شن الإعلامي حمدي قنديل هجومًا جادًا على النظام المصري، متهمًا الحكومة المصرية بممارسة كافة أشكال القمع معه وملاحقته داخل مصر وخارجها بسبب هجومه المستمر على أدائها. وقال قنديل، لبرنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية،إن "القيادة" السياسية وراء توقف برنامجه "قلم رصاص" الذي كان يذاع على قناة "الليبية" ، مشيرًا إلى أنها اتصلت بالنظام الليبي وطلبت منه عدم إذاعة الحلقة الخامسة من البرنامج . وأضاف: بسبب رعونة وتكاسل إدارة القناة تمت إذاعة الحلقة الخامسة مما دفع الحكومة الليبية إلى تأميمها بالكامل وضمها إلى القطاع الإعلامي الحكومي وتوقف البرنامج نهائيًا، مشيرا إلى انه حصل على الدليل الذي يؤكد تدخل النظام المصري لإلغاء برنامجه . وأعرب عن دهشته من موقف الحكومة تجاهه ومطاردتها له، مرجحًا أن يكون السبب حديثه عن قضية النظام المصري مع حزب الله، وتسائله حول أسباب عدم التوفيق بين مصر وحزب الله وتسوية الموقف، موضحا أنه كان يستضيف اثنين من الصحفيين المعتدلين وكان النقاش حول هذه القضية في منتهى الموضوعية. وأكد قنديل عدم معرفته بالمحتوى الذي يغضب الحكومات، قائلا:" يبدو أن السلطات غالبًا ما يكون عندها حساسية من أي رأي يخالف رأيها، كما أن الحكومات في يدها مفاتيح تستخدمها وقت اللزوم، خاصًة في الضغط على القنوات الفضائية التي تدعى الحرية، والسير على نهجها من خلال استخراج التصاريح أو من خلال تجميد أرصدة أصحاب المحطة بالبنوك، أو رفض إقراضه، فقمع الإعلام يتم بأكثر من طريقة. وعن سبب توقف برنامجه على قناة "دبي" رغم قدر الحرية الكبير الذي تتمتع به والذي تفتقده الكثير من القنوات المصرية، نفى قنديل معرفته بسبب توقف أي برنامج له، موضحًا أنه يستنتج الأسباب خاصة مع تهرب المسئولين عن الرد على أسباب التوقف بطريقة "الملاوعة". وكشف عن وجود فرصتين أمامه للعمل في بعض القنوات الفضائية التي ليست على مزاج الحكومة المصرية، أولاهما قناة "المنار" الممولة من حزب الله والغير محببة لمصر بالمرة، و"الحوار" التي يقال عنها إنها جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بمصر. ورهن الإعلامي المصري العمل بهاتين القناتين بنشر وتقديم ما يقتنع به ويرضى به ضميره الإعلامي، قائلا:" ليس لدى مانع من قبول أي عرض منهما بشرط استقلالي في عرض ما أقوم به، وأنا لا أرى أن العمل مع الإخوان المسلمين عار، وأقبل العمل في قناة تخصهم إذا أتيحت لي تأدية رسالتي، وأن أقول ما أعتقد أنه الحق . وردًا على سؤال حول إمكانية قبوله العمل بالتلفزيون المصري مرة أخرى، أكد أن هذا لن يحدث أبدًا، واصفًا علاقته بالنظام المصري ب "الملتبسة والغريبة"، رغم أنه كان يعمل في قناة بالتلفزيون المصري في فتح إعلامي به قدر كبير من الحرية . وحول المستقبل السياسي لمصر، أعرب قنديل عن أمنياته في وجود انتخابات رئاسية نزيهة تشرف عليها رقابة دولية ويتقدم لها الرئيس أمام منافس قوى ويأخذ الأخير 24% مقابل 56% للرئيس، وسط امتناع ال 20% الآخرين عن التصويت احتجاجًا مثلاً ويفوز الرئيس ويجهز على مشروع التوريث الرئاسي المصري المثار حاليًا . ووصف مشروع توريث السلطة في مصر ب "المصيبة" التي لو تمت فستحدث كارثة مثل التي حدثت بالجابون، رغم الفارق بين البلدين، محذرًا من حدوث أشياء في مصر غير محمود عقباها. وردًا على سؤال حول شعوره في حالة انتخاب جمال مبارك في ضوء انتخابات نزيهة، قال قنديل: لا تقول لي إن نجاح جمال مبارك سيكون في ضوء انتخابات حرة، فلماذا جمال مبارك؟، وتابع: لو اعتبرنا أنه رئيس لجنة السياسات، فهناك كفاءات أخرى أفضل منه كعلي الدين هلال أحد أقطاب لجنة السياسات أو حسام بدراوي أو الدكتور محمد كمال فهم أكثر كفاءة منه وما يميزه عنهم أنه هو ابن الرئيس فقط لاغير . وأضاف: عرفنا كفاءة جمال مبارك من خلال ظهوره في التلفزيون وكلامه في وسائل الإعلام، معتقدًا أنه لم يقدم نفسه جيدا فهناك من هو أكفا منه، ونتمنى أن نلتزم بكلام الرئيس مبارك في كف الحديث عن التوريث . وأبدى قنديل دهشته من انتشار الزبالة في القاهرة ورفض الشركة الإيطالية وإضرابها عن العمل، قائلاً: كيف تضرب شركة متعاقدة مع الحكومة عن أداء واجبها؟، وما هي مسوغات هذا العقد كي ترفض شركة الالتزام ببنوده؟، وكيف تفرض الحكومة رسوم الزبالة على فاتورة الكهرباء؟، وما العلاقة بين الزبالة والكهرباء؟، مطالبًا الشعب المصري بالاحتجاج فورًا على هذا الإجراء التعسفي .