بصريح العبارة كما يقال، وبدون أن أحتاج لعنوان منمق أو تشبيه بليغ أو استعارة أو تلوين للكلمات. هكذا، بعبارة صريحة لا أرى أحسن منها، لكل أب ولكل أم، ولكل قارئ: لو شلّوا ابنتك أو ابنك بالمستشفى عن طريق خطأ طبي فادح، ولو أصروا على التستر على خطئهم ورفضوا ترقيعه والتعامل معه بجدية، ولو تمادوا في ذلك و قاموا بطردك وطرد ابنتك المصابة بشلل رباعي كما يطرد اللصوص من المنازل، ولما فشلت عملية الطرد يحولون ابنتك المشلولة والمكفوفة إلى مصلحة الأمراض المعدية، وكأن الشلل والعمى لا يكفي، حتى يفتحون فرصة شيطانية أخرى لأنواع خطيرة من الأمراض لكي تنتقل لجسم طفلة بريئة عاجزة عن كل شيء. ماذا تفعل لما ترى ابنتك التي كانت كالوردة المتألقة دائما قد أصبحت وردة ذابلة وشبه جثة؟؟؟ ماذا تفعل لو مورس عليك إرهاب إداري وقمع كبير من مؤسسات بلدك ومسؤوليه ممن لجأت إليهم بعدما أصاب ابنتك ما أصاب؟؟؟ بعد رحلة متعبة جدا لإنقاذ طفلتك المسكينة، يقول لك كل الأطباء، علاجها يحتاج معجزة من الله، لكنها بالمقابل أيضا بحاجة لمركز إعادة تأهيل وتكييف متطور. ماذا تفعل؟؟؟ لماذا يلومنا بعض الأغبياء على ما فعلنا وما نفعل؟؟ هل يمكن أن يسكت أولئك الأغبياء على حقهم؟؟ ماذا لو كان هذا الحق هو ضياع حياة ومستقبل طفلة بريئة وتحويلها لشبه جثة؟؟؟ هل ترجمة التضامن مع قضية شيماء ريحان على أرض الواقع تحتاج لمعجزة؟ أو إلى ملاك أو نبي؟ أليس من حقها أن تتجاوب معها كل فئات المجتمع؟ وكل شعوب العالم؟؟؟ هل تحتاج قضيتها للمزيد من الإبهار والبهارات لكي يلتف حولها أصحاب القرار؟؟ لو حدث لابنتك مثلما حدث للطفلة شيماء ريحان ذات الأربع سنوات، والتي دخلت للمستشفى في بداية العام من أجل عملية نزع اللوزتين ومنذ ذلك الوقت وحين تعاني شللا رباعيا، وهي تشبه الموتى، أو أحسن منهم بقليل. هل تسكت وتفوض أمرك لله وأنت ترى ابنتك تعاني؟ الشياطين تتحرك من أجل أبنائها، حسب ما أظن، فلماذا لا يتحرك أبناء هذا الشعب من أجل شيماء وأمثالها من ضحايا الكوارث الطبية وكل ما يحدث بمستشفياتنا من تحقير للمرضى، هو ليس إهمالا، بل تحقير كان يقوم به المستعمر ضد أبناء بلد نال استقلاله ووعده حكامه بعزة وكرامة لم نجد لها أثرا. ما المميز في بعض الأشخاص الذين تعاطفوا معها ولم يتوقفوا عند أضعف الإيمان، بل تضامنهم كان له أثر واضح على أرض الواقع؟؟ هل هم أنبياء مرسلون؟ أم ملائكة مسيرة من عند رب العالمين؟ لا، بل هم أشخاص لم يخافوا على مناصبهم وعلى أنفسهم من نقرة زر على الحاسوب للانضمام للمجموعة الخاصة بشيماء، ولم يبخلوا بإعطاء وقت صغير من حياتهم الهامة لقضية حزينة يمكن أن تكون غدا ابنة أو قريبة واحد فيهم هي المعنية بها. لا أدري هل ما أكتبه هو مقال أو نداء للمساعدة؟ أحيانا أقول لنفسي كما يقول لي البعض، ماذا أفعل؟ ومن سيتحرك في قضية أصر على عدم تركها؟؟ **جمال الدين بوزيان ناشط اجتماعي جزائري