مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفتطمعون أن"يدمقرطوا"؟؟؟
نشر في الحوار نت يوم 29 - 11 - 2010


أفتطمعون أن "يدمقرطوا"؟؟؟

بحسب المسرحية الانتخابية المصرية (مجلس الشعب تشرين الثاني 2010) أن تكون مادة يتلهى بها الإعلام العربي وبحسبها أن يستغلها (ثيران البلطجة) للتنفيس عن ثأر دفين يحتقن ضد الإخوان المسلمين الذين اعتقل منهم إلى حد اليوم في غمرة ولائم السحت ومآدب النفاق ما يناهز 300 عضو قيادي في واحدة من أكبر الحملات البوليسية ضدهم حتى وهم يكادون ينفردون بالمشاركة في تلك المسرحية الخائبة وبحسبها كذلك أن تفتح أبواب التزوير على مصراعيها بخلاف لو ترك الحزب الوطني الحاكم منفردا في سباق انتخابي، وشتان بين تقرير مفاده أنّ الحزب الوطني الحاكم خاض الانتخابات منفردا وفاز بكل المقاعد وبين تقرير مفاده أنّ الإخوان المسلمين الذين ينافسون الحزب الوطني مُنُوا بهزيمة نكراء أو قريبا منها بحسب ما تؤكد التحليلات المقربة اليوم التي تعتبر مسرحية 2010 بمثابة تكفير من لدن الحزب الوطني الحاكم عن خطئه التاريخي في مسرحية 2005 التي سمحت فيها آلة التزوير ب88 مقعد للإخوان. لا يراد للإخوان بعد إعمال مباضع التزوير حرة طليقة في نتائج المسرحية الراهنة أن يتربعوا على أكثر من 20 مقعدا وبذلك يضرب الحزب الوطني بحجر واحد عصفورين: عصفور اسمه الديمقراطية والتعدد وليس أدل على ذلك من أنّ الإخوان المسلمين في البرلمان وهم في الحقيقة بعددهم ذاك ليسوا سوى مسحوق للزينة وطمس العورات. وعصفور اسمه تواصل هيمنة الحزب الحاكم على مؤسسات الدولة والمجتمع بما يمكنه من تأدية الدور الصهيو/أمريكي المطلوب منه أي: حراسة الاحتلال وتأمين حدوده وخنق غزة وعضل المقاومة. إذا كان بعضنا نسيا إلى درجة أنّ ذاكرته لم تعد تحتفظ بما تحتفظ به الذاكرة الصهيونية فإنّ عدو الأمة لا ينسى. عدو الأمة إن نسي يوما شيئا فلن ينسى أنّ أول وآخر رجل إلى حد اليوم بادر بشجاعة عجيبة قبل أزيد من نصف قرن كامل بإرسال مجاهدين متطوعين في سبيل الله سبحانه لتحرير الأرض المحتلة في فلسطين هو: حسن البنا. ليس هناك صهيوني فوق الأرض يجهل رجلا اسمه حسن البنا. (بالتعبير الإسلامي المعاصر: الإمام الشهيد المجدد عليه رحمة الله سبحانه وتعالى). إسرائيل المحتلة اليوم من الجانب المصري في أمن وأمان بسبب أنها نجحت بقابليتنا نحن للاستضعاف وليس بمفعول (جينات أو هرمونات) يهودية أو إسرائيلية أو صهيونية طبيعية حبا بها الباري سبحانه "شعب الله المختار" في قصف آثار الرجل الذي أرسل مجاهدين من مصر لتحرير فلسطين وجاءت ب"رجل" آخر كان ذات يوم على رأس الحكومة المصرية فلما دعي إلى اتخاذ أي موقف إيجابي ولو بالصمت المخجل المريب إدانة لجرائم إسرائيل.. قال ووقاحة الذل تترنح على شفتيه هازئة: "أنا رئيس وزراء مصر ولست رئيس وزراء فلسطين!!!".



موضوع الديمقراطية العربية موضوع مهم جدا بل لعله الموضوع الأحرى والأولى بالحوار بسبب أنّ النهضة العربية المعاصرة خزان ضخم جدا من الثروات والعدالة والاستقلال وتحرير الأرض المحتلة وتوحيد الأمة.. ولكن ما الحيلة إذا كنا نفقد مفتاح ذلك الخزان وما يحويه من أسباب التقدم والنهضة والكرامة؟ مفتاح النهضة واحد لا ثاني له: مفتاح النهضة بكل عناوينها الداخلية والخارجية والاقتصادية والسياسية اسمه: الحرية. والحرية بساط من الكرامة ومفتاحه الديمقراطية. والديمقراطية لا تصطدم اليوم عندنا نحن العرب بشيء اصطدامها بالإرادة السياسية العربية.

دعنا نكثف الحديث في مفردات قليلات بسيطات: الحرية التي نسجن لأجلها ونشرد ونضرب ونعذب ونجوع ونجهل ونفرق ولا يُراعى فيها إلّ ولا ذمة إنما يحجبها عنا حكامنا بمقتضى تقايضات مبرمة محررة موثقة مغلظة بينهم وبين رعاة الاستكبار الدولي النافذ. أولئك الرعاة بدورهم ملزمون بمقتضى تقايضات موثقة مغلظة بينهم وبين استحقاقات الحرب العالمية الثانية والمحرقة التاريخية المعروفة (حرق فيها مسلمون كذلك وليسوا يهودا فحسب ولكن المشكلة هي في المبالغة لأجل الابتزاز المالي والسياسي الذي يثقل كاهل أروبا وأمريكا).

تلك هي المعادلة الدولية باختصار شديد: حكامنا سجناء تلك التقايضات الغليظة ومساحات الاجتهاد لديهم محدودة جدا ولكن أقوى الخطوط الحمراء هي: لا لأي انفتاح على إسلاميين قد يهددون المصالح الإسرائيلية بأي درجة من درجات التهديد ولو كان مقصورا على تجميد التطبيع أو إلغائه أو وضع العراقيل في وجهه من جهة أو قد يهددون المصالح السياسية والاقتصادية الغربية للدول النافذة من جهة أخرى. لا لأي انفتاح يجبر أرضا نعمل على تقطيع أوصالها استغلالا لحالة التعدد الديني والمذهبي والعرقي واللغوي. ذلك هو عصب التقايضات المبرمة بين الطرفين. لا لإعادة توحيد الأمة وخاصة تحت راية الإسلام.

إذا كانت تلك هي خارطة الطريق للسياسة الدولية تنفيذا لاستحقاقات الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة ثم دخول الاتحاد السوفييتي بيت الطاعة الأمريكي.. إذا كانت تلك هي خارطة الطريق الدولية بخطوطها الحمراء آنفة الذكر فكيف يكون الحال في البلدان المتاخمة لإسرائيل بل المستأمنة بمقتضى معاهدة مخيّم داوود على حماية أمنها وحراسة احتلالها وخنق فلسطين وغزة والمقاومة؟

موضوع الديمقراطية إذن موضوع دولي وليس موضوعا محليا..

تلك هي أبرز خلاصة لمن أراد أن يعالج الموضوع من بابه الرئيس الكبير أما من أراد التسلق إليه من أبوابه الخلفية بمثل ما فعل المرحوم ياسر عرفات عندما أكرهه العرب من جهة والمحتل وأذنابه من جهة أخرى على الدخول من البوابة الخلفية للقصر الذي وقع فيه أشأم اتفاقية على القضية الفلسطينية عام 1993 من أراد أن يعالج موضوع الديمقراطية العربية من أبوابه الخلفية فلن يجني سوى ما جنى أبو عمار عليه رحمة الله سبحانه من أسلو أو من مدريد عام 1991. سوى أنّ أبا عمار عليه رحمة الله سبحانه أدرك الحق في آخر أيام حياته ففضل أن يموت قائما فاصطفاه سبحانه إليه شهيدا وربما شفعت فيه بدايته الإخوانية عندما كان شابا يافعا أو شفعت فيه مبادرته إلى جانب المرحوم الشقيري أواخر عام 1964 لتأسيس كيان سياسي عسكري مقاوم يساهم في تحرير فلسطين.
ما هي عوائق الديمقراطية العربية؟


1 الدندنة حول العائق الرسمي المعروف أي الأنظمة المرتبطة بمعاهدات مغلظة مع دوائر الولاء الأجنبي حماية لأمن إسرائيل ولمصادر النهب في أرضنا الغنية بالذهبين الأسود والأحمر.. الدندنة حول ذلك العائق كثيرا لا يجدي كثيرا بل ربما يسير من حيث لا ندري في الاتجاه المعاكس أي اتجاه تكريس اليأس والقنوط وهو ما يؤدي إما إلى الطيش الأحمق بمثل ما نرى أو إلى الاستقالة من السياسة ومن الشأن العام كله أو إلى الانحياز إلى بطش الحاكم تأمينا للقمة عيش نكدة. ومن بعد ذلك فإنّ الدندنة كثيرا حول ذلك العائق المعروف يفضي إلى التسطيح العقلي واختزال الأزمة في بعد واحد أي العور الذهني أو الحول التصوري.

2 العائق الثاني الذي لا يريد كثير منا التعريج عليه لجهل أو لهوى هو عائق يتعلق بمنظومة الأحزاب والحركات والمنظمات السياسية العربية من غير ذات الولاء للحكام. ذلك عائق كبير جدا لعدة أسباب أبرزها أنّ تلك الحركات والأحزاب لا تولي القيم الديمقراطية ومثل الحرية والكرامة والشورى والأغلبية شأنا كبيرا. حتى لو التزمت بنتائج التصويت في مناسبات معلومة فإنّ قيمة الديمقراطية لا تلقى محاضن ثقافية وتربوية ومسلكية عدا فرصة الانتخابات الموسمية التي كثيرا ما تهزّ من قيمتها التحالفات والتكتلات المبنية على (كارزما) أشخاص وزعامات وليس على رؤى ومشاريع تجعل منها دما جديدا يسري في العروق. أن تنسى الديمقراطية طيلة أيام حياتك ثم يطلب منك أن تذكرها يوم الانتخاب.. ذلك هوى لا يجد في نفس العبسي (عنترة) ظلا يستظل بظله. أنى ذاك وهو يذكر عبلة "والرماح نواهل" منه؟ ذكر الديمقراطية بمثل ذكر عبلة إما أن يكون ذكرا مبدئيا أو يكون شيئا قريبا من العبث. من أبرز مظاهر ذلك كذلك: حالة الفراق شبه الدائم بين أكبر فصيلين في الأمة: الإسلاميين والعالمانيين بشتى منازعهم وليست منازع الإسلاميين بأدنى من ذلك عددا. مادام ذانك الفصيلان في فراق وخصام بل حتى دون ذلك من عدم قدرة على تجاوز الفراق الثقافي تأبطا للتحدي الأكبر الحقيقي فإنّ الديمقراطية العربية ستظل في بيوت الإنعاش وأبشر بالعمى كما قال الشاعر العمودي الكبير أحمد مطر إذا كان الوالي هو الكحالة. قديما قال خليفة البنا الهضيبي عليهما جميعا رحمة الله سبحانه : "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم". كلمة حق يمكن أن نقيس عليها قالتنا: أقيموا أيها الإسلاميون والعالمانيون الديمقراطية في صدوركم ومؤسساتكم وعلاقاتكم تقم على أرضكم.

3 العائق الثالث يتعلق بالأمة والتاريخ والتراث. وهو عائق كثيرا ما يزْورّ عن ملامسته السياسيون بل ربما حتى أكثر العلماء والفقهاء، وبالجملة كل من ينشد بين الناس وجاهة . ولكنه عائق قائم يتمثّل في عدم تعبئة الأمة إلا قليلا جدا لأجل الديمقراطية وافتكاك مساحات من الحرية كافية والعمل على توسيعها يوما من بعد يوم.. لا تجد إلّا تعبئة ضئيلة جدا. ومن تعبأ لذلك فإنه لا يغامر بحريته وكرامته وحياته وماله وقوت عياله لأجل ذلك. ومن يغامر بذلك قليل من قليل من قليل. والقلة قد تكون مظنة خير في الآخرة بسبب اختيار العقيدة الصحيحة إذ ليس في العقيدة استفتاء أو تصويت أو تعويل على كثرة أو قلة أما الدنيا فإنها توخذ غلابا كما قال شاعر النيل المرحوم أحمد شوقي والمغالبة تقتضي الجراحات قطعا. كثير منا يتحاشى لو سلم ابتداء بأنّ الأمة في مجموعها العام غير معبأة لقضية الديمقراطية والحريات فضلا عن التضحية لأجلها طرح هذا السؤال الذي قد يعرّضه لهجوم العامة والخاصة: وما هي أسباب عدم تعبئة الأمة لذلك؟ لم؟ لأنّ الجواب لا بد أن يكون مزدوجا. كيف؟ قولك بنظرية الكواكبي على رفعة قدره وقدرها بأنّ مصاير الاستبداد وحدها المسؤولة على عدم تعبئة الأمة لذلك.. قول صحيح ولكنه غير كاف ولا دقيق ولا بد من الكفاية والدقة في مثل هذه المواضيع. تأخرت الأمة عن ذلك بسبب عصا البوليس المؤلمة. ذاك صحيح قطعا. ولكنه لا يفسر الأمر كله. هناك سبب آخر مسؤول بنسبة تزيد أو تنقص عن ذلك التأخر عن التعبئة. ما هو؟ هو جزء من التراث المكتوب وجزء من التراث المعيش وجزء من الثقافة القولية وجزء من الثقافة العملية. التراث يصنع الشعوب صنعا سيما قبل أن يحل محله الإعلام المعاصر الذي يسوقهم إلى حيث أراد سوقا غير جميل. تراثنا في موضوع الشورى والديمقراطية قولا وعملا ليس صفحة نقية بيضاء بالكامل. لك أن تراجع عينة صادقة واحدة ما يسمى بالاختيار العشوائي في البحوث العلمية وهي عينة الأمثال الشعبية لتلفى أن أكثرها وليس كثيرها فحسب يرسم خارطة طريق شعبية يشذ بالسياسة والشأن العام وما يقرب من سياط الحاكم وغضبه إلى حيث لا سياسة إلا سياسة الشأن الفردي بما لا يثير حفيظة أحد. لا تقل إنّ الإسلام على غير ذلك الاتجاه بالتمام والكمال لأنّ الحديث عن التراث والتاريخ ومختلف المحطات السياسية في مسيرة الأمة. التراث لا يتحمل الإسلام مسؤوليته إلا بقدر ما يحفظ توجيهاته وتعليماته وهل رعى التراث العربي في الجملة وليس في التفصيل تلك التعليمات والتوجيهات أم غلبت عليه معادلات (أمير غشوم خير من فتنة تدوم) و(السلطان ظل الله في أرضه) و(الأولى بالحكم أهل العترة النبوية) و(.. وإن لطم خدك وأكل مالك) إلخ..
أما عن سيد العوائق فأكثرنا غافل..


العوائق الثلاثة المذكورة آنفا عوائق حقيقية ولكنها تنتمي إلى عائلة واحدة هي عائلة الذات لأنها عوائق داخلية ومن ذا تكتسب أهميتها بحسب نظرية ابن نبي عليه رحمة الله سبحانه: القابلية للاحتلال أو للاستعمار كما قال. ولكن عائقا آخر سبقت الإشارة إليه آنفا هو المسؤول عن القحط الديمقراطي الذي يحكم على أرضنا الخصبة بالجدب المؤبد. هو عائق يصنعه عدو الأمة الإسلامية. صحيح أنه عائق غير مباشر وصحيح أنه عائق ما كان له أن ينفد أو يتسلل لو لم نفتح له الأبواب وصحيح أنه عائق يعمل بالوكالة أي له منا علينا عيون ووكلاء ومرتزقة وصحيح.. وصحيح.. ولكنه عائق استتب له الأمر فينا فهو يعربد ويصول ويجول هازئا يستغل تفرقنا وجدالنا حول أس هويتنا العاصمة.

سيد العوائق في وجه الديمقراطية العربية هي دوائر النفوذ الغربي (حصرا: أمريكا وأروبا والصهيونية هنا وهناك بطبيعة الحال).

تلك دوائر أدركت بتجربة التاريخ التي تعرف أسرار محطاته بأكثر مما نعرف.. أدركت أنّ الإسلام دين التحرر والنهضة وهو وحده الذي يمكن أن يجند له الرجال والنساء فينطلقون لتحرير العبيد في شرق الأرض وغربها ببساطة عجيبة وتضحية أعجب.. عندما أدركوا ذلك عملوا مجتمعين على إخماد صوت الإسلام ورجال الإسلام ورموز الإسلام وأحلوا فينا محله طواغيت للعبادة وأخرى للتقديس لتقطيع الأوصال وتكديس الأثقال.
التحرير والتحرر فحسب يحملان الديمقراطية..


تلك هي خلاصة هذه الكلمة الحرة. بوابة الديمقراطية الوحداء هي: الاجتماع على المقاومة لتحرير فلسطين إذ بتحرير فلسطين وتقدم المقاومة ينخرم الميزان لصالح الأمة ويضطر الحكام إلى تقديم التنازلات أملا في حفظ ما بقي من عروش هالكة وتلك هي رسالة السياسة أما الاستجداء فإنما يصنعه العجزة ويكون للمستكبرين سوقا خصبا للابتزاز. علينا بالتوجه إلى من يُكره الحكام على حجب الحريات والديمقراطية لتأمين مصالحه من الغول الإسلامي ومن معه من أغوال على الدرب ذاته. ذلك هو مكمن الداء. بقدر التقدم على طريق اقتلاعه تخور عزائم عروقه الممتدة فينا والعكس أيضا صحيح.

ذلك أمر التحرير. أما أمر التحرر فمعناه أنه بالموازاة مع خط المقاومة نصنع لنا خطا داخليا لفرض الكرامة من خلال تحصين المجتمع من غوائل الدولة وجرائم عصابات الدولة.

المعركة التحررية نخوضها تحصينا في المجتمع وبه للتقليص التدريجي من وطأة الدولة وعصابات الدولة.

أما المعركة التحريرية فنخوضها في الأمة وبها للتقليص التدريجي من وطأة الصهيونية وجرائم الصهيونية وعصابات الصهيونية.
معركتان متلازمتان لا تنفصلان..


معركتان كفيلتان بإذنه سبحانه باستمطار الديمقراطية ونسمات الحرية. تلك الحرية التي عندما اغتصبها إبليس من آدم عليه السلام استحق الأرض بدل الجنة. تلك الحرية التي عندما تأبطها شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام حاجّ بها النمرود فبُهت الذي كفر. تلك الحرية التي عندما أطبقت عليها وهاد مكة بسدول ظلامها المخيف ونجادها هرع محمد عليه الصلاة والسلام ومن معه إلى أرض ليس فيها من "ينهى عبدا إذا صلى".

أما مسرحية الحزب الوطني الحاكم بمصر ومثله كل الأحزاب الحاكمة تقريبا فحسبها أن تكون مدادا يتسلى به الفارغون ويتلهى به البطالون.

وحسب الإخوان المسلمون أن يخرجوا من وليمة السحت بأدنى من ربع عددهم السابق في البرلمان (من 88 إلى 20) ليقول الإعلام: انحسر وجودهم وب500 معتقل ليظل ملفهم الأول بعد بشم الوليمة وسكرة الحزب الوطني هو: العمل بالطرق التي يفصلها الحزب الوطني الفائز على فك أسر المعتقلين وما يقتضي ذلك من صمت عن كذا وخطاب مقاسه كذا ومراجعة من بعضهم تدعو إلى عدم التورط في ولائم السياسة ومسرحيات الانتخابات مستقبلا لأجل خدمة قضايا الدعوة الإسلامية العامة.

الحوار.نت




أفتطمعون من ورثة مخيّم داوود أن يَدَمَقْرَطوا!.
مصدر الخبر : الحوار نت
a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=11863&t=أفتطمعون أن"يدمقرطوا"؟؟؟ &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.