تتوافد حشود المتظاهرين على ميدان التّحرير في استعراض حضاري أبكم الخصوم وأثلج الصّدور وكشف عن معدن المواطن العربي وعمق وعيه وتحضّره... تصرخ الحناجر حتّى تبحّ مطالبة برحيل الطّاغية وزمرته وهو كالزّير المجخي لا يفهم ولا يعي ولا يقدّر مصلحة الوطن ولا الخطر المحدق به ويراهن ببلادة وتهوّر على تعب المتظاهرين وتفرّقهم وتركه يواصل جرّ مصر إلى مزيد من الذّل والهوان!!! أمثال هؤلاء الحكّام لا حياء لهم ولا ضمير ولا وعي بل و يتجرّأ الواحد منهم أن يضع نفسه كصمّام أمان ضدّ الفوضى وكأنّ الفوضى هي البديل عنه وبالتّالي فإن لم تأتي وهو حيّ متسلّط على رقاب شعبه فستأتي حين يأتي "عزرين لزرق" الّذي لا يستشير ولا يمهل وحسب هؤلاء الظّلمة مثل هذه الإنجازات أظنّ أنّ الرّد الأسلم على هذه السياسة يكون بالأحذية وما شابهها. لقد حاولتم تغيير المنكر بألسنتكم ولم يتحقّق ذلك إلى حدّ الآن وعليكم إذا أن تنتقلوا إلى شكل نضالي آخر ولا تتركوا طاقتكم النّضالية تستنزف بالمكوث في ميدان التّحرير والصّراخ بالرّحيل لحاكم صمّ بكم أعمى لا يعقل وانتقلوا مباشرة إلى مواقع السّيادة ومحاصرتها وشلّها فالمؤامرة على مصر أكثر ممّا يتصوّر الكثير ولا تغرّنّكم المواقف المعلنة من الأمريكان والإتحاد الأوروبي وغيرهم فهم لا يرون بديلا ديمقراطيا للدّكتاتورية غير الإخوان وبالنّسبة لهم الشّيطان أولى من الإخوان إبدأوا بتكوين لجان ردع فعّالة على البلتجيّة وأعوان الأمن المتعاونين معهم فهؤلاء لا ينفع معهم الصّبر الّذي تواجهونهم به ويجب الضّرب على أيديهم وأروهم منكم بلاء وشدّة ازحفوا إلى مواقع السيادة: وزارة الدّاخلية، وزارة الخارجية، وزارة الدّفاع، القصر الرئاسي، البنوك الأساسية والإذاعة والتّلفزة ازحفوا بالأمواج البشرية وبطريقة سلمية وأغلقوا قناة السويس وستدفعون الثّمن غاليا ولكنّها الحريّة ولا خيار غير ذلك و ستختصرون الوقت وتحقّقون الهدف وكفّوا عن هدر طاقاتكم في ميدان التّحرير فقد أدّى هذا النّو ع من النّضال دوره وأبلغ مطالبكم إلى العالم كلّه ورفع وسيلتكم النّضالية الرّاقية إلى ملايير البشر وأشهد العالم كلّه على نضجكم وسلمية ثورتكم إنّ الأسلوب المتّبع إلى حدّ الآن أسلوب راقي ولكن لا يفهمه إلاّ وطني ذو لبّ وهذا ليس حال فرعون مصر وزمرته الّذين يظنّون أنّهم قدر مصر وماضيها وحاضرها ومستقبلها فأنزلوهم منزلتهم التي تليق وأبدلوا شعار "ارحل" ب "رحّل" وكونا الفاعل يا ثوّار مصر الأشاوس أكملوا استنساخ ثورة تونس المجيدة، فطاغية تونس لم يرحل عندما سقط الضّحايا بالعشرات هنا وهناك بل أعطى أوامره للجيش لمزيد من القتل ولكن رحل عندما حاصر المتظاهرون مقرّ وزارة الدّاخلية، عندها علم أنّ قلعته التي يحتمي بها ويبطش من خلالها بالشّعب توشك أن تسقط ففرّ هاربا لا يلوي على شيء وبقي معلّقا لعدّة ساعات يبحث عن ملاذ ذليل ... هبّوا هبّة رجل واحد و"علّقوا" دكتاتوركم كما فعل إخوانكم التّوانسة وأتمّوا فرحتنا عاشت مصر حرّة مستقلّة عاش الشّعب المصري سيّدا أبيّا العربي القاسمي / نوشاتيل سويسرا في 04.02.2011