إنه خط الدفاع الأخير عن كرامتي تذكرة مندوحة في زمان بلا أوان.. مفتوحة في مكان بلا أمان.. تذكرة لي بأن أكون في دنيا الظالمين غريبا أو عابر سبيل.. ذكرى لأهلي وقومي أن أوثق حبل يستمسك به حال الابتلاء (حسبنا الله ونعم الوكيل..).. ذكرى لي ولكل ذي صبر جميل ألا نستوحش من الرحيل؟ إني ذاهب إلى ربي.. قد قالها من قبل أبونا إبراهيم عليه السلام، وأقولها يقينا بعدما جفت الأقلام ورفعت الصحف كما قيل للغلام.. أجل، وفي هذا الشهر الحرام، أستأنف إضرابي اللامحدود عن الطعام.. إنه خط الدفاع الأخير عن كرامتي.. والحصن الأول لاسترداد حريتي المسلوبة غصبا من القضاء "الأمني".. بئس الأمن القضائي.. قضاء فيه قضاة (فساد وعيب)، تسكت ذي للحق نأمة (وإذا بطشتم بطشتم جبارين). في شهر ذي القعدة هذا، أستحضر صورة الذين يقعدون بكل صراط يوعدون.. ويتوعدون.. ويصدون عن سبيل الحق.. ويبغون القضاء عوجا لججا.. وأتساءل عما إذا كان التقعيد لتجديد مفهوم سلطة القضاء لن يجد حرجا حججا بعدما طفح كيل المظالم وبلغ زباه سيل الخوارم؟ أجل، بحت حناجرنا وصمت آذانهم.. دعونا ليلا ونهارا.. ونصحنا سرا وجهارا.. لكنهم أصروا واستكبروا استكبارا.. حققنا المباني.. دققنا المعاني.. وتذرعنا بالسبع المثاني لعلها تصل كالثمر الداني، فما شفعت لنا في دفع تهمة الجاني.. ولم أجد عزاء سوى المصير الفاني.. وهذا كلام قل ما ذل، والعبرة بما عليه دل!.. في عالم الشهادة، كتب في النازلة فرقان.. وقيل في الواقعة برهان.. واكتمل بإجماع الحقوقيين البنيان!.. واليوم، أيمم وجهي شطر سنن الغيب لمقاومة معاول الغياب والتغييب والغيبوبة.. فاستعدوا ربما نادى المنادي لصلاة الغائب، لعلها تزهر الفعل الذائب وتثمر القول الصائب.. وليبلغ الشاهد الغائب! "فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد".. اللهم قد بلغت فيما علمت، فأشهد الله على ما عملت. الدكتور العبادلة ماء العينين السجن المحلي بسلا / المغرب الثلاثاء 3 ذو القعدة 1431 الموافق ل12 أكتوبر 2010