كشفت التحريات الأخيرة لمصالح الأمن، أن شبكات المهاجرين غير الشرعيين القادمين من عدة دول إفريقية، حولت نشاطها من تزوير العملة إلى ترويج ''الهيروين'' و''الكوكايين'' و''الكراك''. كما وقفت مصالح الأمن على لجوء هذه الشبكات للترويج لجرعات قاتلة من هذه المخدرات الصلبة، متشكلة أساسا من مواد كيماوية خطيرة. نبهت تقارير أمنية إلى استفحال نشاط شبكات ترويج المخدرات الصلبة، خاصة على مستوى كبريات المدن مثل العاصمة ووهران وسطيف، واستندت التقارير إلى عدد الشبكات التي تم تفكيكها في الفترة الأخيرة، حيث كشفت مصادر أمنية أنه منذ بداية السنة الجارية تم تفكيك ما يفوق 7 شبكات وهو رقم غير مسبوق، كما كشفت هذه التحقيقات أن أغلب أفراد هذه الجماعات متشكلة من المهاجرين غير الشرعيين، باستثناء حالتين حيث تم توقيف جزائريين وبحوزتهم 20 غراما من الكوكايين تم اقتناؤها من مهاجرين يجري البحث عنهم. وركزت التقارير أيضا، أنه بمقابل تسجيل ارتفاع في نشاط الشبكات الإفريقية فيما يخص ترويج المخدرات الصلبة، سجل تراجع في تورط هؤلاء في قضايا تزوير العملة لسببين رئيسين، بسبب الأموال الطائلة التي تدرها الكوكايين، حيث يباع الغرام الواحد بين 8 و10 آلاف دينار، وأيضا أن الاحتيال بتزوير العملة صار لا ينطلي على الضحايا، فضلا عن التضييق الأمني وصعوبة تخزين المواد المستعملة في التزوير. وقال محدثينا فيما يخص الشبكات الناشطة بالعاصمة، إن أغلبها يتركز بالأحياء الغربية مثل الشرافة ودالي إبراهيم وبن عكنون، حيث يتواجد أغلب الزبائن المنتمين للطبقة الميسورة الحال. والأخطر من هذا، أسرت نفس المصادر، أن التحاليل التي أجريت على الهيروين المحجوز مؤخرا أظهرت احتواؤه على كميات معتبرة من مواد كيماوية خطيرة ونسب قليلة من الهيروين والكوكايين، حيث تلجأ شبكات الترويج إلى التقليل من ''الغبرة'' واستبدالها بمواد كيماوية لجني أموال طائلة، وهو ما يفسر حسب مصادرنا التراجع الطفيف المسجل في سعر جرعات المخدرات الصلبة، حيث صارت تتداول مقابل 8 آلاف للغرام الواحد في حين كان السعر لا يقل عن 10 آلاف. وأضافت مصادرنا أنه لحسن الحظ لم يتم تسجيل أي حالة وفاة لحد الآن بسبب الهيروين ''المغشوش'' إن صح القول، غير أن الوضع يحتم استنفار كل المصالح لمواجهة الأمر قبل حدوث ''الانفلات'' كما وقع مع الكيف المغربي.