روما(يو بي اي)الفجرنيوز:قال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلغم امس الخميس إن إيطاليا أبلغت بلاده مسبقا بالغارة التي شنتها الولاياتالمتحدة عليها في 15 نيسان/ابريل 1986 والتي استهدفت مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي. وذكرت وكالة 'آكي' الإيطالية للأنباء أن شلغم أعلن ذلك خلال ندوة عن العلاقات الليبية الايطالية عقدت اليوم في روما، بحضور نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني، والنجل الأكبر للزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي. وقال الوزير الليبي الذي تولى رئاسة البعثة الدبلوماسية الليبية في روما في الفترة الممتدة بين العامين 1984 و1995 إن إيطاليا 'أبلغتنا قبل يوم واحد بعزم الولاياتالمتحدة القيام بغارة ضد طرابلس'. وأضاف 'لا اعتقد أنني أميط اللثام عن سر مكنون فيما لو أعلنت أن إيطاليا أبلغتنا عشية الرابع عشر من نيسان/أبريل من العام 1986 بعزم الولاياتالمتحدة القيام بعدوان ضد ليبيا' مشيرا إلى أن 'إيطاليا كانت ضد استخدام أجوائها ومياهها في العدوان لكن الأميركيين انطلقوا من قاعدة لامبيدوزا ضد إرادة الحكومة الايطالية'. وأشار شلغم إلى أنه 'في اليوم التالي للعدوان نزل آلاف من المواطنين الايطاليين إلى الساحات محتجين'، موضحا أن الحكومة الإيطالية كانت حينذاك برئاسة بيتينو كراكسي بينما كان جوليو اندريوتي رئيساً للدبلوماسية في روما. وشنت الولاياتالمتحدة الغارات على طرابلس وبنغازي، ثاني المدن الليبية، في 15 نيسان/ابريل 1986 اثر اتهام ليبيا بدعم الإرهاب. وأوقعت الغارات 41 قتيلا وجاءت بعد الاشتباه بضلوع ليبيا بتفجير ملهى ليلي في برلين أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين. من جانبه، أكد وزير الخارجية الايطالي مجددا على قرب موعد إقرار البرلمان لمعاهدة التعاون والصداقة الايطالية الليبية التي وقعها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني و القذافي في بنغازي في 30 آب/أغسطس الماضي. وقال فراتيني 'آمل أن يقر مجلس الوزراء مشروع قانون التصديق سريعا، لينتقل بعده إلى البرلمان'، مشيرا إلى أن 'هذه القضية ليست باعثا للجدل بين الأكثرية والمعارضة، والتصديق بأقرب وقت ممكن لن يفيدنا في تطبيق بنود المعاهدة وحسب، بل إنها إشارة للصداقة التي تربطنا والشعب الليبي'. وكان برلسكوني والقذافي وقّعا في مدينة بنغازي في 30 آب/أغسطس الماضي اتفاقية لطي صفحة الماضي الاستعماري بين بلديهما، تقوم إيطاليا بموجبها بدفع تعويضات يبلغ مجموعها خمسة مليارات على مدار 25 عاما، فيما تمنح ليبيا روما امتيازات استثمارية في قطاع الطاقة ومجالات اقتصادية أخرى، وتساعد في مكافحة الهجرة غير الشرعية. من جهته، أعلن سيف الإسلام أن 'الصناديق الليبية تجري محادثات مع شركات إيطالية ومنها تيليكوم إيطاليا واعتقد انها معنية بالاستثمار أو باقتناء حصص'. وقال إن 'ليبيا بعدما اشترت نسبة 4.9 'من مصرف اونيكريديت فهي تواصل اهتمامها بفرص الاستثمار في ايطاليا'، معتبرا أن البلدين دخلا 'بمعاهدة بنغازي عهداً جديداً من العلاقات الثنائية والاستعمار صار من مخلفات الماضي' واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها 'ممتازة للغاية ومن نوع خاص'. وأضاف 'أود أن أتحدث عن المستقبل الثنائي الذي لا يقتصر على الغاز والبترول إذ أننا نرغب في علاقات تجارية واقتصادية وفي رؤية آلاف المستثمرين والحرفيين الإيطاليين يعودون إلى ليبيا ليعيدوا افتتاح شركاتهم المتوسطة والصغيرة ونريد أن نرى جالية إيطالية في ليبيا مجدداً'. كما أعرب القذافي عن الرغبة في تعاون عسكري وأمني مع إيطاليا وقال 'يحدوني الأمل في رؤية القوات المسلحة الإيطالية وهي تقوم بتدريبات مشتركة والبحرية الايطالية وهي تقوم بدوريات مشتركة'. وأضاف 'كان هذا الأمر مستحيلاً في الماضي أما الآن فعلينا الحديث عن آفاق جديدة للصلات بين ايطاليا وليبيا'.