يخشون أن تنتصروا على عدوكم و"عدوهم" فتنتصروا عليهم... وينتصر خياركم على خيارهم... اخترتم المقاومة واختاروا المساومة فلم يجنوا سوى الريح تعصف بسقوف بيوتهم وتجلب إليهم غضب الشعوب ولعنات دماء المغدورين ... مشوا بعيدا مع العدو وانساقوا في الحديث فتورطوا ولم يعودوا قادرين على الرجوع.. يعرفون ماذا صنعوا وبماذا أسروا... ويستطعمون ما طعموا وما طمعوا فيه من موائد المغتصبين ومما حولها... أردتهم أنفسهم فخروا إلى الأذقان لا يلوون على وطن ولا كرامة ولا ينتصرون لنداءات الأطفال والنساء والشيوخ ولا تأخذهم لدين الله غضبة ... يرون انتهاك المقدسات وهدم المساجد والكنائس وهتك الحرمات وتجريف الزرع وإفساد الحرث وهم قاعدون ... لا يحبون صوتا أعلى من وضاعة همتهم ولا يحبون من يتكلم في الكرامة والتحرر... يكرهون من يدعو إلى المقاومة ومن يذكر المقاومين بما هم أهل له من التبجيل والتقدير... يحرصون على صرف اهتمامات الناس إلى ما يصرفهم عن أنفسهم وعن تاريخ أوطانهم... يكرمون الفارغين والمعطوبين ذهنيا ونفسيا ويُعلون من شأن من لا شأن له... يعرفون ما صنعوا ويخشون اعتدال الحق وانجلاء الحقيقة... يخشون الوقوع بين أيدي المغدورين ولا يجرؤون على طلب الصفح وعلى العودة إلى مسار الدم ومسيرة التحرر. تدعو الأمة لأبنائها الصامدين على ضفتي الجرح يغالبون طاحونة الموت ورياح الحريق... تدعو الأمة وتستجمع روحها وقودا لعزم المقاومين: اللهم جمعنا في قبضتهم يضربون بنا وأفرغنا في قلوبهم عزما ويقينا وطاقة واصطبارا... اللهم اضرب معهم فقد أخلصوا إليك وخذلهم أولو الأمن الصهيوني من بني تربتهم، اللهم لا تمكن منهم غاصبا ولا شامتا متربصا ... اللهم أرنا جميعا ساعة نصر ووقفة عزة ويوم فرح... اللهم تلك دماء طفولة بريئة وشهداء طاهرين ونساء شريفات اللهم اجعلها وقود قيامة الأمة وزيت فتيل يقشع الظلمة... تدعو الأمة صاحية لا تنام بين أقدام ضباع يُساومونها في روحها ومنبت قامتها وشموخ حرفها ووضوح رسالتها... يُساومونها على مفاتيح هويتها وعلى عناوينها المحفورة في الماضي والحاضر والمستقبل رغم ما انتابها من برود وذهول ... تدعو الأمة بملح الريق تستبق أوجاعها إلى يوم ذي نصر وقيام قامة... تتلقف مشاهد من الزمن القادم ترى المساومين مُقعدين على حسرة ومهانة وخيبات يودون لو أنهم لم يكونوا ولا يجدون ما يشترون به أنفسهم وهي لا تُشترى ولا يُلتفت إليها إلا نكاية وسخرية وازدراء. المساومون أولئك يتحالفون جهرا وخفية مع مشاريع تخريب الأمة في وعيها وإرادتها وتفاؤلها يبثون فيها الوهن والتردد واليأس ويزينون لها مشاهد القعود والإرتخاء... المساومون أولئك يدلون القناصين على دماء المقاومين وعلى عناوين أهلهم وملامح المتعاطفين معهم ولا يترددون في الإستثمار في أرواح الشهداء يظنونها مشاعة لأدعياء "سياسة" لا تسوس ولا تجيد فن صناعة المجد وبناء العمران الآمن على أرض يمتلكون وثائق ملكيتها لا يصدقون أنهم أهلها الشرعيون فيساومون عليها وعلى أهلها.يُساومون في الحق وفي مناهج تحصيله. يُريدون إضاعة الحق والمنهج... يُريدون قطع وريد الأمل الواصل بالمستقبل.