مدخل : هذا المقال، هو خاطرة شخصية ، لا علاقة لها بانتمائي السياسي ، كما هو ابتلاء لموقع (الحوار.نت) ، في مسألة حرية التعبير. أُمرنا في ادب الكلام ، ان لا نرفع اصواتنا فوق صوت النبي صلى الله عليه و سلم، ومن ثَم كذلك على من ورثه بطرف من العلم، كما فسره العلماء . ولذلك بعد ان ضاق صدري ولم ينطلق لساني ، أهمس بقلمي ما عجزت الشفاه عن البوح به ، لشيخي الجليل : الهادي بريك فاقول : اطمأن قلبك و سكن بالإيمان ، فكتبتَ بمسؤولية الانسان الرسالي ، الذي يفكر الف مرة قبل ان يرسم الحرف ، اما قلبي يا شيخ ، فهو يعاني ، تتقاذفه الخواطر و الذكريات ، في احايين كثيرة ، ابحث عن النوم فلا اراه . أقرأ مقالاتك عن الوسطية و الإعتدال ، تعجبني ، تقنعني ، تملأ عقلي برهة ، لكنها ما تلبث ان تتلاشى أمام ضربات الاخبار ... تلك هي الحقيقة ! أم تريد مني أن أنافقك ؟ صفحات متكررة سوداء قاتمة ، من الأخبار المرعبة ، تأتينا من هناك ، من خلف البحار ، من بلاد عقبة ... كلما انتهي من قراءة الجديد القديم ، من الاخبار ، حتى يصبح ما قرأته لك في خبر كان . بين صفحة وأخرى افقد اعتدالي .. أصبح متطرفا ... صعلوك بائس من عمال البلدية يتطاول على مقام السيد الشيخ صالح بن عبدالله .. فلان اسقطوه من علوّ شاهق .. فلان اختطفوه ... احسبني كنت مناضلا بسيطا و اظنني كذلك ، و سأظل إن شاء ربي حتى القاه ، ولكني كثيرا ما اسأل (عن الشر مخافة ان يدركني ) ، فقد تحولت المقاومة المدنية السلمية إلى مقولة مقدسة عند الخط الوسطي ، حتى لم يعد يجرأ أحد على نقدها ، حتى صرنا نخاف ان نتهم إن تكلمنا بغير هذا . شخصيا ، مع حفظ مقامات شيوخنا ، لا يهدأ بالي حتى اقول ما أشاء ، وقتما يعذبني صمتي . شخصيا أيضا ، لا أصدق بأن هؤلاء الاوغاد الذين عايشتهم ، سوف يأتي منهم خير ، فإن بان بعض ذلك ، (ففيه دخن) ، كما ان كل ما يحبره مداد العلماء في الإعتدال ، لن يثمر إن لم يُجبر السفهاء على( الاعتدال) ، هذه خواطر من اخ لك يحبك ، يقولها لك في همس ، رغم اني لا أظن ، ان كتاباتك يا شيخ و همسي ، قد ترمم نفس رجل اجلسوه على قارورة مهشمة . و إن خير ما يعبر عن مشاعري ، بيت للشاعر وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.