هكذا فجأة و بدون مقدمات تنطلق الدعوة الى توقيع عريضة تطالب بمحاكمة مغني راب ينشط على صفحات الفايس بوك تحت اسم "بسيكو ام" ، و بالفعل يتم توكيل محامية عن المفكرة صاحبة الحيرات الاستفزازية التي تطرح موضوع العذرية كبديل نهضوي لتحقيق الرخاء الفكري، في الوقت الذي يُضرم فيه شبابنا النار في نفسه و ينتحر احتراقا في السنة الدولية للشباب. وترافق صديقتنا المحتارة في قضيتها القائدة العظيمة صاحبة الصولات و الجولات في بلاتو نسمة و مؤسسة نظرية الله يصونه ميترو في كلصونه. اما الداعي الى العريضة فهو دونكيشوت العصر و الخروف الذي يدعي ان كل الايام هي ايام اضحى، متقوقعا خلف دور الضحية اليساري الانتهازي، صاحب البلحوح في توقيع المناشدات "السيد" خميس الخياطي. عريضة يقع تداولها بين "النخب" و "مثقفي تونس" او هكذا ظلما تم تسميتهم لان جميعنا يدرك يقينا ان هؤلاء كائنات ورقية مفروضة، إما فرضتها السلطة او الواقع الثقافي المفلس الذي تشهده البلاد منذ عقود على اثر حملات التصفية لكل صوت مخالف. هؤلاء الذين كانوا و لا يزالون يطرحون مواضيع جانبية تعمل لمصالح السلطة و لتشتيت الانتباه عن القضايا الحيوية كالبطالة و الاجرام و الانتحار و الحرقة و المخدرات و غيرها من المشاكل التي تحمل صيغة اولوية اكيدة. فلا اعتقد كتونسي، و انا اشهد حالة الاحتقان و الركود و التهميش و الاقصاء، ان مسألة العذرية تعنيني خاصة و ان عملية الزواج في بلدنا العزيز صارت ضربا من المغامرة و الاستثمار المادي الضخم. فلا يمكن ان نتحدث عن موضوع كهذا في بلد يعد الاول عربيا في نسبة العنوسة و نصفه كأولوية في جدول اعمالنا الثقافية و لم لا السياسية. استغرب حقا ان يلتجئ دعاة الحرية الى القضاء لتصفية اختلاف فكري. هؤلاء الذين لطالما صدعوا آذاننا بحرية التعبير و الاختلاف و عدم الاقصاء. فهاهم اول من يسارع الى دور المحاكم و الاستقواء بالقضاء رغم ادراكهم التام لعدم استقلاليته و أنه سيخدم مصلحتهم نظرا لانه يخدم توجهات السلطة التي يخدمونها هم و يراهنون عليها. اغنية راب اسقطت و رقة التوت عن هؤلاء المنتسبين الى اليسار لتكشف لنا مدى ازدواجية خطابهم و كيف يكون الضرب و التصفية في اول تصادم مع الاخر في عملية تذكرنا بفترة التسعينات كيف كان العديد يلتجؤون الى تصفية معارضيهم من خلال شيطنة افكارهم. و الغريب في الامر ان العريضة دعوة لعدم تسيس القضية بالرغم ان نصها و معطياتها و طريقة التفاعل معاها تدل غير ذلك. فحيث لم يكن الحديث عن مغن شتم مفكرة و ممثلة مع الاحتراز على الوصفين الاخيرين طبعا و انما طرح الموضوع على انه حركة "اسلاموية" تهدد مكاسب حداثة لا يرونها إلا في عقولهم الضيقة و ربما اجابهم التمديد و قيم الجمهورية التي صارت مجرد ذكرى عن قيم الحداثة التي يتغنون بها. و للاسف ايضا و سائل الاعلام لم تكن على قدر ادنى من الحياد فقد تناولت اذاعة شمس الموضوع من جانب واحد و سمحت فقط لطرف دون الاخر لاسماع رايه ليبقى هذا الراي نسبي لانه يعبر عن جانب واحد. خلاصة الموضوع هي اننا ازاء اعداء للحرية يطالبون بحرية و هذه الازدواجية ليست غريبة في مجتمع يعاني من انفصام في الشخصية.
نقل عن موقع موقع المدوّنة التّونسية "المتنوشة "
------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ اضافة وتوضيح من التحرير بالحوار نت وهذا مقطع فيديومما ننشر في الفايسبوك ... ونشير أن هذا المقطع حذف منه الأغنية المثيرة للجدل وذلك بسبب احتوائها على مشاهد لنساء عاريات !!! مما يتنافى مع سياسات الحوار نت ... وسنحاول اضافة الأغنية بدون صور بحول الله في أقرب وقت . تحديث... يسعدنا أن نقدم لكم أغنية الراب التي اثارت ضجة وسيحاكم من أجلها الفنان الملتزم بسيكو آم واحتراما لمشاعر السادة والسيدات القرّاء قمنا بادخال بعض التعديلات البصرية على الفيدو من أجل اخفاء بعض معالم الصور التي تظهر نساء في أوضاح لا نسمح لها بالظهور في الحوار نت وفاء لمنهجنا واحتراما لزوار موقعنا الكرام لذلك نعتذر مسبقا للفنان التونسي عن هذا التغيير الذي حصل لأغنيته ونتمنى له المزيد من التفوق والنجاح أصل الأغنية مأخوذ من الفايسبوك
مصدر الخبر : مواقع وشبكات إخبارية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=12453&t=مغني "راب" تونسي يسقط ورقة التوت عن دعاة الحرية ! ! ! !&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"