أقدم شاب جزائري عاطل عن العمل على حرق نفسه -بعد أن رفض مسؤول محلي منحه وظيفة- بشكل يشبه الطريقة التي أقدم عليها الشاب التونسي محمد البوعزيزي في ولاية سيدي بوزيدبتونس، وهو الحادث الذي أشعل احتجاجات عارمة انتهت بالإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي وفراره إلى السعودية. وقالت صحيفة الخبرالجزائرية في موقعها على شبكة الإنترنت مساء أمس إن الشاب المعني يدعى محسن بوطرفيف (27 عاما)، ويقطن في مدينة بوخضرة بولاية تبسة في أقصى شرق الجزائر، مشيرة إلى أنه أقدم على فعلته بعد أن تلقى ردا سلبيا من رئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر وظائف، داعيا إياه إلى اتباع طريقة البوعزيزي. وقالت الصحيفة نقلا عن شهود عيان إن الشاب محسن التقى رفقة 22 شابا آخرين برئيس البلدية أمام مقرها في وقت سابق من أمس، وطالبوه بفرص عمل لكنه رد عليهم بأنه لا يستطيع توظيف أحد، مما دفع الشاب إلى التهديد بحرق نفسه إذا لم يتحصل على وظيفة، فدعاه رئيس البلدية بسخرية إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة محمد البوعزيزي. وفور ذلك، قام الشاب بسكب البنزين على جسده وإحراق نفسه أمام الملأ، لكنه نجا من الموت بعد أن تدخل مواطنون لإنقاذه ونقله إلى المستشفى على الفور. ووفق الصحيفة نفسها، فقد سارع والي تبسة إلى إقالة رئيس البلدية، والتقى بممثلي المجتمع المدني وأعيان المدينة، واتخذ إجراءات لتهدئة الوضع من خلال إجراء تحقيق في ملابسات الحادثة، وإنشاء لجنة تنسيق لحصر مطالب الشباب بخصوص التوظيف. نفي التشابه وإثر هذا الحادث نفى وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وجود أوجه تشابه بين الاحتجاجات في تونس والاحتجاجات التي شهدتها الجزائر قبل أيام ضد غلاء المعيشة. وقال بلخادم في تصريح للصحفيين، رادا على تشبيه البعض الحالة التونسية بالحالة الجزائرية "لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد في الجزائر، إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين". وأضاف أنه "لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها" مشيرا إلى أن "العمل الاحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر". معلوم أن الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من ثمانمائة معظمهم من عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة تخفيضات كبيرة في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.