د. سعيد الجزار مدير مركز مروة الشربيني للثقافة والتربية بدريسدن برلين - أعرب الدكتور سعيد الجزار مدير المركز الثقافي التربوي في مدينة دريسدن الألمانية عن أمله في أن يصبح المركز -الذي يحمل الآن اسم مروة الشربيني تخليدا لذكرى "شهيدة الحجاب"– "منارة لتصحيح صورة الإسلام وتعريف الألمان من غير المسلمين بوسطية الدين السمح ومعنيا في الوقت نفسه بشئون الأقلية المسلمة". وفي حوار خاص أجرته معه "إسلام أون لاين.نت"، أوضح د. الجزار -وهو مصري يقيم في دريسدن منذ عام 2000- أنه يأمل في مزيد من الدعم العربي والألماني من أجل توسعة المركز ليكون منارة في إحدى أقدم المدن الألمانية لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام بعيدا عن التشدد، على حد قوله. وفيما يتعلق بأنشطة المركز، خاصة تلك التي تحمل اسم مروة (قتلها متطرف ألماني في شهر يوليو الماضي على خلفية حجابها)، قال د. الجزار: "بخصوص مروه سيتم عمل لوحة تذكارية للقصة كاملة بعد صدور الحكم (على القاتل)، وسيتم تثبيتها في حديقة المركز بعد أخذ الموافقة على ذلك، كما نعمل حاليا مع بعض الجهات الألمانية على عمل منحة دراسية تحمل اسمها وتنظيم دورة في كرة اليد باسمها أيضا"، وغيرها من الأنشطة التي تخلد ذكراها. ومن بين أنشطة المركز الأخرى جزء خاص بالمحاضرات والمؤتمرات الخاصة بزيادة اندماج المسلمين داخل المجتمع الألماني، ودعم الحوار المسيحي الإسلامي بالتعاون مع مجالس شئون الأجانب في ألمانيا، بحسب مدير المركز، وهو حاصل على الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة دريسدن التكنولوجية عام 2005، ويعمل باحثا في قسم علوم المواد بجامعة أوبسالا في السويد منذ عام 2006. * "إسلام أون لاين. نت" سألت د. الجزار: كيف تولدت فكرة المركز؟ وما أهدافه؟ - فأجاب: الفكرة تولدت عندما تزايدت أعداد المسلمين الوافدين على المدينة في السنوات الأخيرة، سواء من المهاجرين أو الطلاب أو العاملين من مختلف الدول والأقطار العربية أو غيرها من الأسر المختلطة من أب عربي وأم ألمانية مثلا؛ مما دعت الحاجة إلى إنشاء مركز يستوعب بالدرجة الأولى أبناء الدارسين، خصوصا مع صعوبة إيجاد مكان للأطفال في الحضانات والمدارس الألمانية لتعليمهم اللغة العربية وعلوم القرآن والحفاظ على هويتهم الدينية. وبعد اجتماعات ومشاورات بين الأسر والجاليات العربية، ومن بينهم د. مروة الشربيني رحمة الله عليها، حول الشكل القانوني لمثل هذا النشاط تم بالفعل الحصول على ترخيص للمركز من المحكمة المدنية المختصة في دريسدن عام 2009، وبدأ النشاط الفعلي له أوائل يونيو الماضي تحت اسم "المركز الثقافي التربوي بدريسدن".
مروة الشربيني ثم جاء حادث مقتل مروة في الأول من يوليو 2009 داخل محكمة ألمانية، فقررت الجمعية العمومية للمركز تغيير اسمه إلى "مركز مروة الشربيني للثقافة والتربية بدريسدن"، حرصا منا على تخليد ذكراها، وليظل اسمها في أذهان الأقلية المسلمة على أن تكون نبراسا لإظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح للمجتمع الألماني؛ حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث. ويتكون فريق العمل بالمركز –القائم على التبرعات والجهود الذاتية- من عرب مسلمين، سواء من أبناء الأقلية المسلمة أو ألمان مسلمين، فعلى سبيل المثال فإن سكرتير عام الجمعية هو ألماني حديث الإسلام، كما لدينا سيدة ألمانية مسلمة تتولى قسم التعامل مع النساء. * كيف استقبلت الحكومة هذا المركز؟ وهل هناك تعاون معها أو مع أي جهات ألمانية أخرى؟ - أبدى الكثير من المسئولين التعاون من خلال إجراءات إشهار المركز، وخصوصا أثناء تغيير اسمه، وبعد حادث مقتل مروة وجه إلينا عمدة المدينة الدعوة لحضور اجتماع في الثلاثين من يوليو لبحث أوضاع الأقلية المسلمة (حوالي 3.5 ملايين مسلم من أصل نحو 82 مليون نسمة)، حيث قمت بتوضيح معاناة المسلمين في المدينة على مدار السنوات السابقة والأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الحادث وكيفية تجنبها. وبدورنا وجهنا الدعوة إلى عمدة المدينة وممثلين عن مراكز وجهات ألمانية أخرى لحضور الافتتاح الرسمي للمركز؛ وبالفعل لبوا الدعوة التي مهدت بعد ذلك لتعاون بناء وفعال. * ما هي أنشطة المركز بشكل عام؟ وما الذي يخص مروة الشربيني؟ - من أنشطة المركز: إقامة الشعائر الدينية والاحتفال بالمناسبات الإسلامية والأعياد القومية المختلفة، إضافة إلى أنشطة زيادة الاندماج والتواصل بين الأقلية المسلمة وبقية مكونات المجتمع الألماني من خلال اللقاءات والمحاضرات والمؤتمرات وغيرها من الأنشطة التي من شأنها تقديم الصورة الصحيحة للإسلام. كما نهدف إلى إنشاء مكتبة إسلامية كبرى ملحقة بأحد طوابق المركز تحتوي على أمهات الكتب الإسلامية والفكرية الحديثة بوسائط إلكترونية حديثة ولغات مختلفة مثل الألمانية والعربية، وربطها بمنظومة المكتبات بالمدينة حتى تكون مرجعا إسلاميا يقوم بالتعريف بالإسلام. وللمركز أيضا دور في دعم الحوار المسيحي الإسلامي بالتعاون مع مجالس شئون الأجانب في ألمانيا، ودائما ما نستضيف قيادات بالأقلية في لقاءات مع متحدثين يمثلون مكونات أخرى في المجتمع. ومن بين هذه القيادات نديم إلياس رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، والدكتور أحمد فون دنفر رئيس هيئة "عون المسلمين" الإغاثية الألمانية. ومؤخرا عقدنا ندوة هامة حول: "لماذا الرب واحد وهناك ثلاثة أديان"، حضرها ممثلون عن الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية للبحث عن قواسم مشتركة في الديانات الثلاثة والحوار بينهما، كما نتواصل مع الهيئات الألمانية المختلفة لترتيب ندوات أو لقاءات مع الكنائس والمدارس والاتحادات الطلابية الجامعية وغيرها. أما بخصوص مروه فسيتم عمل لوحة تذكارية لقصة قتلها كاملة بعد صدور الحكم على القاتل في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وسيتم تثبيتها في حديقة المركز بعد أخذ الموافقة على ذلك. كما نعمل حاليا مع بعض الجهات الألمانية على إطلاق منحة دراسية تحمل اسم مروة الشربيني، وتنظيم دورة في كرة اليد باسمها أيضا. * ما الدور الذي ممكن أن يلعبه المركز في المستقبل للتعريف بالإسلام؟ - الحل لمستقبل الإسلام والمسلمين في المدينة أن نجد الدعم لشراء وتوسعة المركز ليكون منارة في إحدى أقدم المدن الألمانية والبوابة الشرقية للبلاد من أجل أن ينهض المركز ويقدم الإسلام بوسطيته السمحة حتى يألفه المجتمع ويتعود عليه، وأن يعنى بالطبع بالمسلمين الوافدين وأبنائهم، كما نسعى حاليا لأن يكون هناك إمام للمركز. * هل ترى بالفعل خوفا وعداء للإسلام في ألمانيا؟ - لا يوجد مثل هذه الحالة بين المؤسسات، فهذا المركز شاهد على ذلك، وبالعكس فهم يتمنون الآن أكثر من أي وقت مضى البرهنة على التعددية الثقافية للمجتمع، وإن كان هناك عداء فمن أفراد لم نستطع تعريفهم برسالة ديننا، وأرى أن هناك خوفا يمكن القضاء عليه بإقامة كيان لنا يعرف الآخرين بوسطية الإسلام السمحة