بسم الله الرّحمن الرّحيم " سيدي بوزيد": إرهاصات وطن يحترق كان لنبإ إقدام الشاب المتعلم محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسمه أمام مقر الولاية وقع الصاعقة على المدينة وعلى عشيرته فهبوا في غضبة عارمة يحاصرون مقر الوالي ويمطرونه حجارة محتجين على سلوكه الارعن بل الاجرامي إزاء شاب حاصل على درجة علمية عليا ، قد عيل صبره بحثا عن شغل يليق به ، فما ظفر به ، ما اضطره من أجل إعالة اخوته الثمانية بعد وفاة والده الى ان يشتغل تاجرا متجولا بعربته يجرها ، عارضا بضاعته البسيطة في الاسواق ، فطارده عمال البلدية كما فعل أمثالهم بالقاضي الشيخ صالح ابن عبدالله البوغانمي ، لانتزاع رشوة منه ، فلما رفض صادروا بضاعته ، فاندفع الى مقر الولاية طالبا مقابلة الوالي ليعرض عليه مظلمته ، فصفق الباب في وجهه، فأظلمت الدنيا في وجه الشاب واستبد به الياس به فأضرم النار في جسمه ، فحمل الى المستشفى على مشارف الموت ، وقطعت أنباؤه عن ذويه ، مما رجح هلاكه ،كما هلك شبان قبله بنفس الوسيلة ولنفس الاسباب في أكثر من جهة في البلاد ، وعبر أهل المدينة عن غضبهم بموجة احتجاج عارمة تعيد للأذهان ما حدث في منطقة المناجم وفي فوسانة وجبنيانة والصخيرة في بحر السنتين الماضيتين.وكان واضحا اشتداد ضغط الازمة الاجتماعية في البلاد تفاقما للبطالة وللفوارق المشطة بين الجهات وتفشي أخبار نهب الارزاق من قبل العوائل المتنفذة وشركائهم في الحزب الحاكم والدولة بما يشبه أنظمة المافيا المحمية بجيوش من البوليس سرعان ما تحاصر أي تحرك احتجاجي لتعمل فيه آليات القمع والاعتقال والمحاكمات الصورية التعسفية والانتقام والتشفي. وإزاء هذا الحدث الفظيع ، جزء، من تصاعد الأزمة في البلاد، فإن حركة النهضة: · تعبر عن تضامنها الكامل مع الشاب المصاب راجية له من الرحمن الرحيم عاجل الشفاء وتترحم عليه إن سبق اليه القضاء، كما تعبر عن تضامنها مع أسرته وعشيرته ومع أهل سيدي بوزيد المظلومين. · تدعو كل القوى السياسية الى الى حوار وطني حول أزمة البلاد الاجتماعية والسياسية المتصاعدة من أجل وضع حد لمسار من تدهور متسارع قد لا يقف عند احتراق ثلة من خيرة شباب البلاد بل الى حرق البلاد كلها"هذا نذير من النذر الأولى"النجم
لندن في 18 ديسمبر 2010 رئيس الحركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي