من الرأس إلى أخمص القدمين المتابع لنشرة أخبار الثامنة على قناة السابعة يدرك مدى الصدمة التي أصابت النظام النوفمبري العتيد ...فمن بين الجمعيات والمنظمات التي ورد ذكرها في إطار التنديد بقناة الجزيرة جمعية المكفوفين والرياضيين المختلين عقليا وهذه ليست مزحة سمجة بل هكذا وردت.الله اكبر أليست معجزة إضافية يبهت لها من امن كما يبهت لها من كفر...المختلون عقليا والمكفوفون يدينون تغطية الجزيرة بعد أحزاب المعارضة الرسمية ...المعجزات تأتينا هذه الأيام تترى...النظام راض عن نفسه وأحزاب المعارضة راضية عنه والكل رضي عنه و رضوا عنه فمن أين جاء المحتجون والغاضبون والبؤساء والجائعون..علمها عند من أعلن ماعلمت لكم من اله غيري . تصدع الجدار ويوشك أن يتداعى وللنظام ذرية من خلفه أتوا على الأخضر واليابس في حياته وسيكونون ضعاف من بعده أمام شعب لم يعد له ما يخسره غير حياة ضنكى...تصدع الجدار ولم يكن في الحسبان أن يتم بهذه السرعة وبهذه الفجائية واتسع الفتق على الراتق فأصبح يخبط خبط عشواء كما ورد في الأثر...جاءه الموج من كل مكان فأقال وزير الاتصال لعل القادم الجديد يزيل بعض السواد على من ساءت وجوههم...أقال وزير الشؤون الدينية ليقربه ذلك عند الله زلفى بعد أن أمعن في محاربة الله ورسوله بدءا بعماد الدين وانتهاءا بشعيرة الأذان...ولكن لا حيلة مع الله. أقال وزير التجارة ليطمئن حاملي الشهادات العليا أنه لا يعارض مسحهم لأحذية السياح ولا يعارض جرهم أو دفعهم لعربة خضار أو سجائر فكل ذلك له علاقة وثيقة بدراساتهم العليا في التجارة والفيزياء و الكيمياء وقوانين الجاذبية والعرض والطلب...جلالته أذن-هذا هو اللفظ المستعمل أناء الليل وأطراف النهار من لدن سحرته-وهذا يعني شيئا واحدا أنه لم يأذن من قبل بإطعام الجياع والمحرومين.الله سبحانه وتعالى أمره بين الكاف و النون وفخامته بين الألف و النون أ....ذ...ن. ربع قرن وفخامته يشحذ عصى القمع ويفرخ الأجهزة الأمنية بأشكالها وألوانها وقد حان الوقت ودنا فتدلى و أصبح قاب قوسين أو أدنى ليأذن بإخراجها في يوم الزينة –عرمجدون النظام النوفمبري-ليطلع العالم عن القفزة الجبارة التي أحدثها في علوم التنكيل ويظهر الوجه الأخر لتونس الأنس و الجمال واحة ألأمن و الأمان. حان الوقت ليتجرع الشعب التونسي بعامته ما تجرعه من تجرأ على كشف الغطاء في الأيام الأولى للتحول النوفمبري...حان وقت معرفة الوجه الأخر لمقولة – اخطى راسي واضرب- مرت عشرون عاما على عذابات مئات الألوف ظلما و عدوانا...مرت سنوات عجاف على أحرار الأمة ولا مغيث...تداعى الكثيرون على قصعة النظام ونظر المنظرون لنكوصهم كل على شاكلته...وأتخمونا عن الانجازات التي لا تنكر فما بالهم اليوم لا يسمع لهم ركزا...ألان المعجزة لم نعد نرى فيها عوجا ولا أمتا... انهارت الصورة في عصر الصورة من الرأس إلى أخمص القدمين بدعاء مظلوم لم يجد من خلاص لعذاباته إلا تجريب جهنم في الحياة الدنيا فأشعل النار في جسمه الضعيف مرددا إن كان هذا أخذك للظالم يا ربي فمرحبا بجهنم