صدر عن منشورات "سويل باريس 2010" كتاب "نكران الثقافات" من تأليف هوغ لاغرانج، ويقع الكتاب في 350 صفحة من القطع المتوسط. وبحسب صحيفة "البيان" أثار هذا الكتاب الكثير من الضجة بعد صدوره واتهم العديد من الأشخاص مؤلفه بعرض مواضيع ذات طابع عنصري، بينما رأى أخرون أن الكتاب يقدم عملية توصيف لواقع اجتماعي ينبغي مواجهته وتقديم حلول لمشاكله الحقيقية. وعبر كتابه يؤكد المؤلف أن فرنسا التي طالما عرفت ببلد التنوع الثقافي والإثني أصبحت الأن مهددة بنسيان أهمية الثقافة، ويعتمد في رأيه هذا على تجربته الميدانية ومعلوماته النظرية، مؤكداً على وجود حالة من الجهل الحقيقي في المجتمع الفرنسي نظراً للمصاعب التي يواجهها التفاعل الثقافي الجاري. ويؤكد لاغرانج على وجود ممارسات اجتماعية وأسرية تجري على خلفية اللقاء بين ثقافة البلاد الأصلية والثقافات الوافدة، وهو الأمر الذي يسمح بمناقشة مسائل أصول الهجرة والمهاجرين وعلاقتها بكل ما يتعلق بقضايا الأمن. ويرى المؤلف أن نسبة الجانحين تختلف تبعا للمنشأ الثقافي ويقول أن هذه النسبة في نفس الوسط الاجتماعي، تعود المرتبة الأولى فيها إلى الأفارقة السود من أبناء الساحل الإفريقي، ثم المغاربة ثم الأفارقة من المناطق الأخرى غير الساحل، ثم الأتراك وأخيرا الأوروبيين الأصليين، ويرى المؤلف أنه لا يجب استغلال هذه الوقائع سياسيا من قبل الحكومة أو من قبل اليمين المتطرف. وبحسب لاغرانج فإنه من الحماقة اتخاذ موقف مفاده أن السود والعرب جانحون، ويقدم العديد من الحجج والبراهين لتفنيد مثل تلك "الحماقات" التي تريد التعميم وتضع الجميع بلا استثناء، العرب والسود، في سلة واحدة. أما الملاحظات التي يبديها المؤلف في كتابه والتي تم انتقاده بسببها واتهامه بانه عميل سري تقول أن تحقيقاته الميدانية التي أجراها في بعض الضواحي تشير بوضوح إلى أن الجانحين من المهاجرين الجدد القادمين من بلدان الساحل الإفريقي يزيدون بأربعة أضعاف على الجانحين من أبناء البلاد الأصليين. والجانحون من المهاجرين ذوي الأصول المغاربية يزيدون بالضعف وتقل هذه النسبة أكثر بالنسبة للقادمين من بلدان خليج غانا. ومن الأسباب الأساسية التي يؤكدها المؤلف أن هناك نقص للإندماج مع التأكيد على أن التقاليد الثقافية المستوردة للمهاجرين ليست مولّدة للجريمة أو الجنوح، وبالتالي لا بد من البحث عن جذور مثل هذه الظواهر في الواقع الاقتصادي والاجتماعي السائد.