليمات أن يتأكدوا من أننا لن نفرط في مقراتنا و لن نسكت عن المطالبة برفع اليد عنها ،ونقول لهم :إذا كنتم تنتظرون منا أن نتفكك ،ذاتيا، وبحكم الهرسلة التي نعامل بها،أن نتخلى عن مبادئنا الانسانية و نركع عند أقدامكم، فإن انتظاركم سيطول، ويطول، ولن تجديكم سياسة "عض الاصبع"نفعا معنا لأننا نسير في اتجاه التاريخ وننظر الى الأمام ...وما عليكم الا أن تعدلوا ساعاتكم وتفهموا البعض مما يقوله النشيد الرسمي التونسي:"فلا عاش في تونس من خانها ، ولا عاش من ليس من جندها،نموت و نحيا على عهدها حياة الكرام و موت العظام "و الخيانة معروفة معانيها الواقعية ،ومعروف أصحابها وممارسوها ،تحت أقنعة متلونة،متعددة، كما أن جند تونس معروفون بمواقفهم الحامية لها و المدافعة عن انسانية شعبها، الذي قاوم الاستعمار ليكون حرا كريما عزيزا، فهل يكون الوطن ترابا دون انسان، وتكون العزة و الكرامة دون حقوق و حريات؟. أليس الحوار أفضل الأساليب و الطرق لحل مشاكلنا؟ _إذا كان شاعرنا يقول:"عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد"،فإن تعلقنا بالأمل يجعلنا متفائلين،ومن تفاؤلنا نهنئكم بعيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم بالفرح والسعادة و الخير. والسلام . رئيس الفرع عبد القادر الدردوري اسرة تحرير الفجرنيوز تشكر مرسل البيان الصحفي معز الجماعي من تونس