البيرة (الضفة الغربية) (ا ف ب) - الفجرنيوز:دعت مؤسسات دينية وشخصيات سياسية وشبابية فلسطينية الثلاثاء الفلسطينيين الذين يسكنون مدينة القدس الى مقاطعة الانتخابات البلدية في المدينة التي ستجري في الحادي عشر من الشهر الجاري. واعلن الشيخ محمد حسين مفتي مدينة القدس والاراضي الفلسطينية خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة البيرة في الضفة الغربية تحريم مشاركة الفلسطينيين في هذه الانتخابات. وقال" مواقفنا الشرعية والدينية والوطنية واضحة وكلها تمنع المشاركة في هذه الانتخابات ترشيحا او تصويتا في هذه المؤسسة التي تمثل الاحتلال الاسرائيلي". واضاف "واجبنا الديني يدعونا الى مقاطعة هذه الانتخابات القدس ارض عربية (..) واهلنا في بيت المقدس رفضوا دائما بان يكونوا جزءا من هذه الانتخابات لان المشاركة فيها يقلل اهمية القدس كعاصمة روحية وسياسية للفلسطينيين". ويبلغ عدد سكان القدس نحو 750 الف شخص بينهم 490 الف يهودي (66 في المئة) و257 الف عربي (34 في المئة) وتتنافس شخصيات سياسية اسرائيلية على رئاسة البلدية وتنشط في دعايتها الانتخابية بين الفلسطينيين المقدسيين تحت عناوين خدماتية. وقال المفتي "الزعم بان البلدية تقدم الخدمات للمواطنين هو زعم مردود". واضاف "المدينة محتلة والقانون الدولي يجبر المحتل على تقديم الخدمات لمن يقع تحت الاحتلال ونحن لا نعترف بالاحتلال ولا بأي مؤسسة تتبع الاحتلال وبلدية القدس تعمل الكثير لتهويد مدينة القدس". وتشكل مدينة القدس احدى الملفات الساخنة في المفاوضات السياسية التي تجري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى جانب المستوطنات والحدود واللاجئين والمياه. من جهته قال رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئيس محمود عباس الذي شارك في المؤتمر الصحافي "مشاركة الفلسطينيين المقدسيين في هذه الانتخابات هي قضية سياسية خطيرة حيث ان الرئيس محمود عباس يفاوض الاسرائيليين على المدينة كونها احد اهم قضايا المفاوضات وان مشاركة المقدسيين في الانتخابات البلدية يضعف موقفنا التفاوضي ويؤثر عليه". واضاف " نطلب من جميع المقدسيين عدم المشاركة في الانتخابات ولا نقبل بها ولا بنتائجها ونطلب من جميع المؤسسات ان تقدم الواجب وان لا نسمح للاحتلال بالادعاء ان القدس اصبحت موحدة". من جانبه قال عدنان الحسيني محافظ مدينة القدس الذي تم تعيينه مؤخرا من قبل الرئيس عباس "لا نسمع بالبلدية الا عند الانتخابات وعند هدم بيوتنا فالبلدية هي فقط لابتزاز الناس معنويا وماديا". وقال باحث في شؤون المدينة ان اسرائيل هدمت منذ بداية العام 2000 وحتى الان حوالي 800 منزل فلسطيني في المدينة بدعوى عدم الحصول على ترخيص. واشار الحسيني الى ان ادارة البلديات المتعاقبة في المدينة " كانت تحصل الضرائب من الفلسطينيين بنسبة 100% ولا تعطي لهم خدمات بنسبة 10%". بدوره قال حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس بانه لا يكفي على المؤسسات الفلسطينية مطالبة الفلسطينيين في المدينة بمقاطعة الانتخابات "بل يجب ان نوفر لهم حقوقوهم التي يريدونها". واشار عبد القادر الى قرار صدر عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتشكيل امانة القدس وقال " لكن هذا القرار لم يفعل ولا وجود له الا على الورق". وطالب عبد القادر الرئيس عباس باصدار مرسوم يعلن فيه تشكل امانة القدس في الحادي عشر من الشهر الجاري في الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس ياسر عرفات. وقال " نستطيع ان نخلق امانة عامة في القدس ولتكن هناك حرب بيننا وبينهم حربا في المكانس او على المجاري" بمعنى الحرب في تقديم الخدمات للمقدسيين. وبادرت رابطة الشباب المقدسيين وهي مؤسسة شبابية فلسطينية الى اطلاق حملة بين الفلسطينيين المقيمين في المدينة لمقاطعة هذه الانتخابات. وقالت الرابطة في بيان وزع خلال المؤتمر الصحافي "ان المشاركة في هذه الانتخابات هو تكريس لاحتلال المدينة المقدسة وان اجراء الانتخابات في القدسالشرقية يتعارض مع القانون الدولي الذي يؤكد ان الوجود الاسرائيلي في القدس هو وجود احتلالي". واضافت الرابطة "ان مسألة الانتخابات ليست مسألة خدمات تقدم للمواطنين الفلسطينيين وانما القضية هي سياسية لان المشاركة في هذه الانتخابات هو تكريس لما تدعيه اسرائيل من ضم المدينة لها". ويواجه الفلسطينيون في القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها العام 1967 معضلة كلما جرت انتخابات بلدية فاشتراكهم فيها يعني الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على المدينة والعزوف عنها يؤدي الى عدم التأثير في القرارات والاستمرار في تهويدها. وتتنافس ثلاث لوائح على رئاسة بلدية القدس ومجلسها. ويترأس الاولى الحاخام مئير بورش وهو متطرف يهودي والثانية نير بركات الذي خدم في سلاح المظليين وهو رجل اعمال قومي متشدد اما القائمة الثالثة فبزعامة الملياردير الروسي الاصل اركادي غايدماك.