بلغنا خبرا غير رسمي بنية الشيخ راشد العودة الى تونس في نهاية هذا الأسبوع ، وأنا أدعوه من هذا المنبر إن كان هذا الخبر صحيحا الى التريث إذا كان هذه قناعته الشخصية، حتى لا نحصل في أخطاء تقديرية ربما تؤدي الى ضرر أدبي به كشخص معروف من قبيل ما ذكر بسيس في الاتجاه المعاكس وربما لا تقبل هذه الجماهير( واكثرها شباب لا يعرفه) او لا تستسيغ هذه الفكرة أوتؤولها تاويلا على غير نوايانا وذلك بعد انتفاء احتمال دخوله للسجن او ايذاؤه - اذا انتفت هذه المحاذير و كانت هناك حاجة ملحة للعودة يجب اخضاع هذا القرار لنقاش عاجل بين ابناء الحركة على مختلف مستوياتهم مع تغليب راى الداخل وأن يصدرذلك في شكل بيان وقرار من المكتب التنفيذي للحركة و يعلن في وسائل الاعلام مكتوبا ومشفوعا بتوضيح مبرراته ودواعيه حتى تخرج الحركة ومؤسساتها الى العلن - يجب كذلك التنسيق مع بقية القوى الوطنية قبل الاقدام على هذه الخطوة ونتمى الا تكون هذه العودة قبل تكوين هيئة بدات ملامحها تظهر في مطالبات واراء متعددة كلها تصب في هذا الاتجاه وذلك للمرور بهذه الانتفاضة الى نهاياتها وهي اما حل الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة انقاذ وطني- تخضع مشاركة حزب الدستور فيها لنقاش - وتكون مهمتها تصريف أعمال الدولة والاعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب الآجال أو مواصلة النضال مع شعبنا حتى تنضج هذه المبادرة أو تسقط هذه الحكومة بانقلاب او غيره - أنصح الشيخ راشد الا يقدم قارب نجاة لهذا الرجل لانه في حكم المنتهي بسبب الرغبة في تامين مكاسب لحركتنا وبسبب الخوف من سرقة ثورة شعبنا لان اكبر مكاسبنا اليوم هو تامين مرور هذه الانتفاضة الى نهايتها وهو ازالة هذا الكابوس باقل الخسائر اما من يحمي شعبنا وانتفاضته فهو الشعب نفسه وهو الذي حمى هويته في غيابنا وهو الذي يتحرك اليوم ليحمي حريته وكرامته ويحمينا ويرد لنا الجميل عن دعوتنا له الى الخير ودفاعنا عنه ويفتح لنا باب العودة ليستقبلنا في ارضنا الحبيبة - يجب أن نحذر من ان نستدرج الى المقايضات والتنازلات على حساب شعبنا ولا نفاوض الحكومات الغربية الان لانها لا تريد بنا الا شرا لقد سكتوا اربعة أسابيع ثم ادانوا القتل وهم القتلة في افغانستان والعراق الحذر الحذر منهم - اطلب من أبناء حركتنا الجنوح الى العفو واحتساب الاجر على رب لا يظلم بين يديه احد وان يعلنوا ذلك في وسائل الاعلام ولكن عفو مشروط بالاحتكام الى الشعب ليصوت على هذا الرجل ليبقى او لا يبقى لتكون بوصلتنا هو شعبنا - أوصي قادتنا وابناء هذه الحركة المباركة بالتخفف من الاثار النفسية للمحنة وبالتالي طردالخوف من المستقبل لان الذي حصل زلزلة من الله لطاغية ظلم شعبا بأكمله وظلم ربه بمحاربة شرعه فأحل الحرام وحرم الحلال فنلجا له لانه ركن شديد ونكثر من التضرع والصيام والقيام والدعاء بالثبات وبتجنيب بلادنا مزيدا من الكوارث - برغم فداحة هذه الاحداث وتسارعها ان نكون سببا للخير يجب ان نراجع تجربتنا ولا نشطح فبلدنا صغيرة وامكانياتها محدودة ولا تتحمل النزعات الثورية التي كنا عليها - يجب أن نزن ايقاعنا على امكانياتنا وامكانيات بلدنا وطبيعة شعبنا المسالمة وموقعنا الجغرافي القريب من اوربا وهو امر في غاية الخطورة السياسية فتونس ليست السودان وليست اليمن لذلك نبقى على مبادئنا ضمن السياق العام للاحداث التي تتجه لثورة شعوب عربية مقهورة ويجب ان يكون دورنا هو ترشيد هذه المطالب بطرح الحلول وليس بتعقيد المعقد - مسؤوليتنا اليوم كبيرة في الوصول بثورة شعبنا في حدود الامكانيات المذكورة الى نهايتها وفي التفكير كيف يصبح الاسلاميون بناة لنهضة لبلدهم لتكون تونس - تركيا اخرى - وان نكون سببا لخير في مغربنا العربي لنحمي الجزائر من انفجار لا سمح الله وذلك بجسر الهوة بين الاسلاميين والدولة حتى يحصل هناك انفراج في مصلحة شعب مقهور مثلنا في الأخير والذي أراه كشخص أن تؤجل عودتكم اذا كانت في غير الاطار الذي ذكر وكان المقصود من ذلك فقط دفع هذا التغيير لان هذا التغيير بدأ ولن يتوقف باذن الله كما أدعو الى صياغة مواقف الحركة بالاجماع او شبه الاجماع حتى نتكلم بصوت واحد لنتجاوز المواقف التي يهز بعضها بعضا مثل تدخلكم الاخير الذي وصف الرئيس بانه يقر ضمنيا بفساد دائرته وينفي قدرته على اتخاذ قرار بالاصلاح وتدخل الدكتور زياد الدولاتي على نفس القناة وهو قائد بامكانيات كبيرة ونحن نحبه ونجله ونعرف تضحياته، فقد كان تدخله محبوكا وموزونا لكن لا نعرف لماذا أثنى على الرئيس ووصفه بالشجاعة في اتخاذ القرارات الجريئة وهو اجتهاد لا تبرره الرغبة في اظهار الحركة بانها في غاية الاعتدال وانها لا تفكر في نفسها ولا تنطلق من مظالمها وهو شيئ معلوم واذا اردنا تاكيده فان ذلك لا يعني أن نزكي ظالما ونخرج على نبض الجماهير فالاعتدال كما ارى الا نطلب منه ان يرحل كما تطالبه الجماهير الغاضبة وانما ان نطالبه بالاحتكام الى هذه الجماهير لتقول فيه كلمتها واذا كانت هذه الكلمة موجهة مثلا للحزب الحاكم فهو حزب نراه ميتا عاجلا او اجلا واذا كانت موجهة للغرب فالاخ زياد واخوانه لدى الغرب اخطر من القاعدة فعلينا اليوم ان نثق في نصر ربنا والالتفات فقط لشعبنا ولكن بمطالب معقولة ارجو الا نفكر اليوم في غير الكيفية التي ننهض فيها بشعبنا وان يكون اخر مطالبنا هو المشاركة في الحكم ولنا في الجزائر خير شاهد كما ذكر في المقال الذي اورد هذا الخبر الذي ينتظرنا اكبر بكثير من الذي مضى فهو البناء والبناء أصعب من الهدم أأسف على الاطالة لاني لم اجد جملا قصيرة وفيدة لتوصيل مخاوفي اليكم أسل الله تعالى أن يوفق حركتنا وأبناء شعبنا لبناء وطن عزيز منيع يكون منارة للاسلام كدين بناء وتعمير وتشييد، دين لا يقصي احدا ويستوعب الجميع لتكون تونس شاهدا اخر على الاسلام الذي ندعو اليه ونتمسك به دين حياة وهداية كما احيت هدايته بلد كتركيا استودعكم الله ووفقكم للخيروتحية لشعبنا الذي علمنا واوقد فينا جذوة كادت تموت في قلوبنا وهي صحة موقف حركتنا أحد إخوانكم من السودان