على الجيش المصري أن يقول كلمته الأخيرة إمّا مع ثورة الشعب و إمّا مع البلطجيّة و السّفاحين الوقت سيف إن لم تتداركه رماك بالعمالة و المشاركة ! لا يزال الجيش المصريّ يقف موقفًا سلبيًّا من الأحداث العصيبة التي تمرُّ بها مصر من أعمال الشّغب و الإعتداء السّافر من " البطجيّة " المُستأجرين بمئات من الجنيهات من لدن ميليشيات الحزب الحاكم و من رجال الأعمال و أعضاء الطّبقة الحاكمة بإيعاز من رئيس العصابة لا بارك الله فيه، على الشّباب المُنتفض و الشّعب الذي خرج يُطالبُ الحرّية و العدالة و العيش الكريم بأرقى الطُّرق السِّلميّة و الحضاريّة التي تمتُّ بصلة إلى إرثنا الحضاري الإسلاميّ، فما كان على هؤلاء المجرمين المحترفين الذين يعرفهم الشّعب المصري و العربي و الإسلاميّ عامّة من أزلام هذه الأنظمة الاستبداديّة، التي ما زادتنا إلاّ فقرًا و تخلّفًا، إلاَّ أن يوقدُوا فتيل الفتنة " و الفتنة أشدُّ من القتل "، فسفكوا دماء الشّهداء في ساحة البطولة التي منها سيأتيّ النّصر بإذن الله برباطة الجأش التي أظهرها إخواننا في ساحة التّحرير، و حملُوا الهروات و السّكاكين و المُسدّسات و حتّى الرّشّاشات و السُّيوف لمواجهة الأيدي البيضاء الشّريفة التي تناديّ " سِلميّة سلمية "، و بها سيسقط النّظام القمعي لزعيم العصابة لا بارك الله فيه، و لم يزل على حكمه إلاّ أيّامًا معدودات بل ربّما ساعات معدودات، و هذه سُنّةُ الله في خلقه، فإن سرَّهُ زمنٌ سالف بعنجهيته و صلفه و سياسته الرّعناء التّي زادت الفجوة بين الحكّام و المحكُومين و بين الفقراء و الأغنياء و بين النّهاب الذين يمثلهم النّظام و ميليشياته و المنهوبين و هم السّواد الأعظم من الشّعب المصري، بعد ما امتصّوا قواه و مقدّراته و أمواله و ثرواته لكي ينعم بها الحكّام الفاسدون أمثال رئيس مصر المخلوع آجلاً بإذن الله و ابنه جمال و هو لا يمتُّ للجمال بأيّة صلة، لأنّهُ برهن أنّهُ مصدر للقُبح و الغباء السّياسي مقطوع النّظير باستعماله الأساليب الحقيرة في ساحة التّحرير لترهيب المُتظاهرين سلمِيًّا، بالبغال و الخيول و الدّواب، و الشّيءُ من مأتاهُ لا يُستغربُ !