------------------------------------------------------------------------ مبارك يتمنى احتلال اسرائيل لسيناء
قد حانت ساعة الحسم ..والا !!
مبارك فقد شرعية وجوده فى السلطة بأمر الشعب المصرى .. هذا الامر لاجدال فيه ... وهو حقيقة لابد ان نسلم بها ولا يحق لاحد ان يزايد على ذلك لا بالتفاوض ولا بالحوار ولا بالعفريت . الحكومة والحزب الوطنى ومجلسى الشعب والشورى فقدوا جميعا شرعيتهم ..يوم 25 يناير ومن قبله بسبب جريمة التزوير التى أفرزت كل تلك العناصر الفاسدة ، واعتراف النظام بسقوط رموز الحزب والحكومة وموافقته على اللجوء للقضاء ، وتعليق جلسات مجلسى الشعب والشورى لحين الفصل القضائى لهو اعتراف ضمنى بالتزوير وعدم المشروعية . الدستور الحالى لا شرعية له ( بارادة الشعب المصرى ) لانه دستور انتهكت بنوده واسسه بيد النظام وحواريه كما لا يحق لمن لا شرعية له ( مبارك او اى من عناصر النظام ) تعديله او تغييره ، فكيف لمن لا شرعية له ان يملك حق التبديل او التغيير ؟ مبارك يناور هو والغرب ويحاول الجميع الالتفاف على الثورة ، ويحاول المراهنة على عامل الوقت الذى سيتيح له لملمة أوراقه وايجاد مخرج يضمن بقاء النظام أو شبيه للنظام يحل محله ..فلنحذر جميعا أشد الحذر.
السيناريو الذى يتم التخطيط له الآن للخروج بمبارك من الأزمة ، والورقة الاخيرة التى سيتم اللعب بها والإلتفاف على الثورة ومكتسباتها هو كالتالى : ورقة اسرائيل الحليف الأستراتيجى لمبارك والمتضرر الأول من غيابه عن الساحة المصرية ، تماما كما هى الطرف المتضرر من تحقيق مبدأ الديمقراطية بيد الارادة الشعبية المصرية .. سيتم الاتفاق بين الاطراف الرافضة للثورة المصرية ( مبارك – اسرائيل – امريكا والغرب الاوربى ) على قيام اسرائيل بتحريك قواتها تجاه سيناء وربما احتلال جزء منها تحت اى ذريعة واى حجة ( الهدف انقاذ مبارك ومحاولة اجهاض ثورة المصريين ) مما يترتب عليه : 1 – تجريد المصريين ( خاصة من قادوا الثورة من الشباب ) من وطنيتهم واعتبارهم السبب فى ما قامت به اسرائيل من عدوان على سيناء ومن تخريب ان حدث ... وبهذا تتحول خطة مبارك من مجرد فوضى داخلية الى فوضى عامة تبيح للكيان الصهيونى الاستفادة من الاوضاع الحالية وحالة الفلتان الامنى وانشغال الجيش بالشأن الداخلى ومراقبة صراع الارادات ( ارادة الشعب وارادة الرئيس ) لنشر بعض من قواتها فى سيناء . 2 تحريك قوات الجيش المصرى لصد العدوان وترك ساحة ميدان التحرير بلا أى تأمين . 3 – التفاف الشعب حول الجيش ومبارك ونسيان امر الثورة وكل ما شغلهم طوال الاسبوعين الماضيين . 4 – انتصار مبارك والجيش ( فى معركة وهمية ) هدفها الاساسى تحويل مبارك من طاغية فاسد بنظر شعبه الى بطل قومى وصمام امان قادر على لجم الكيان الصهيونى ( بطولة مصطنعة ) . 5 – اتاحة الفرصة للنظام المصرى لتصفية حساباته وانتقامه من شباب الثورة ورموز المعارضة بعيدا عن الأضواء ، بشكل لا تستطيع وصفه وسائل الاعلام التى سينتقم منها مبارك لانها فضحت ممارسات نظامه ووقفت مع ثورة الشعب المصرى ضده. 6 – عودة كل رموز الفساد للالتفاف حول مبارك ، ومحو كل آثار الثورة بشكل او باخر . 7 – محو اى نجاح للثورة واعادة دولة الارهاب والخوف التى سيطرت على مصر لعقود ثلاثة .
هذا السيناريو القذر توقعوا جميعا حدوثه من النظام المصرى الذى عودنا على سياسة ( اصطناع الازمات ) للفت الانتباه الى مكان غير الذى ينتبه اليه الجميع الان .. فمن ميدان التحرير الى سيناء ، ومن الثوار والملايين الملتفة حولهم الى مبارك وجيشه .. ان حدث هذا سيكون بمثابة القشة التى قصمت ظهر الثوار بل والشعب كله ، وسيفرض على هذا الشعب نسيان امر الديمقراطية والاصلاح والتغيير ، بل ونسيان كل أمل فى المستقبل . هذا الامر ليس بحاجة لذكاء خارق ولا لمنجم فلكى يستطلع الغيب بل هو استقراء لعقلية طاغية يستمد دائما شرعيته من الخارج وليس من الداخل ، ضاربا عرض الحائط بشعبه وحقه فى اختيار حكامه الذى لا يهمه رأيه فيه ولا يهتم بشرعية نابعة منه .. ما دفعنى لاستقراء ما يخطط له النظام هو ان بوادر اللعب فى سيناء قد بدأ منذ اليوم الذى تم فيه تفجير أنبوب الغاز الطبيعى الذى يصل الغاز الى اسرائيل ، وضرب مقر للامن المركزى فى رفح ، وضرب الكنيسة فى رفح ، كلها مؤشرات تدل على ان النظام المصرى سيلعب فى ملعب اخر غير ميدان التحرير ليشد الانتباه اليه ويخطف الاضواء من هذا الميدان الذى أصابه بالشلل والصداع وكان بمثابة فضيحة عرت النظام وفضحت ممارساته ، واظهرت لشعوب العالم كيف تدار مصر باسلوب مخالف لكل الأساليب الأنسانية فى العالم ( أسلوب القمع بالبلطجة ) واسرائيل هى المنقذ الوحيد لمبارك من الانهيار . فهل بالفعل مبارك يتمنى من حليفه الصهيونى ان يقوم بإعادة احتلال سيناء او جزء منها إنقاذا له من مأزقه ؟ وان حدث ما نتخوف منه ..ماهو موقف الجيش المصرى والشعب المصرى ؟ هل سيتمسك بمبارك كمنقذ للبلاد من عدوان اسرائيل ؟ أم سيقوم الشعب بإعتقاله بتهمة الخيانة العظمى ؟ أم سيخدع الشعب للمرة الألف ويبتلع الطعم ويكون سببا فى قتل الثورة والثوار على مذبح مبارك ؟ قد يرجع البعض مضمون تلك السطور الى نظرية المؤامرة ..ويستبعد حدوث هذا الامر ، كما استبعدوا من قبل قيام الداخلية بتفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ليلة رأس السنة ( بأمر من مبارك وبتواطىء منه ) التى اتهمت فيها النظام فى مقال اخر ( مصر تبكى دما ) بانه وراء ما حدث وان الامر مدبر من النظام لبث الفرقة بين المسلمين والاقباط ليسود مبارك شعب منقسم ، ولتشويه صورة كل ما هو اسلامى ، والمتاجرة بسلعة الارهاب وتنظيم القاعدة ومحاولة ابتزاز الغرب ، ودفعه للتغاضى عن جريمة تزوير الانتخابات التشريعية وغض النظر عن نتائجها المفضوحة ، وهاهى الايام تكشف لنا ان الداخلية متهمة فى ذلك التفجير ، ولا ننسى حادثة قتل أقباط فى قطار بمحافظة المنيا بعد حادث التفجير بأيام فقط وألقى القبض على المتهم وأتضح أنه رجل شرطة بقسم سمالوط .. ولولا عناية الله وارادته فى كشف المؤامرة الخسيسة ، وقيام احد المصريين بملاحقة المتهم ، ما كنا سمعنا من الداخلية سوى بيانات تتهم فيها القاعدة بتدبير الامر .
علينا فقط ان نحذر ونأخذ حذرنا ، وننتبه لألاعيب النظام ، الذى لا يستطيع العيش الا فى محيط منقسم ، وفوق جثث المصريين سواء مسلمين أو أقباط ، وان من يدعى ان ( مبارك صمام أمان للبلاد ) فقد وهم ، وغطت الغشاوة عينيه ، فمن يستأثر بمليارات الدولارات لنفسه ولاسرته بينما شعبه يتضور جوعا ليس منا ، ومن يفتخر بعناده وينعته بالصمود ويترك الجميع ينتظر رحيله ليس منا ، ومن يأمر بتزويرارادة شعبه ويقتله ويطلق كلابه للفتك بأجساد شبابنا ورجالنا ليس منا ، ومن لا يعترف بسقوط شرعيته أمام الملايين التى خرجت الى الشوارع والميادين فى كافة المحافظات ولا ينتظر الا دعم الغرب له ومد يد الشرعية له من الخارج ليس منا ، ومن ينشر الفوضى ليضع الشعب امام خيارين كلاهما مر ( اما بقائه او الفوضى والتخريب وترويع الناس وارهابهم ليس منا ، ولن يكون يوما صمام أمان ) ، ومن يفضل استفادة العدو من ثروات مصر الطبيعية بينما شعبه ينهك فى طوابير اسطوانات الغاز ..ليس منا ، ومن يترك مافيا الاراضى تنهش كل متر من مساحة ارض مصر ويترك شعبه لا يجد له موطأ قدم على أرضه ووطنه ..ليس منا ، من يقوم بكل هذا توقعوا منه كل شىء .. مبارك خان الامانة ، ومن يخن الامانة لا عهد له ولا أمل فيه ولا مكان له .
على الجيش ان يحسم الامر فورا والا اعتبرناه متواطىء مع مبارك ونظامه وشريك فى كل ما يحاك لمصر من مؤامرات ، على الجيش ان يقف مع شرعية مطالب الشعب المصرى الذى خرج عن بكرة أبيه الى الشوارع والميادين والازقة والحوارى ..الكل ينادى برحيله ، وان يحسم موقفه والا تعرضت البلاد لما لايحمد عقباه عامل الوقت لن ينقذ مبارك من أزمته ، ولن يرجع له شرعية حتى لو كان الداعم له كل حكومات الغرب وجيوش العالم وعليه ان يفهم ذلك وان اى لعب بورقة سيناء او القناة لن تزيد الثوار الا غضبا والثورة اشتعالا وفاء اسماعيل 8 – 2 – 2011 م