عمت طلبة المبيت الجامعي بمنزل عبد الرحمان(ببنزرت) حالة من القلق والخوف بعد أحداث العنف التي جدت بالمبيت خلال هذا الشهر.وأمام صمت الجهات المعنية عن الأمر و خصوصا الإتحاد العام لطلبة تونس سعيت جاهدا لبيان الحقيقة. ابتدأت الأحداث مساء يوم الجمعة 10 أكتوبر 2008 عندما حاول طالبان من الإتحاد العام لطلبة تونس(تيار النقابيين الراديكاليين"نقرد")الدخول إلى المبيت المذكور فتم منعهما من طرف الحارس الذي كان تلقى الأوامر من المدير بعدم السماح للطلبة غير المقيمين بالمبيت بالدخول.وأمام إصرار الحارس على تطبيق الأوامر قام الطالبان المذكوران بتعنيفه ومحاولة اقتحام المبيت بالقوة الأمر الذي استغله بعض الطلبة "الدساترة"للدفاع عن الحارس متهمين الطالبين بمحاولة اقتحام المبيت والتوجه نحو جناح الطالبات السبب الذي جعل عددا من الطلبة العاديين يلتفون حول الطلبة "الدساترة"ويطردون الدخلاء بالقوة. فما كان من الطالبين إلا أن اتصلا بزملائهم في الإتحاد الذين حضروا بعدد كبير واندلعت بين الفريقين أحداث عنف شديدة استخدمت فيها الهراوات الحديدية و العصي و حتى السكاكين و ليس في ذلك أية مبالغة في شيء من سلوك غير حضاري صادر عن تيارين اعتادا تسوية خلافاتهما باستخدام العنف حتى أصبح من أهم مميزاتهما السلوكية داخل الجامعة. وقد تصاعدت حدة الصراع وآلت في مرحلة أولى إلى دحر أفراد الإتحاد"نقرد"حتى مدينة منزل عبد الرحمان(على بعد أكثر من كيلومتر عن المبيت) أين تواصلت المعارك و التراشق بالحجارة بل و اتسعت دائرتها بانخراط أبناء المدينة المعروفين بوداعتهم و حبهم للطلبة بعد الاعتداء على حرمة مدينتهم و إحداث أضرار ببعض ممتلكات أهلها(مثل الاعتداء بالعنف اللفظي و المادي على عجوز و تهشيم نوافذ سيارة متساكن من المنطقة). و لم تتوقف الأحداث إلا في ساعة متأخرة من الليل(حوالي الواحدة ليلا) و أسفرت عن عدد كبير من الجرحى وصفت جراح بعضهم بالخطيرة و حالة من الخوف و الهلع داخل المبيت و خاصة في أوساط الطالبات التي أعرب بعضهن عن العزم على مغادرة المبيت إضافة إلى صدمة أهالي منزل عبد الرحمان من مستوى الطلبة الأخلاقي و الحضاري. وقد أعلن الطلبة "الدساترة" سيطرتهم على المبيت و منعوا طلبة الإتحاد من الدخول و النشاط داخله . منذرة بتواصل أحداث العنف وقد تجددت أحداث العنف يوم السبت 18 أكتوبر 2008. وفي ظل هذه الأحداث المريرة و الأليمة أهيب بكل الناشطين الأحرار و الغيورين على الجامعة أن يسعوا جاهدين إلى:
1-استنكار استخدام العنف داخل الجامعة من أجل تصفية حسابات حزبية و إيديولوجية ضيقة و ذلك بإنشاء مليشيات مختصة لهذه المهمة مما يتسبب في إشاعة حالة من الخوف و الهلع في أوساط الطلبة(إعادة الجامعة إلى أجواء السبعينيات).
2-رفض توظيف الطلبة العاديين في النزاعات الحزبية بين التيارات عوضا عن إشراكهم في حالة من الحراك الثقافي والمطلبي و العمل الإيجابي من أجل النهوض بالجامعة التونسية من حالة الجمود التي سعت السلطة إلى تكريسها منذ سنين وساهمت هذه الأطراف في ترسيخها عبر هذه الممارسات غير المسؤولة.
3- إدانة توسيع دائرة العنف لتشمل المدن الآمنة المجاورة للمبيتات و الكليات و التي عادة ما تحتضن الطلبة مما يساهم في شحن الأجواء و توتر العلاقة بين الطلبة و متساكني هذه المدن و إعطاء صورة مغلوطة عن فئة الطلبة.
4-مقاومة بسط السيطرة بالقوة على المبيتات والكليات لأجل نشر حالة من الانحلال و الميوعة و إقصاء بقية التيارات و منعها من النشاط في فضاء يفترض أن يكون حرا و ديمقراطيا يسع الجميع. طالب غيور على بلده