عندما يكبلنا الصمت والرعب, وتسود الدنيا في وجوهنا. وعندما نفقد معاني الوجود تخرج الكلمات تحطم القيود وتتحدي الخوف. لتكتب للتاريخ لمحة عن الوجع الذي يسكننا وعن اليأس الذي يقتلنا يا أيّها المقبّح الوجه الجميلا قف هنا ... نتأملك قليلا قف ... كي نرى تقاطيع وجهك قبل أن ترحل ... وتبحر في أحداث تاريخك المرير فنحن نعتقد أنّ الوجه الصبوح قد بات ذليلا ... قف ... قبل أن ترحل وألق كلّ ألواحك والمستحيلا ... فلا شيء بات يغرينا ولا شيء بات يسبينا سوى فعلا ... جميلا سيدي ... نعترف بكلّ هزائمنا نعترف بكلّ جرائمنا يوم وقفنا ... وسلمناك رقابنا وصفقنا ... دهرا طويلا مهلا سيدي ... قبل أن ترحل ترقب حتى نوسمك ... تاريخ ليلنا الأسود ... وكلّ الكذب الذي قيلا ذات يوم ... وقَفت سيدي بين يدي الوطن ... القتيل رأيته يحتضر ... رأيت دماءه تنزف ... سيلا غزيرا أقسمت بالله ... أقسمت بالوطن ... الحبيب أن تبعث فيه الروح وأن تفعل من أجله ... المستحيلا صدّقناك ... وتناسينا ما كان منك ذات زمن ... ليس بعيدا ألغينا عقولنا ... ووأدنا ... كلّ شكوكنا وقلنا ... إنّ الله غفّار قد يبعث ... فيك الحبّ القتيلا ترقّب ... سيّدي ولو قليلا فالله ... قد وسّمك حلة الظلم التي سترافقك ... دهرا طويلا ونحن ننتظر ... في خوف في وجل ... من أمر ماضينا ماذا نوسّمك ؟! لعنة التاريخ ... !!! التاريخ ... لا يعرف لقبك سبيلا لعنة الشعب !!! الشعب ... لا يعرف كيف يجمع أشتاته وقد غرق في الظلم والقهر ليلا طويلا ... لعنة الله ... !!! هو قد ألحقها بك فتعاملت معه ... كأنّه أغبى من الحمل الوديع وأعجبت بسيفك ... قليلا وغدا ... سترى الأمر الجليلا ترقب سيدي ... لتسمع كلماتي بعد أن أخمدها ... دهرا ثقيلا ترقب لتسمع ... كلماتي التي وئدت قبل أن أولد ... في الموت بقول ... لا يعرف له سيفك البتّار سبيلا ... تمهّل ... فهذه آخر كلماتي ألقيها ... أمام جلالتك وسنلتقي ... بين يدي الله في يوم ثقيل وستسمع أنّات ... ودمعا ودم ... سال في الليل البهيم فرفع للرحمان ... في رعد وغضب خشعت له الملائكة وبكم لهوله ... من كان يملك المقيلا سيّدي ... هذه زفرات قلب هدّه الضيم ... والله أكبر ... عدلا وأقوم قيلا ... فاضل السّالك " عاشق البحر"