المكان القنصلية التونسية ببون الزمان السبت 22 جانفي 2011 بعد أن كانوا يكتفون بالتظاهر والإعتصام أمامها احتجاجا على جرائم بن علي وعصابته ضد الإنسانية سبعون فردا من المهجرين الإسلاميين التونسيينبألمانيا تطأ أقدامهم لأول مرة منذ عشرين سنة قنصلية بلادهم . حدث تاريخي لا يمحى من الذاكرة ، شعور يعجز اللسان والبيان والقلم عن وصفه ، أجواء منعشة على جميع المستويات ، تعاون كلي وتجاوب لا نظير له من قبل كامل الطاقم العامل بالقنصلية ، تجندوا منذ الصباح الباكر وأعدوا العدة ووفروا كل الظروف الملائمة لاستقبال الضيوف الكرام المبجلين. ابتسامة دائمة على وجوه القنصل العام والعاملين معه ، استجابة تلقائية لكل المطالب دون قيد أو شرط ولم يرفض أي طلب ، تغير كلي في المعاملة الغير الجيدة التي كنا نسمع عنها من قبل مواطنينا بالخارج. وزعوا علينا أكثر من مرة الماء والعصير والمرطبات.، أهدوا لكل واحد منا علم تونس كل الممنوعات التي لم يكن يسمح بها في السابق لأي كان صارت يومها مباحة ، تم أخذ صور تذكارية وصور فيديو وتسجيل تصريحات لراديو كلمة ولموقع الحوار نت ، لا وجود لشيء اسمه صورة باللحية ممنوع ، لا وجود لشيء اسمه صورة بالحجاب ممنوع كانت القنصلية على الدوام مصدر خوف ورعب للمواطنين ، بعضهم كان يحلق لحيته قبل دخولها مخافة أن يكتب فيه تقرير ويضايق عند عودته لتونس ، وبعض النساء كن ينزعن حجابهن مخافة المساءلة . لذلك تعمد أحد الإخوة رفع الآذان ، وأقيمت صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة داخلها في سابقة أولى لكسر حاجز الخوف. مدد الدوام بصفة استثنائية إلى ساعة متأخرة من الليل (21:30)بعد أن جرت العادة أن تقفل القنصلية أبوابها يوم السبت على الساعة الثالثة ظهرا. شخصان سيئا السمعة أحدهما يدعى حسن والثاني عبدالكريم عرفا لدى الجميع بالرشوة والفساد والأخلاق العادمة اختفيا أو أبعدا ولم يعثر لهما على أثر. صور الرئيس المخلوع أزيحت بالكامل وكأنه لم يحكم إلا عشية أو ضحاها. فالحمد لله الذي أعز عباده المؤمنين وأذل بن علي وجنده المجرمين.