يكتبه كمال بن يونس كثيرا ما تطالعنا وسائل الإعلام العالمية بتألق مثقفين وشخصيات تونسية وعربية في مجالات علمية وثقافية وسياسية مهمة.. بما في ذلك في أمريكا وأوربا واليابان. وهذا يسرنا كثيرا.. ويخفف من آلام « النكسات» و«النكبات التي بلي بها العالم العربي في العقود والأعوام الماضية.. بسبب تعاقب السنوات « العجاف».
ومنذ أيام نشرت بعض وسائل الإعلام الألمانية خبرا غير عادي عن تألق شخصية تونسية ابتليت منذ صغرها فحرمت نعمة « سلامة العينين».. هذه الشخصية هي الدكتور مصطفى الورتاني.. الذي حرم من رؤية الشمس منذ طفولته المبكرة، لكنه لم يحرم من نعمة البصير، فحصل في ألمانيا على شهادة الباكالوريا ثم على الدكتوراه في العلوم السياسية والاجتماعية، مما أهله للتدريس في عدة جامعات ألمانية. تألق مصطفى الورتاني في عالم العلوم وفاز بالدكتوراه وتألق من جديد في ألمانيا..بعدأن دخل عالم العمل الجمعياتي وفاز بعضوية هيئة مهمة في اتحاد المكفوفين الالماني الذي يضم حوالي نصف مليون عضو من المعاقين بصريا.. فوز الدكتور مصطفى الورتاني بمسؤولية عليا في اتحاد المكفوفين في مقاطعة « هسن « التابع لمنطقة برلين مهم جدا لأن الاتحاد مكلف بالدفاع عن مصالح نصف مليون معاق سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بالتعاون مع عديد المنظمات الاجتماعية الالمانية والاوربية. ومما يثلج الصدر في هذه الشخصية التي فازت كذلك برئاسة فرع جمعية الصداقة التونسية الالمانية بمقاطعتي « هسن « و» ثورنغر» أنه لم ينس بلده وموطنه القيروان فأعلن عن عزمه على توظيف خبرته وعلاقاته في المانيا لتقديم خدمات لفائدة ابناء وطنه والمعوقين بصريا في ولاية القيروان خاصة.. مرة أخرى يتأكد أن التونسيين والعرب يبدعون حيثما كانوا..وأن الاعاقة ليست عضوية..وأن الحرمان من نعمة البصر لا يعمي البصيرة. ألم يختر العرب منذ القدم تسمية المكفوف «البصير»؟