أنا لست بشاعر، لكن المعاناة أنطقتني هذه المعاني وغيرها بعدها، بعد أن توقفت عن محاولة النظم من سنة 1991، فكانت هذه ((المعلقة)) سنة 2007 في الذكرى العشرين لتربع ذاك الظل الأسود على بلادنا، اوردها من جديد لسبب رئيس، وهو بداية تسرب اسم ((العهد الجديد)) لتونس ما بعد الثورة ولا بد لنا من التوافق على عنوان آخر غير هذا العنوان لتختفي صورة العهد البائد ومسماه من بلادنا. رحم الله البوعزيزي وجميع الشهداء والمجد لتونس التي باتت تعرف ببلد سيدي بوزيد والقصرين، كما هي أرض الزيتونة والقيروان سنيُّ الظلم قد طالت عهودَا قِفُوا نسأَلْها، لا تمضُوا بعيدا سنيّ سود هل تحصون فيها سوى "أعيادها" عيدا فعيدا !؟ عشرون عاما من القحط أحالت روابي أرضنا الخضرَا نُجُودا بنوا فيها الفنادق والملاهي وعدّوا ذاك إنجازا فريدا وهل أعلى البناء مقام قوم إذا أحرارهم سيقوا عبيدا يؤمهم الفريق أو العقيد فلا زرعا تراه ولا حصيدا إذا كان الغراب دليل قوم على الأرجاس أوردهم ورودا فبئس الوِرْد والمورود أضحَوا وبئس الحشد إذ هبّوا وفودا فنالوا مطلع الشمس وعودا وعانَوْا عند مغربها الوعيدا ومن رام الحياة بغير ذلّ سجينا بات أو أمسى شريدا
ومن لم يثنه هذا وذاك غدا لركب ثورتهم وقودا وأرض القيروان تظلّ حبلى ومن أكبادها تهب المزيدا مضى (سحنون) جوهرها الأصيل إلى العلياء يلتمس الخلودا وذا (المبروك) معدنها المصفّى وأصلبها على الطغيان عودا
أرادوه نكالا فاجتباه إله الكون إحسانا وجودا رقى (عثمان) قبلهما الثريَّا و(طَيِّبُها)، سنلقاهم شهودَا وقبلهمُ وبعدهمُ الكثير شهيدٌ زُفَّ ينتظر الشهيدَا هم الأحياء والأموات منّا فلول البغي ترهقهم صَعودَا تلاحقهم عواديه فيغدو ركوب الموت دربَهم الوحيدا غرابَ البَيْنِ، هل يكفيك أنّا غدت أيامنا البيضاء سودا خبِرْنا عهدك المكذوب دهرا وكنتم شرّ من خانوا العهودا
سرت في الأرض "خطتكم" وشاعت كما الطاعون يجتاز الحدودا سترحل غير مأسوف عليك لتزهر أرضُنا حَضَرا وبِيدا وتشرق دُوحُها الغنّاء نورا يضيف لمجدها مجدا جديدا نرى بشائره الآن أهلّت سنشهدها قريبا لا بعيدا مجيدًا نراه، لاعهدا جديدًا فقد سئمت أرضنا "العهد الجديدَا"
علي سعيد 13-11-2007 مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=13720&t="معلّقة" الذكرى العشرين &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"