موسكو- أعلن ممثلون بالإدارات الدينية للمسلمين بروسيا أن جميع المراكز الإسلامية والمساجد في البلاد بدءوا إعطاء المسلمين الروس دروسا جماعية حول مناسك فريضة الحج قبل التوجه للديار المقدسة في شهر نوفمبر القادم، وحتى للمسلمين الذين ينوون أداء الفريضة في الأعوام المقبلة. وقال مساعد مفتي تتارستان لشئون الحج أياز مينغالييف لوكالة "نوفوستي" الروسية، الجمعة 23-10-2009: "بدأنا بالفعل حشد جهودنا لتعليم الحجاج الذين ينوون السفر إلى الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية، وذلك قبل حوالي شهر من بدء مناسك الحج في تتارستان وبشكيريا، ومقاطعات بنزا وأوليانوفسك وأستراخان وغيرها من المناطق في روسيا الاتحادية". وأشار مينغالييف إلى أن أغلبية المسلمين في روسيا يتعلمون قواعد السلوك العام أثناء تأدية المناسك، مثل: أين ومتى يجري القيام بتأدية هذه الشعائر أو تلك، ولكن يوجد هناك أناس يجب أن يعرفوا عن مناسك الحج أكثر. كما أفاد رئيس مركز التنسيق لمسلمي شمال القوقاز إسماعيل بيردييف، بأن تدريبا جماعيا شاملا للحجاج يجرى الآن في المنطقة لتعليم المسلمين الذين ينوون القيام برحلة الحج في المستقبل. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الحجاج الذين يسافرون من روسيا إلى المملكة العربية السعودية سنويا، يبلغ أكثر من 20 ألف حاج، وأكثرهم من جمهورية داغستان. ويبلغ عدد المساجد في روسيا نحو 6 آلاف بحسب تقديرات رسمية. خفض عدد الحجاج وأعلن أندري سيبينتسوف، السكرتير المسئول للجنة المعنية بشئون الجمعيات والمنظمات الدينية لدى الحكومة الروسية، الإثنين 29-10-2009 أن عدد الحجاج الروس قد يتقلص بشكل ملحوظ في الموسم الحالي بسبب تفشي مرض إنفلونزا الخنازير في العالم. وقال سيبينتسوف في تصريح لوكالة أنباء "نوفوستي" إن دولا كثيرة ستجري تعديلات في العام الحالي على أعداد مواطنيها من المسلمين الذين ينوون السفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وذلك بتوصية من منظمة الصحة العالمية. وفي إطار مكافحة مرض إنفلونزا الخنازير A/H1N1 قامت منظمة الصحة العالمية بنشر توصيات، منها عدم التوجه إلى الحج إذا تخطى الفرد سن ال65 عاما أو كان من الشباب دون سن ال20-25 عاما. ولفت سيبينتسوف إلى أن بعض الدول التي يمر بها الحجاج في طريقهم من روسيا إلى السعودية قد تغلق حدودها أمامهم بحجة مكافحة تفشي مرض إنفلونزا الخنازير. وتعتبر روسيا واحدة من أكبر دول العالم مساحة، وتحتل أهمية عالمية وإستراتيجية كبيرة، كما يقطنها ما لا يقل عن 25 مليون مسلم، ينقسمون إلى 57 قومية، ويعيش المسلمون في غالبية أنحاء روسيا ويمثلون فيها أحد أكثر المواطنين حراكا، كما أن الإسلام والصحوة الإسلامية في روسيا تنتشر وتتوسع بصفة مطردة، وهو ما جعل العلاقة بين روسيا والعالم الإسلامي تأخذ بعدا إستراتيجيا في السنوات الأخيرة. ويعتقد الكثيرون أن العلاقة بين موسكو والعالم الإسلامي بدأت تأخذ منحى تصاعديا إيجابيا، وذلك بعد تحرك السياسة الخارجية الروسية نحو الدول الإسلامية، وتوجت أخيرا باختيار روسيا عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك في لقاء قمة المنظمة بماليزيا عام 2005م، حيث اعتبر فلاديمير بوتين رئيس روسيا آنذاك هذه الخطوة أساسا لبناء علاقة متينة بين الطرفين، وإعطاء المسلمين الروس دورا أكبر في عملية التقارب بين الجانبين.