بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رأي في الرؤية (2) اسئلة محرجة لكن مشروعة
نشر في الحوار نت يوم 08 - 10 - 2010

قبل الخوض في اغوار الوثيقة "التاريخية " فاني اود ان امهد لذلك ببعض الامور التي لا ارى بدا من قولها رغم يقيني من ان آخرها قد يثير جدلا بين المهتمين بالشان الاسلامي عموما:
اهمال مقصود
قد يعذر البعض اذا رأوا أن حكمي على غياب النقد او التعرض لمضمون هذه الوثيقة بالدراسة قد وقع في التعميم الموقع حتما في الخطا وانا لا ادعي الاطلاع على كل ما حبر و لكني اجتهدت رايي استقراءا لما يجول في ساحتنا التونسية و ما يدور فيها من حديث حول هذا العمل لم ار انه جاوز المدح و الاعجاب.
طبعا لا يمكن لعاقل ان يهمل تؤملات الاخ الهادي بريك في الرؤية التي اخرجها لنا في تسع و عشرين حلقة و ما فيها من تعبيرات دقيقة تنم عن سعة اطلاع و لكني لا اعتبر ذلك المجهود المتميز سوى تقريظا للرؤية ابدى فيه الشيخ اراءا مستقلة و شروحات تيسرللقارئ فهمها.
خارج الزمن
كان الاتجاه الاسلامي يصدر بداية كل سنة جامعية بيانه الافتتاحي و كان الطلبة يتدافعون لقراءته و سبر اغواره لاستشراف طبيعة المواقف من كافة القضايا التي تلمس اهتمامات الكثير من الشرائح الطلابية و قد اقتبس الاخوة في حزب التحرير هذه العادة لبعض السنوات و يا ليتهم ما فعلوا. كان الواحد منا يقرأ بيانهم المرة تلو الاخرى ليظفر بكلمة واحدة تدل عبارة او اشارة على السنة التي كتب فيه بيان الحزب الافتتاحي فنظفر على ما يدل اننا نعيش بعد النكسة مثلا. كنا و نحن نواكب الاحداث التي كنا نصنعها نستغرب باي عقل يفكر هؤلاء و في اي زمن يعيشون حتى جاءتنا الرؤية الفكرية لتجعلنا في حيرة عن القرن او الزمان الذي كتبت فيه . صحيح ان هذه الوثيقة ليست ببيان سياسي او حزمة مواقف من قضايا البلاد ولكن:
هل يعقل الا تعثر في وثيقة مرجعية لحركة سياسية في اواخر القرن العشرين تبتغي الوصول الى السلطة عبر اقناع الناس ببرامجها على كلمة واحدة تدلك على العصر الذي كتبت فيه , أفي القرن الهجري الاول ام الخامس عشر؟ السنا نساهم بذلك في تثبيت قول القائل ان الحركات الاسلامية تعيش خارج التاريخ؟
هل يعقل ان تخصص حركة اسلامية وظيفتها اقناع الناس بخياراتها فقرة كاملة في رؤيتها حول من يعتبر في نظرها كافرا خارجا عن الاسلام دون ان تسعفك براي في القبول بالدولة المدنية من عدمه؟
هل يعقل ان تقوم وثيقة مقام الدستور المحدد لطبيعة الحركة دون ان تنبس ببنت شفة عن اهم القضايا كمشكلة الديمقراطية و القبول بالآخر و التداول على السلطة و حقوق الانسان و دور المرأة و التنمية و غير ذلك من امهات القضايا؟
هل يعقل ان تشتغل حركة سياسية باجماع الصحابة و تاويل النصوص الموهمة للتجسيم و تعارض النصوص و ترجيحها في بلد لم تستطع فيه اقناع سلطته او معارضته انها لا تحتكر الدين و انما تستعمل حقها في تقديم بدائلها حسب فهمها للاسلام ؟
هل يعقل ان تؤكد حركة سياسية ممنوعة من العمل تعمل على تبديد مخاوف الآخرين من دعاوي محاولتها اقامة دولة ثيوقراطية في وثيقتها " الموضحة لاسسها و المحددة لمعالمها" انها لا تفرق بين التوجه الى الله بالشعائر و التلقي منه في الشرائع ؟ و لا اظن معاني هذه الجملة خافية على احد و لا موقف عموم الامة من منهج قائلها الشهيد صاحب الظلال رحمه الله
قطع متجاورات
اذا قرئت الوثيقة بعين الفاحص المدقق فان اول ما يتبادر للذهن هو عدم تناسق الاسلوب مما يدعو الى الريبة في تعدد كتابها و هو ما قد يراه البعض منطقيا اذ ان هذا العمل ليس الا مجهودا جماعيا اشرف عليه الدكتور النجار و لكن مع الاسف فان التفسير الآخر و الذي قد يعتبر مفاجئة من العيار الثقيل هو الصحيح قطعا كما سايتي ذكره ان شاء الله.
ثم ان الجمل المتفرقة المتباعدة و الربط التعسفي بينها بروابط من قبيل : وعلى هذا الاساس, و بذلك, وعليه, غير ان , وقد,وبناء على هذا... يجعل النص اشبه بالقطع المتجاورات من الكلمات المرصفة منه الى النص المتماسك.
هذا بالاضافة الى بعض الكلمات المحشورة دون سياق مما يجعلها مستعصية على الفهم و تزيد من الشكوك حول ملابسات التاليف و الى القارئ اسوق هذا المثال و قد علمت الكلمات المسقطة كالكسف من السماء دون سياق, علما و اني قد اعتمدت النسخة الموجودة على موقع النهضة و ما اراني بذلك الا قد لزمت العرف:
" والوحي هو تلقي نبأ مقطوع بمصدره الإلهي بغير السنن والطرق المعهودة عند البشر، وإننا نؤمن بجميع رسل الله الذين ورد ذكرهم في القرآن أو لم يرد، دون تفريق بينهم، فنشهد لهم جميعا بالرفعة والعصمة والأمانة والصدق والتبليغ، وإن كنا نقر تفاوت منازلهم عند الله تعالى.
مرتبة الطلب، فلا يقبل عمل إذا لم يكن وراءه هذه العقيدة كدافع للعمل وواقع حسبما تقتضيه هذه العقيدة. فإن اختلت العقيدة أو فسدت أو كانت باطلة أو لم تتضمن أصولها كان العمل فاسدا أو غير مقبول، وبقدر رسوخ معالم العقيدة وأصولها في النفس يكون العمل ثقيلا في ميزان الحساب. " (انتهى النقل)
كل هذه الامور تثير شبهات حول الصياغة , هذا بالاضافة الى سر التوقف المفاجئ عند ركن الايمان الرابع دون سابق اعلام و قد حصل في ذهن القارئ ان الكاتب بصدد تفصيل اركان العقيدة الست.

السر و المفاجأة الكبرى

السر الخفي و الحقيقة المرة الكامنة وراء هذه الشبهات هي ببساطة ان هذه الرؤية ليست كما يدعي البعض مجهود فرد او جماعة امتد لسنوات و تمت فيه مراجعة و استشارة كبار المشائخ كالشيخين الاخوة و القرضاوي بل هي مع الأسف في جلها مجموعة فقرات منقولة من بعض الكتب(معالم في الطريق و العدالة الاجتماعية في الاسلام لسيد قطب) مع بعض التحويرات و احيانا كثيرة جمل منقولة برمتها حرفيا على طريقة النسخ و اللصق من كتابي في ظلال القرآن و خصائص التصور الاسلامي و مقوماته للشهيد سيد قطب و من الاصول العشرين للبنا.
و حتى لا يبدو هذه الادعاء من باب التقول فساضع بعض الامثلة التي لا تدع مجالا للشك بين يدي القارئ و ساكتفي بخمس امثلة و اترك البقية للقراء و لابناء الحركة غير المتعصبين اللهم الا تعصبا لحق و لكل الغيورين على الامانة العلمية و ساشير فيها الى مواضع التحوير ان وجدت اصلا.
المثال الاول:

نص الرؤية:

وعليه، فإننا لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وتوابعها مما سبق ذكره، وعمل بمقتضاها وأدى الفرائض برأي أو معصية، إلا أن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل لا يحتمل تأويلا غير الكفر.
نص الأصل العشرين للامام البنا:
لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية إلا إنأقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة أو كذب صريح القرآن الكريم أوفسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غيرالكفر.
المثال الثاني:

نص الرؤية:

ويجب في ذلك الاعتماد على حقائق الألفاظ والتأكد من حدود المعاني المقصودة بها والوقوف عندها، كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء.
نص الأصل السادس عشر للامام البنا:
والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية بل يجب التأكد من حدود المعانيالمقصودة بها والوقوف عندها كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في كل نواحي الدنياوالدين فالعبرة المسميات لا بالأسماء.
المثال الثالث:
نص الرؤية:

وعلى هذا الأساس من التوحيد، فنحن لا نفرق بين التوجه لله بالشعائر والتلقي منه في الشرائع، لا نفرق بينهما بوصفها من مقتضيات توحيد الله وإفراده سبحانه بالألوهية والحاكمية، ولا نفرق بينهما لأن الانحراف عن أي منهما يخرج صاحبه من الإيمان والإسلام قطعا.
نص الشهيد سيد قطب (خصائص التصور الاسلامي و مقوماته /فصل :التوحيد):

ولا يفرق التصور الإسلامي – كما أسلفنا- بين التوجه لله بالشعائر، والتلقي منه فيالشرائع .‏‏.‏ لا يفرق بينها بوصفهما من مقتضيات توحيد الله، وإفراده –سبحانه- بالألوهية‏.‏ كما أنه لا يفرق بينهما في أن الحيدة عن أي منهما تخرج الذي يحيد منالإيمان والإسلام قطعاً‏.
المثال الرابع:

نص الرؤية (الجملة الخاتمة للمحور العقائدي):

وإن حملة التوحيد وهم يقدمون للبشرية هذا التصور الجديد، يقيمون معه منهجا كاملا للحياة، يقوم على تكريم الإنسان وعلى إطلاق يديه وعقله وضميره وروحه من كل عبودية، وعلى إطلاق كل طاقاته لينهض بالخلافة عن الله في الأرض، عزيزا كريما كما أراده خالقه، وفي نهوضه بالخلافة وهو حر كريم يملك أن يقدم إضافة حضارية وهو في أوج حريته وفي أوج كرامته وعزته..
نص الشهيد سيد قطب (خصائص التصور الاسلامي و مقوماته /الجملة الخاتمة للكتاب):

وهم حين يقدمون للبشرية هذه الهدية يقدمون معها منهجاً كاملاً للحياة منهجاً يقومعلى تكريم الإنسان، وعلى إطلاق يده وعقله وضميره وروحه من كل عبودية إطلاقه بكلطاقاته لينهض بالخلافة وهو حر كريم، يملك إذن أن يقدّم وأن يقوم الأمجاد العلمية،والفتوحات الحضارية، وهو في أوج حريتهن وفي أوج كرامتهن .‏
المثال الخامس:

نص الرؤية :(منزلة الانسان في العقيدة الاسلامية)

وبهذا المعنى للعبادة يتوجه الإنسان إلى الله بكل خاطرة في الضمير، وكل حركة في الجوارح، وكل سعي في الحياة، توجها خالصا متجردا من كل شعور آخر، ومن كل معنى غير معنى الخضوع لله.
وبهذا التوجه يتحقق معنى العبادة، فيصبح العمل كالشعائر، والشعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله...

نص الشهيد سيد قطب (في ظلال القرآن/ سورة الذاريات) :

والثاني: هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير، وكل حركة في الجوارح، وكل حركة في الحياة. التوجه بها إلى الله خالصة، والتجرد من كل شعور آخر، ومن كل معنى غير معنى التعبد لله.
بهذا وذلك يتحقق معنى العبادة؛ ويصبح العمل كالشعائر، والشعائر كعمارة الأرض، وعمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله. (انتهى النقل)
متشبع بما لم يعط

لا اشك ان هذا العرض الوجيز قد يدع مجالا للريبة اللهم لمن كان شعاره في الحياة :عنز ولو طارت بان محرر هذه الوثيقة فردا كان او جماعة لم يكن الا ناقلا دون عزو او احالة على المصدر و منتحلا لكلام غيره و متشبعا بما لم يعط صدق فيه قوله صلى الله عليه و سلم " المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور."
و رغم ان هذه الاعمال و لها مسميات قانونية محددة نتجاوز ذكرها من باب الاحترام للشيوخ(بمعنى قوله تعالى "ثم لتكونوا شيوخا") لا تجلب الا الفضيحة و قد استنكرها حتى شعراء الجاهلية ( و لا اغير على الاشعار اسرقها * منها غنيت و شر الناس من سرقا) و يستنكرها كل ذو فطرة سليمة و قد نهى الامام احمد من وجد ورقة بها احاديث سقطت من احد ان يكتب منها ثم يردها , فان هذه الظاهرة واسعة الانتشار في الاوساط العربية بسبب الخمول الفكري(ظاهرة الانحباس الفكري) وغياب الرادع و قبل كل شيئ حب التكسب و الظهور ( اضمن كل بيت نصف بيت * فشعري نصفه من شعر غيري - فان الدرهم المضروب باسمي * احب الي من دينار غيري).
و حتى لا يظن الطيبون ان هذه الظاهرة اقل انتشارا في الاوساط الاسلامية و هو المفترض فاني اؤكد على ان اعظم و افضح حالات الانتحال العلمي وقعت في الاوساط الاسلامية و يكفي ان نذكر ان كتاب العلامة ابن قيم الجوزية بدائع الفوائد ماخوذ من كتاب نتائج الافكار للسهيلي (صاحب الروض الانف) كما ذكر جمال ابو حسان في رسالته.
اما كتابه مدارج السالكين فقد تعرض للسطو من طرف المحدث "الكبير "( خليفة الشيخ الالباني ) العلامة سليم الهلالي بطريقة عجيبة حيث نسخ ثمان و خمسين صفحة هكذا دون مواربة و الحقها بكتابه "حادي الروح" بل قد سطا على كتاب العلامة القرضاوي ( الذي يراه يتبع فرقة ضالة) برمته "الصبر في القرآن الكريم" و نسبه لنفسه بعد ان غير عنوانه الى "الصبر في القرآن و السنة " و ذلك من فرط حبه للسنة , و لم يسلم منه الشهيد قطب الذي الف فيه كتابا لم يذكره فيه الا بالسوء و قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر الا ان ذلك لم يمنعه من السطو المتكرر على تفسير الظلال ليصدرها كمقالات في مجلة المجاهد . و قديما الف السيوطي في ذلك كتاب "الفارق بين المصنف و السارق".
و لمن اراد ان يطلع على العجب العجاب فليراجع الكتاب الطريف لحسان عبد المنان "السرقات العلمية دراسة و تقسيما و علاجا"

اسئلة محرجة لكن مشروعة

لن تمنعني الحقيقة الساطعة كوضح النهار ان افكار و صياغات و اسلوب الرؤية الفكرية تعود الى الامامين الشهيدين البنا و قطب من الرد عليها و التاكيد على انها مخالفة لما توافقت عليه الامة و هذا ما اكده العلامة القرضاوي في الرد على اطروحات صاحب الظلال رحمه الله, و من قبله المرحوم الهضيبي في "دعاة لا قضاة" و هذا ما انوي عمله في الحلقة القادمة ان شاء الله ولست بذلك بمتسكع في حنادس الفكر . و قبل ذلك اريد ان اطرح بعض الاسئلة على الاخوة المولعين بهذه الوثيقة:

هل برايكم يستقيم علميا و من باب الامانة النقل بهذا الشكل الفاضح من كتاب افضوا الى ما قدموا دون عزو او احالة؟
اذا لم اتكن الصياغات و لا الافكار من صنع ابناء الحركة فاين تكمن دواعي المفخرة؟
اذا كان الاخ الدكتور النجار يستسيغ هذا العمل و قد اتفق العالم باسره على عدم استساغته فله ان يفعل ذلك في كتاباته ( و قد راج في مجلة الامة لغط من هذا القبيل حول كتاب "فقه التدين فهما و تنزيلا") و لكن هل يجوز له ان يورط حركة بحالها كانت تحمل آمال الكثيرين من ابناء بلد الزيتونة في التمكين للفهم الوسطي لهذا الدين بحشر نقولات (عن طريق السطو) في وثيقة بتلك الاهمية من حيث ارتباطها بالحركة؟
اذا كان حال التاليف لم يخرج على اقتطاع بعض الفقرات من بعض الكتب ففيم قضيت كل تلك السنوات الخمس , ام ان الامر لا يخرج عن كونه دعاية اعلامية؟
بغض النظر عن النسخ و اللصق و هو ما لم تعلمه بالضرورة قيادة الحركة فان الافكار المنقولة لا يمكن ان يغيب عن متابع ناهيك عن دارس نسبتها لسيد قطب و اذا كان العلامة القرضاوي الذي وصفه الشيخ راشد الغنوشي بشيخ الاسلام و مجدد القرن قد قال عن الشهيد سيد قطب انه بكتاباته الاخيرة قد خرج عن اهل السنة و الجماعة بوجه ما و انه في امر التكفير قد حاد عن الصراط السوي لاهل السنة و الجماعة فان السؤال المركزي الذي يطرح: لماذا اختارت حركة النهضة الي تدعو للوسطية و الاعتدال وساحة فعلها شعب كله على دين التوحيد بل على مذهب فقهي واحد وقد صلى رئيسها خلف احمد حرمل حين كان على راس الحزب الشيوعي افكار الشهيد لتجعل منها قاعدة في تصورها للعقيدة وقد اقر نص الوثيقة بانه تصور جديد بعد ان اكد في المقدمة انه ليس بتصور مقطوع الجذور ولا بعقيدة جديدة؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.