الجزائر:وجه برلماني جزائري امس الأحد سؤالا شفويا إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي يخص تصريحات الشاعر السوري أدونيس خلال زيارته للجزائر، بينما اتهم الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء الشاعر بأنه 'إباحي وملحد'. وقد وجه النائب عبد العزيز منصور المنتمي إلى حركة مجتمع السلم (تيار إسلامي وعضو في التحالف الرئاسي) المساءلة إلى وزيرة الثقافة، معتبرا أن الشاعر السوري من خلال تصريحاته في الجزائر 'طعن صراحة في الثوابت والتعاليم الإسلامية من الكتاب والسنة'. وخاطب النائب الوزيرة قائلا: 'ألا تعلمين بأن ما قام به المدعو أدونيس هو تسفيه ساخر لعلماء الإسلام قديما وحديثا، كما جاء في أقواله التي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، إن طريق النهضة لا يتقدم بنا كمسلمين إلا إذا أحدثنا قطيعة مع تراثنا الديني وتبنينا منظومة فكرية حداثية ترفض تقديس المقدسات الإسلامية.. وقوله إن العودة إلى الإسلام تعني انقراضنا الحضاري'. وأضاف النائب في سؤاله مستطردا: كيف لشاعر إباحي ملحد أن يتطاول على الإسلام في أرض الإسلام؟ أليس الإسلام دين الدولة كما ينص على ذلك الدستور الجزائري وكيف لوزارة الثقافة ولمدير المكتبة الوطنية جلب مثل هؤلاء من أصحاب القناعات المعلنة والمعروفة والتي تخص التطرف وتدعو صراحة إلى نزع التقديس عن المقدسات الإسلامية، إلى درجة جعلت كثيراً من علماء الإسلام يفتون بتكفيرهم؟ وكان أدونيس ألقى في منتصف الاسبوع الماضي محاضرة بالمكتبة الوطنية تعرض فيها الى واقع العرب والمسلمين والمشاكل التي يعيشونها وأسبابها وسبل حلها. وطلب نائب حركة مجتمع السلم من الوزيرة خليدة تومي أن تقدم توضيحات بشأن الإجراءات التي ستتخذها، حتى لا تتكرر مثل هذه المهازل كما قال، سائلا الوزيرة إن كانت تقبل أن تهان الجزائر من طرف ضيفها، الذي لم يتحرج في شتمها في عقر دارها وعلى منابرها. وأضاف البرلماني منصور ملاحظة تشير إلى أن هذا السؤال مستعجل، وذلك خوفا من تأخر رد وزيرة الثقافة حتى ينسى الرأي العام الجدل القائم بشأن تصريحات أدونيس. جدير بالذكر أن هذه المساءلة تأتي بعد يوم واحد من تصريحات الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين، الذي ندد بما جاء على لسان الشاعر أدونيس. ونقلت صحيفة 'الخبر' (خاصة) يوم السبت على لسان الشيخ شيبان قوله ان أدونيس 'أهان الإسلام الذي هو دين الدولة الجزائرية'. وأضاف أن الشاعر السوري 'تطاول على الإسلام وعلماء الإسلام في أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد'. كما أصدرت جمعية العلماء المسلمين بياناً جاء فيه أن 'الشاعر طعن في التعاليم الإسلامية الصريحة، قرآنا وسنة'، وان 'ما بدر منه تجريح سافر، ساخر، في علماء الإسلام وفقهائه المجتهدين، القدماء والمعاصرين'. وقال البيان ان 'دعوة أدونيس المسلمين إلى التخلي عن الدين ليست غريبة على شاعر اباحي ملحد يدعى بغير اسمه ولقبه ويكتب شعرا بلا روح ولا نغم'.