لمدة يومين: اضطراب وانقطاع مياه الشرب بهذه المناطق في العاصمة..#خبر_عاجل    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    الهند توقف تدفَق المياه على نهر تشيناب.. وباكستان تتوعد    دوّار هيشر: السجن 5 سنوات لطفل شارك في جريمة قتل    المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة في زيارة عمل إلى تونس بيومين    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    جمعية الأطباء التونسيين في ألمانيا تدعو إلى ضرورة إحداث تغيير جذري يعيد الاعتبار للطبيب الشاب    ربط أكثر من 3500 مؤسسة تربوية بالألياف البصرية عالية التدفق    في المحمدية :حجز عملة أجنبية مدلسة..وهذه التفاصيل..    الإدارة العامة للأداءات تُحدد آجال إيداع التصاريح الشهرية والسنوية لشهر ماي 2025    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    وفد من هيئة الانتخابات في رومانيا لملاحظة الانتخابات الرئاسية    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    عاجل/ في نشرة متابعة: تقلبات جوية وامطار رعدية بعد الظهر بهذه الولايات..    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    البطولة الفرنسية : ليل يتعادل مع مرسيليا 1-1    عاجل : دولة عربية تعلن عن حجب 80% من الحسابات الوهمية    محرز الغنوشي: حرارة صيفية الظهر وأمطار منتظرة    مفتي السعودية يوجه رسالة هامة للحجاج قبل انطلاق الموسم بأيام    حكم قضائي في حق اجنبي متهم في قضية ذات شبهة ارهابية    ترامب يأمر بفرض رسوم بنسبة 100% على الأفلام غير الأمريكية    الرحيلي: الأمطار الأخيرة أنقذت السدود... لكن المشاكل الهيكلية مستمرة    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    بوسالم.. فلاحون يطالبون بصيانة و فتح مركز تجميع الحبوب بمنطقة المرجى    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    طقس الليلة.. أمطار رعدية بعدد من الجهات    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    ثنائية مبابي تقود ريال مدريد لمواصلة الضغط على برشلونة المتصدر بالفوز 3-2 على سيلتا فيغو    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع السيد علي شرطاني بمناسبة الاحتفال بذكرى الإعلان عن حركة الاتجاه الإسلام

حاوره مراسل الفجر نيوز بتونس فريد خدومة
الجزء الرابع والأخير
- هل تعتقد أن قيادات الداخل على قلب رجل واحد ؟
إن الذي آسف له أني قد لاحظت وعلمت أن قيادات الداخل ليست على قلب رجل واحد وإن كان ليس بالضرورة أن يكون الأمر دائما كذلك لتحقيق ما تريد أي قيادة تحقيقه وإن كان ذلك مطلوبا وهو الأفضل حين يكون ممكنا. وأني لا أرى سببا أو موجبا للخلافات التي مهما تكن بسيطة فهي تصب في النهاية في صالح النظام وفي غير صالح الحركة والإسلام والمسلمين. وهي تفرق ولا تجمع وتزيد في تفريق المتفرق و تفرق المتجمع. فبالرغم مما يمكن أن يكون هناك من خلافات ومن تباين في بعض وجهات النظر ومن حساسيات شخصية، فإن ذلك لا يجب أن يفسد من الود شيئا. وأنه يجب أن لا يكون ذلك سببا في زيادة الأوضاع المتأزمة أصلا تأزيما والزيادة في معاناة ما تبقى من القواعد التي ترهقها المعاناة أصلا وفي زيادة المفرق والمشتت أصلا تفريقا وتشتيتا. وإذا كنا لا نقبل بالخلاف بيننا وبداخلنا ولا نصبر عليه ولا نستطيع إدارته ومعالجته وتخطيه وتجاوزه فكيف يمكن أن نقبل به في ما بيننا وبين الآخرين المختلفين معنا جذريا إلى حد التناقض أحيانا، والذين ليس أمامنا من سبيل إلا القبول بهم والتعامل معهم مبدئيا وموضوعيا، وقبول الكل بعضه ببعض وبمشاركة الكل في إدارة الشأن العام....فلا بأس بالخلاف وهو الذي لا بد منه ولا مفر منه، ولكن لا يجب أن بنتهي بنا إلى ما لا يحمد عقباه، وإلى ما يجعلنا أضحوكة أمام خصومنا وأعدائنا وأمام قواعدنا ومحبينا. أن لا تكون القيادة على غير قلب رجل واحد لا يعني بالضرورة السباب والتلاعن والتباغض والتخاذل وفسح المجال للإختراق وإعطاء فرصة للخصوم والأعداء لمزيد شق الصفوف وتهميش الإهتمامات وتعميق الخلافات. وحين تكون تقوى الله هي غايتنا وسلاحنا لا يكون للخلافات الهامشية والحساسيات الشخصية وجود، وإذا ما وجدت فلا يمكن أن تكون عائقا قويا ولا مانعا من المضي قدما في حركة الإصلاح والبناء والتعبئة والتربية والتكوين والرعاية النفسية والصحية والإجتماعية والإقتصادية للمظلومين والمقهورين والمستضعفين من النساء والرجال والولدان الذين أصبح لسان حالهم يقول :"...ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ".

- هل أنت مع الإعلان عن حل الحركة رسميا أو هي في حكم المنحلة وما البديل إذا ؟
فإذا كان كل الذي حصل للبلاد بالبلاد من أجل الوجود الفعلي الكاسح للحركة ومن أجل حلها وقد بدأت الأطراف العلمانية اللائكية الماركسية والقومية وغيرها تنظر إليها على أنها خطر على البلاد، أي خطر عليهم وعلى مستقبلهم العلماني اللائكي المغشوش ولم تستطع، فإن خطوة الحل التي قد يفكر فيها البعض وقد يدعوا إليها أو قد يقدم عليها لا يمكن إلا أن تكون تحقيقا لغاية أو لهدف أو لحلم تريده كل تلك المجاميع وسعت إليه بكل الوسائل وأعتبر أنها فشلت في تحقيقه.
ولذلك فإن خطوة كهذه لا يمكن لأحد أن يقوم بها ولا أن يحدث بها نفسه إلا إذا كان ممن لا يخافون الله ويريد أن يبوء بذلك الإثم ويحقق للأعداء والخصوم ما يريدون، وليظل اسمه مقرونا تاريخيا بفعل وطني شنيع كما ظل اسم أبي رغال مقترنا بحادثة الفيل وبعام الفيل.
أنا لا أقول بحل هذه الحركة المباركة التي مهما قيل فيها وعنها أنها سطرت أروع آيات البطولة والفداء، والتي لها من شرف التاريخ ما ليس لحركة سياسية مثلها بالبلاد، والتي قدمت من الشهداء العشرات وما لم تقدمه أي حركة غيرها في تاريخ تونس الحديث، والتي كانت من أروع التجارب السياسية المثيرة للجدل، والتي أحيت الإسلام بعد أن كاد لقطاء الفكر والثقافة والسياسة القضاء عليه نهائيا ومازالت محاولاتهم مستمرة، والتي أصبح في رصيدها من الفكر الإسلامي ومن الأدبيات المختلفة وإسهاماتها في التجديد والتحديث وفي قراءة الواقع الداخلي والخارجي وفي مراجعة التاريخ والأحداث والوقائع ومساهمة في صنع الأحداث وتصحيحا للتاريخ ومن التراث ما ليس لحركة وجدت من العدم مثلها، والتي مكن لها الله في الوجود بغير الحد الأدنى من أسباب الوجود والتمكين.
فإذا كان لنا من الأخطاء ما كان، وإذا كنا قد بلغنا من الضعف ما بلغنا، فلا ينبغي في رأيي وفي نظري أن يكون ذلك مبررا لحلها لأن الأخطاء أخطاءنا والضعف ضعفنا والعجز عجزنا والحركة هي في النهاية نحن ولا يمكن بذلك إلا أن يكون حلها حل لأنفسنا. ومن أراد أن يحل نفسه أو يتحلل منها فله ذلك ومن كان يريد التحلل من الحركة فله ذلك أما من كان يريد حل الحركة فليس له ذلك إلا بما يكون له عليه دليل من الله ورسوله وبما ينتهي إليه الإتفاق على أنه أفضل للإسلام وللمسلمين وللمشروع الإسلامي كما سبق أن تم الإتفاق على أن هذه الحركة هي الصالحة لذلك في وقت من الأوقات...
وإذا كنا قد فشلنا أو كنا عاجزين عن النهوض بها فإن ذلك لا يقوم مبررا لحلها لأن ذلك هو حل العاجز والفاشل وليس ذلك لأنها لم تعد صالحة لأن تكون إطارا مناسبا لمواصلة حركة الإصلاح والتغيير والمشاركة في الحياة السياسية والثقافية والإجتماعية وإقامة النظام الإسلام من خلالها ذات يوم.
فحتى إذا كان الضعف قد بلغ بها حد الإنتهاء إلى حكم المنحل، فإن إعلان حلها يكون جريمة. وهي التي مازالت في وجدان الكثيرين. وهي التي أحيت أمواتا وأنقذت غرقى وأنارت قلوبا وعقولا وأنجبت رجالا ونساء. وأن وجودها في مثل هذه الوضعية التي انتهى بها إليها أعداء الإسلام وخصومها وأخطاءنا وسوء تقديرنا وإدارتنا لها يتطلب منا عدم التنكر لها والتمسك بها وبحث كل السبل للعودة بها للواجهة الفكرية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإعلامية. وإنه علينا عوض أن نفكر في إعلان حلها أن نعمل بكل جهد لإعادة الإعتبار لها وللإعلان عن عودتها سياسيا وثقافيا والتمكين لها تربويا وأخلاقيا واجتماعيا...فليس البديل أي بديل بأنسب منها. وليس الإعلان عنه بأيسر من الإعلان عنها. والذي يجب أن نعترف به أن العيب فينا وليس فيها. ولن يغير الله ما بواقعنا وحياتنا حتى نغير ما بأنفسنا " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "...
وأنا أقول وبكل وضوح، أنه من الإنتهازية المفرطة التمسك بالحركة والقبول بها حين تكون قوية، والتفكير والبحث في حلها والدعوة إلى ذلك والعمل عليه لما تصبح ضعيفة، ولعلي أستطيع القول أن ذلك ليس لمؤمن صادق في أيمانه في ما أنا عليه من اعتقاد. ولعله ليس من الأمانة ولا من المروءة الإعتزاز بالإنتماء للإطار السياسي الإسلامي حين يكون قويا والتنكر إليه بمغادرته والإنسلاخ منه أو البحث في حله حين يصبح ضعيفا.
وإنه لمن الأمانة والرجولة والشهامة والشجاعة التي ليست إلا للمسلم أن لا يكون التوجه بالإساءة للحركة التي تربينا فيها وتعلمنا فيها صحة الإيمان وعقيدة التوحيد، وتلقينا فيها الآداب والأخلاق والقيم النبيلة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، بأي وجه من أوجه الإساءة.
وإنه لمن المروءة أن لا يغادر أحدنا هذه الحركة أو يفكر في حلها على أي نحو كانت من الضعف والترهل حتى يعيدها إلى الموقع الذي كانت فيه، وحتى يساهم في إعادة الإعتبار الذي تستحقه لها، حتى تصبح قادرة على تحقيق ما تم بعثها لتحقيقه، وحتى يغيظ أعداءها وخصومها وكل من أراد بها سوءا، لأن ذلك لم يكن استهدافا لها ولكنه استهداف للإسلام، الذي لا ندعي ولم ندع ولن ندعي يوما احتكاره، من خلالها.
5- يعرف عنك أنك من الداعين منذ الثمانينيات إلى تشكيلات متعددة ومتنوعة :
هي ليست دعوة مفتوحة ومطلوبة لذاتها، ولكنها كانت ناتجة لمتابعة عن بعض ما كان يحصل في حركات المعارضة السياسية عموما. وكان من بينها الحركات الإسلامية التي كانت تنشأ في العادة حركة واحدة موحدة. وكانت إذا كانت كل واحدة منها مستقلة في النشأة والتأسيس تنظر إلى نفسها ربما على أنها الحركة الإسلامية وليست حركة إسلامية، خاصة في القطر العربي الإسلامي الواحد.
وإذا كانت وحدة الحركة الإسلامية مطلوبة فليس بالضرورة أو تكون هناك حركة واحدة وإطار واحد وتنظيم واحد. فالحركة الإسلامية في نظري منذ وقت مبكر ومنذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي هي مجموع الحركات والمنظمات والتنظيمات والفصائل الإسلامية في مختلف أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين. وبناء على هذا التصور فقد بدا لي أن الحرص على أن وحدة الحركة الإسلامية لا تكون إلا في أطار مستوى تنظيميا واحدا. فالحركة الإسلامية الواحدة هي مجموع مكونات الحركات والتنظيمات والفصائل والأحزاب ذات المرجعية الفكرية والثقافية والعقائدية الإسلامية.
وقد لاحظت أن الحرص على أن يكون وأن يبقى الكل في إطار تنظيم واحد يصبح من المعيقات في تقدم حركة إسلامية ومكون ما من مكونات الحركة الإسلامية. ويجعل فيها من الخلافات ما يمكن أن ينتهي إلى صراعات تفسد العلاقات وتحدث الشروخ وتغذي الإنقسامات، ويكون في نفس الجسم الواحد من التأثيرات السلبية ما لا يكون فيها حين تكون أكثر من جسم.
فقد لاحظت أنه لم يكن من السهل على استفحال الخلافات في التنظيم الواحد أن تنتهي إلى انقسام تنظيمي وإلى تعددية تنظيمية إسلامية بدون تكفير أو جفاء أو قطيعة بالرغم من أنه لم يكن قد توفر من الأسباب الكبرى ما يؤدي إلى ذلك. ولم يكن ذلك دعوة مني للتساهل في الإنقسام والتعدد، لأن الأصل في الشيء هو الحرص على الوحدة التنظيمية، ولكن إذا كانت الخلافات الداخلية والتباينات يمكن أن تتحول من عامل إثراء ونفع إلى عامل إفقار وضرر، ومن عامل بناء إلى عامل هدم، فقد كنت ومازلت أرى أن تسهيل وفسح المجال لوجود تشكيلات متعددة ومتنوعة قد يكون أفضل، وقد يكون فيه من النفع للبلاد والعباد ربما أكثر من وجود الكيان التنظيمي الواحد مهما كانت وجهات النظر فيه متقاربة ومهما كانت نتائج تلك الخلافات غير ذات أثر سلبي. وكما نقبل بأن تستمر الخلافات والتباينات بالتعبير عن نفسها في نفس التنظيم والحركة، يمكن أن نقبل بالتعبير عن نفسها في أكثر من كيان واحد حين يكون لابد من ذلك.
فالقبول بتعدد الكيانات الإسلامية عندي لا يعني القطيعة والتنازع وإسلام المسلمين بعضهم بعضا للأعداء والخصوم كما يشاهد اليوم للأسف الشديد في كل البلاد التي للحركة الإسلامية فيها وجود متعدد التشكيلات والتنظيمات كأفغانستان وباكستان والعراق والصومال والجزائر والمغرب ومصر والسودان...ولكني أرى أن ذلك لا يمكن أن يكون إلا في إطار التكامل والتسامح والأخوة والتعاون كل بطريقته وكل بأسلوبه في الوقت المناسب والزمان المناسب، لأن ذلك من واجبات المسلمين بعضهم على بعض في إطار الحركة الإسلامية الواحدة من حركة الإسلام الشاملة القديمة المتواصلة بدءا بالأنبياء والرسل وانتهاء بالعلماء والمصلحين..
فقد لاحظت أن وجود الحركة الإسلامية ذات التنظيم الواحد كانت له سلبيات كان يمكن أن لا تكون لو كان للحركة الإسلامية أكثر من تنظيم في هذا الواقع العلماني الذي لا سابق معرفة لأمة العرب والمسلمين به في تاريخها الطويل.
فنحن أبناء حركة الإتجاه الإسلامي أكبر حركات المعارضة الوطنية الإسلامية منها والعلمانية لم يكن لنا تمثيل في الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلا بعضو واحد، في حين كان لليسار الماركسي والقومي العربي تمثيل عريض وهو الأضعف، إلا أن الذي حصل به على ذلك هو حالة التذرر والتفكك والإنقسام الذي تعددت به وجوهه وتنظيماته ومكوناته.
ونحن من نحن كما يعلم الكل من لم يكن لنا من تمثيل مع الجهات والأطراف الوطنية التي تكونت ودعيت لإنجاز وثيقة الميثاق الوطني سوى بفرد واحد لتكون الوثيقة المتفق عليها وإن كانت قد ولدت ميتة حجة لغيرنا من الأقليات علينا وليست حجة لنا كأغلبية عليهم...
ليس لمثل هذا يجب أن نعدد نجن من التشكيلات الإسلامية بالبلاد. ولكن التعدد في مثل هذه المسائل وفي مثل هذه الظروف قد كان له من الإيجابيات ما ليس لوجود تشكيل إسلامي واحد موحد مهما كان كبيرا وقويا.
أن تكون الحركة الإسلامية لمثل هذا وفي مثل هذه الظروف ممثلة في أكثر من تنظيم فهذا أفضل.
- أن يضرب هذا التنظيم الواحد فإن المشروع الإسلامي لا يتوقف نهائيا وإن كانت درجة عداء النخبة العلمانية اللائكية في تونس للإسلام وللمشروع الإسلامي أكبر من أن تستثني أحدا ممن له أي علاقة بالمشروع.
- أن يكون القبول في حال التعدد بطرف حين يكون لا بد من ذلك وحين يكون ذلك ممكنا، خير من أن لا يكون القبول بأي طرف في حال التفرد...
- أن يكون التمثيل بأكثر من طرف خير من أن لا يكون إلا بطرف واحد مهما كبر...
- هل أنت مع قدسية هذا الجسد المنهك ؟
ليس القول بالمحافظة على هذا الجسد المنهك والإسرار عليه من قبيل التقديس. ونحن نعلم أن هذا ليس إلا إطارا لا يكتسي أية قدسية في ذاته. وإنه يستمد قيمته من قداسة المشروع الذي يحمله ومن جدية وإيمان العاملين فيه، وما هو إلا إطار أصبحت الحاجة تدعوا إليه في زمن أصبح فيه النظام الإسلامي المستنير الأصيل في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين هو الإستثناء، والنظام العلماني اللائكي الظلامي الدخيل هو الأصل بعد الإنقلاب الذي حصل بعد الإطاحة برمز الخلافة ومركزها، والذي كانت له الكثير من الأسباب القديمة والحديثة، والذي كانت له الكثير من الدوافع والأهداف، والذي كانت وراءه الكثير من الأطراف والجهات والقوى الداخلية والخارجية...
ليس الجسد عندي مقدسا ولكني ضد من لا يقبل به ويقول بقدسيته إلا حين يكون قويا وغير منهك، ويرفضه ويتنكر له حين يضعف وحين يصبح منهكا. فالذي يجب أن نعلمه أن الضعف فينا وليس فيه، وليست القوة فيه ولكنها فينا. فهو القوي حين نعمل فيه بأسباب القوة فنقوى، وهو الضعيف المنهك حين نعمل فيه بأسباب الضعف والإنهاك...
فالحقيقة أننا :
نعيب زماننا والعيب فينا ******* وما لزماننا عيب سوانا.
فليس هذا الجسد مقدسا عندي ولكني لست من الذين يسعون أو يعملون أو يؤمنون أو يفكرون في التفريط فيه بسهولة. وهل الحل فعلا في حله والبحث عن بديل عنه أم الحل في إعادة النظر في أنفسنا والبحث عن سبل ومناهج أفضل لإعادة الإعتبار لأنفسنا ولحركتنا ؟ وأنا من الذين يرون أن الحل في الإجابة عن الجزء الثاني من السؤال أكثر منه في الإجابة عن الجزء الأول منه.

- هل نأمل في بعث الأخ مع بعض الوجوه الثقافية لكيان ثقافي ما بعد انتخابات 2009 ؟
أنا أعتبر أنه من بديهيات كل مشروع تغيير وإصلاح أن يقوم على رؤية ثقافية وبديل ثقافي. فما من تغيير
جوهري أقامه أي شعب من الشعوب وأية أمة من الأمم في التاريخ إلا وكان قد قام على ثورة ثقافية.
فلا معنى ولا قيمة بل لا قيام حقيقي لبرنامج أو مشروع سياسي أو رؤية سياسية أو نمط إجتماعي أو مذهب اقتصادي ما لم يكن قائما على مشروع ثقافي يقوم على قاعدة الإنتقاء من القديم الإسلامي والإستفادة من الجديد غير الإسلامي والإنشاء والإبداع من خلال ذلك في الفكر الإسلامي على أساس إفراغ الناس من القديم الإسلامي التقليدي والجديد العلماني اللائكي التكفيري وملئهم بالإبداع والتجديد الإسلامي الإيماني التنويري.
إني لأرى أنه ليس ثمة من هو أشد وأكثر خطئا من الذين يذهب بهم الإعتقاد إلى أن العمل السياسي هو أساس التغيير، وأنه الذي يجب أن يكون مقدما على العمل الثقافي وغيره، لأن الثقافة هي الإطار العام الذي يتنزل فيه ما زاد عن ذلك من الأعمال والمناشط التي لا تكون في النهاية إلا جزءا منه، والتي يكون التوجه فيها إلى المجتمع لإصلاحه وإحداث التغييرات المناسبة فيه لينهض ويترقى ويتطور باتجاه الفضيلة والعفاف والعدالة والمساواة والحرية والأخوة والوحدة الإجتماعية...وهذا ما لا يتسع إليه العمل السياسي الذي لا يمكن إلا أن يكون جزءا من العمل الثقافي الذي يجب أن يستمد مفرداته ومفاهيمه والكثير من مضامينه من المشروع الثقافي الإسلامي. فلا إسلام بدون أسلمة العقل المسلم. ولا إسلام لمجتمع مسلم ولشعب مسلم ولأمة مسلمة ولعالم مسلم بدون ثقافة إسلامية. ولا نظام إسلامي بدون مشروع ثقافي إسلامي. فليس النظام السياسي هو الذي يوجد المشروع الثقافي ولكن المشروع الثقافي هو الذي يوجد النظام السياسي، ومن ثمة فإنه ليس النظام السياسي الإسلامي هو الذي يوجد المشروع الثقافي الإسلامي ولكن المشروع الثقافي الإسلامي هو الذي يوجد النظام السياسي الإسلامي...
وبناء على هذا الإعتقاد، فإن بعث كيان ثقافي يعتبر متأخرا، وأنه كان يمكن أن يكون قد بعث وإني مع بعثه سواء بعد انتخابات 2009 التي لا ينبغي أن تكون حدثا مهما ننتظره أو ننطلق منه أو قبلها سواء بوجودي فيه أو أن أكون خارجه بحسب ما يكون متيسرا من الظروف والقدرات والإمكانيات...
- يشاع بأن الخلاف بين الصقور والحمائم من قيادات الداخل محتدم مع من تقف ؟
أنا لست على بينة ولا على وضوح تام بما يشاع من وجود خلاف محتدم بين ما يسمون بالصقور ومن يسمون بالحمائم من قيادات الداخل، وبطبيعة هذا الخلاف وبأسبابه ودوافعه وغاياته، ولا أعلم تحديدا من بسرب الصقور ومن بسرب الحمائم. ولذلك فأنا لا أستطيع- ولكي لا أظلم أحدا- أن أقف مع أية جهة حتى يتبين لي وجه الحق والصواب. وإني لأرى أن ذلك الوضوح لا يكون ممكنا حتى يلتقي الكل بالكل كلما كان ذلك ممكنا، ويتبين وجه الخطإ من الصواب لنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت وللمخطىء أخطأت وللمصيب أصبت، لنكون عونا للمحسن والمصيب على إحسانه وإصابته ولنكون عونا للمسيء والمخطىء على المراجعة والتراجع عن إساءته وأخطائه. وذلك هو المبدأ الإسلامي في الإصلاح بين الناس على قاعدة " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " ولا يكون تخطيه لغيره من المبادىء والأساليب الإسلامية الأخرى إلا بعد الإنتهاء منه...
- هل من حق القواعد أن تتهم القيادات بالعبث بماضيها وحاضرها وعدم المسؤولية على البحث الجاد عن حل للأزمة ؟
أنا أعتقد أولا أن الأزمة في عمقها هي أزمة قواعد قبل أن تكون أزمة قيادات. بل أن الأزمة في جوهرها
هي قبل أن تكون أزمة قيادات وقواعد وحركة هي أزمة نظام وأزمة أمن بالبلاد وليست أزمة حركة. فليست أزمة الحركة والقيادات والقواعد إلا نتيجة لأزمة نظام فاسد ومفسد. لا أقول هذا من باب التفصي من المسؤولية ولا من باب تبرئة ذمتنا مما نكون قد وقعنا فيه من أخطاء قاتلة وسوء تقدير وعدم قدرة على إدارة المعركة التي فرضت علينا، ولا من قبيل الإلقاء باللائمة على الخصوم أو الأعداء وتحميلهم مسؤولية ما نحن مسؤولون عنه. ولست من الذين يستجدون الحلول لمشاكلهم من خصومهم ولا من أعدائهم وتحميلهم المسؤولية الكاملة عليهم. ولكن يجب أن أكون منصفا ولا يجب أن أكون متجنيا على أحد ما استطعت. فبقدر ما كانت المسؤولية مسؤولية نظام فاسد، ومسؤولية قيادة كان لها من العجز وعدم القدرة على تحويل نتائج المعركة لصالح الحركة ومن ثمة لصالح البلاد والعباد، فإن للقواعد التي لاقت ومازالت تلاقي من المأساة والمعاناة ما لاقت وما مازالت تلاقي، بعض المسؤولية. وهي التي تقع عليها مسؤولية التمسك بقيادتها وبحركتها وعدم التفريط فيهما ولا التخلي عنهما، لأن ذلك مما لا يزيد الجميع إلا رهقا ولا يزيد المفسدين المجرمين إلا قوة وفسادا وإجراما. أما أن يكون للقواعد الحق في اتهام القيادات بالعبث بماضيها وحاضرها وعدم المسؤولية على البحث الجاد عن حل للأزمة، فإن ذلك ما لا يقوم لها عليه دليل قاطع أولا، طالما أن تقييما جادا وشاملا كان الكل قد قال فيه كلمته لم يكن قد حصل بعد. وقبل أن يتم ذلك فإن مثل هذا القول لا يكون صوابا ولا يكون معبرا عن حقيقة المشهد والحالة ثانيا.
إن مثل هذا القول وهذا الحكم مازال برأيي سابقا لأوانه. وأنه بقدر ما كان للقيادة أخطائها التي لا يحق لها أن تقع فيها لأن ما يجوز في حق العامة لا يجوز في حق الخاصة وما يقبل من القواعد لا يقبل من القيادات، بقدر ما لا يجوز للقاعدة إصدار مثل هذه الأحكام قبل أوانها، وتحميل القيادة مسؤولية ما ليست قادرة عليه من حلول ليست هي إلا الطرف الأضعف فيها، وهي التي لم تجد، كما سبق أن أشرت سالفا، شريكا لبحث الحلول الممكنة والمناسبة لأزمة هي أزمة بلاد بكاملها وشعب بكامله وليست أزمة حركة أو فئة من الناس، وهو لا يرى إلا أنها أزمة جماعة معينة ومجموعة معينة لا تعنيه في شيء، بل يعتبر ذلك ما يحسب له تاريخيا من إنجازات للحفاظ على مكتسبات البلاد والعباد...ألا تكون مطالبة القيادة بما ليس لها بد منه من قبيل الظلم والعبث، وذلك ما لا يصح إلا عندما تكون هذه القيادة رافضة لمقترحات وحلول مقبولة وتلبي الحد الأدنى من مطالب القاعدة ومن احتياجاتها ومن حقوقها، وهذا ما لم يحصل قط وما ليس ممكن الحصول في ظل هذا النظام الذي لا يهمه الشعب ولا تهمه مصالح البلاد، وليس معنيا بالإصلاح ولا بالصلاح، وليس معنيا إلا بالإنقسام والفرقة وإلا بالفساد والإفساد...
- من تحمل أم مهاجر أو زوجة شهيد أو ابنة سجين سياسي سابق المسؤولية في راهنها وارتهانها للسلطة : للسلطة أم لحركة النهضة أم للإثنين معا ؟
أنا لست مع الثقافة السائدة في المجتمعات والشعوب المتخلفة التي تنقلب على قياداتها حين يصيبها من الشدة والبلاء في المعركة من أجل الحرية والإستقلال وتقرير المصير، ومن أجل الحق والعدل والحرية والمساواة والهوية والأصالة، ومن أجل الحقوق المدنية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية ما يصيبها، وأعتبر أن قمة النضج التي ينبغي أن تكون عليها الجماهير في معاركها التي تخوضها مع الإستبداد والإحتلال من أجل حقوقها المشروعة المشار إليها سالفا وغيرها، أن تظل هذه الجماهير والقواعد متمسكة بقياداتها وداعمة لها طالما أنها صامدة معها وأنها لم تبدل ولم تغير، وطالما أنها تعيش معها معاناتها ومأساتها وتعمل بكل ما أوتيت من قوة على الخروج بها مما أرداها فيه خصومها وأعدائها. وهي التي من حقها أن تخطأ وأن تراجع أخطائها وأن تتم مراجعتها فيها ومحاسبتها عليها. وهي التي من حقها أن تجتهد وأن تصيب وتخطىء في اجتهادها. وهي التي يجب أن لا تدخر جهدا في رفع المعاناة عن جماهيرها وعن قواعدها. وهي التي قد تنجح في ذلك أو تفشل. فإذا كان ثابتا أن هذه القيادة مقصرة في حق قواعدها وخاذلة لها، فإن المسؤولية تقع على عاتق هذه القيادة وعلى الحركة، وإذا كانت لم تدخر جهدا ولم تعدم وسيلة في استعادة الحقوق ورفع المعاناة فإن المسؤولية تقع على عاتق السلطة وهي المسؤولة فعلا أولا وآخرا لأنها الطرف الظالم للكل، ولأنها الطرف المجرم في حق الكل. فمسؤولية القيادة والحركة على أم المهاجر وزوجة الشهيد وابنة السجين قائمة في حدود القدرة أو عدم القدرة على رفع المعاناة على كل هؤلاء في راهنهم وارتهانهم للسلطة التي لا يجب أن يكون ارتهانهم لها إلا قصرا وفي حكم المضطر" والضرورة تقدر بقدرها " كما يقول الأصوليون، بينما تقع مسؤولية المجرمين في السلطة على كل من هؤلاء وعلى القيادة نفسها والحركة كلها، لأنها الطرف الظالم لكل هؤلاء، وهي التي لا عذر لها في قمع أبناء الشعب من أجل حقوقهم، وهي التي لا حق لها في سلب كل هؤلاء حقوقهم ومواطنتهم...فالقيادة والحركة لم تسلبا أحدا مواطنة أو حقوقا، وإن الذي فعل ذلك هي السلطة. وأن القيادة لم تكن إلا مجموعة من الأحرار الذين قاموا ضد ذلك في مواجهة المجرمين من أجل التغيير والإصلاح. وأن الحركة ليست إلا ذلك الإطار الذي كانت القيادة على هرمه والقواعد هي الممثلة له وهي المطالبة بذلك.
وأنا أقول لكل متوتر من أبناء الشعب ومن أبناء الحركة، إذا كنت تريد أن تعبر عن نضج حقيقي، فليكن توترك دائما ضد السلطة الظالمة المستبدة ولا يكن ضد الحركة والقيادة التي يمكن أن تكون قد أخطأت. لأنه إذا كان للحركة والقيادة الحق في الخطإ، فإنه ليس من حق السلطة أن تظلم وتستبد. وإذا كان لابد من توتر ضد الحركة والقيادة المظلومين وتمسك بحق محاسبة القيادة ومساءلتها ومحاكمتها، فإنه من باب أولى وأحرى أن يكون ذلك التوتر ضد السلطة وذلك التمسك بحق المحاسبة والمساءلة والمحاكمة للسلطة الظالمة.
وتحميل كل أولئك المسؤولية للحركة المظلومة المفروضة عليها المعركة، لا يمكن ولا يجب أن يكون بديلا عن تحميلهم المسؤولية الكاملة للسلطة الظالمة البادية بمعركة الإبادة والتصفية التي كانت الحركة والقيادة والقاعدة والبلاد كلها في النهاية هدفا لها.
فإنه وإن كانت المسؤولية هي مسؤولية الإثنين معا، فإن هناك فرق بين حركة النهضة المنطلقة من الدفاع عن هؤلاء وغيرهم والمطالبة بحقوقهم، والسلطة المنطلقة من إعلان الحرب عنهم وعن غيرهم من المطالبين بأي حق من حقوقهم أفرادا كانوا أو جماعات...

- كلمة أخيرة.
أولا أشكر صحيفة الفجرنيوز الإلكترونية على إتاحة هذه الفرصة لي لأبدي برأيي وبكل حرية في الإجابة عن كل هذه الإسئلة المهمة الشاملة والدقيقة. كما يمكن أن تكون هذه فرصة للتواصل مع القراء ومع الإخوة في كل مكان بعد الإنقطاع الطويل والذي مازال متواصلا عن النشر لا عن الكتابة، والذي له أسباب كثيرة قاهرة. كما أعتذر عن الإطالة التي يقتضيها ما يجب أو يمكن أن يكون مطلوبا من الوضوح والدقة، ولي في ذلك رأي قد تكون الفرصة سانحة ذات يوم، إن أمد الله في أنفاسي، لتقديمه للقراء، والذي له علاقة بالمشروع الثقافي العربي الإسلامي الإيماني التنويري الأصيل، البديل المختلف مع المشروع التقليدي العدمي القديم، والمخالف للمشروع الثقافي العلماني اللائكي التكفيري الظلامي المغشوش الدخيل...
أما ثانيا فإنه ليس لي من القول أبلغ مما جاء في كتاب الله عز وجل مما اخترت أن يكون كلمة أخيرة في هذا اللقاء الصحفي في قوله تعالى :

" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ولا يلقاها إلا الذين صبروا ولا يلقاه إلا ذو حظ عظيم.

وفي قوله تعالى :
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا .

وفي الختام هذا أخوكم علي شرطاني يستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وفي رعاية الله وحفظه دمتم
والسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.