رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    بالفيديو: رئيس الجمهورية يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرائم مبارك ضد الشعب المصري
نشر في أوتار يوم 09 - 08 - 2011

المخلوع حسني مبارك قد يُواجه عقوبةَ الإعدام إذا ما ثبت ضلوعه في التحريض على قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة لتبعث الطمأنينة في نفوس الشعب محاكمة الرئيس المخلوع محاكمةً عادلةً دون تراخٍ أو تهاون؛ لتشفي صدور كل مَن ظلموا،
وتحقق القصاص العادل الذي ينشده أهالي الشهداء الذين أريقت دماؤهم بأوامر مباشرة من مبارك، أن محاكمة المخلوع العادلة تسير في طريقها الصحيح بعيدًا عن أي مؤثرات حول إتمام المحاكمة والقصاص منه لمن ظلمهم وقتلهم هو ورجاله، ليس في أثناء أحداث الثورة فحسب، ولكن خلال 30 سنة قضاها، يسلط سيفه على رقاب أبناء الشعب المصري. إن جرائم التحريض والاشتراك مع وزير الداخلية السابق في قتل المتظاهرين التي ارتكبها مبارك تعتبر قتلاً عمدًا مع سبق الإصرار والترصد تستوجب الإعدام وحدها، فضلاً عن قائمة التهم التي تضم الكسب غير المشروع واستغلال النفوذ والمنصب للتربح. إن هذه المحاكمة ستجعله عبرةً لأي حاكم تسول له نفسه أن يستبد بالشعب المصري بعد ذلك، وتثبت أن السيادة للقانون وحده، وليس هناك حصانة لأي شخصٍ مهما بلغت مكانته. أهمية تطبيق العدالة على الجميع حكامًا ومحكومين، واحذرًا من مغبة إعطاء الفاسدين أحكامًا مخففةً، أو محاولة الالتفاف على الاتهامات لتبرئتهم، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". أن الجرائم المحال بسببها المتهم حسني مبارك إلى محكمة الجنايات كفيلة بأن تصل به إلى حكم الإعدام، أن المحاكمة ستحقق القصاص العادل ممن قتلوا أبناءنا من الثوار الأحرار، أن محاكمة مبارك سيكون لها تأثيرها الإيجابي على الاقتصاد المصري؛ لأنها ستعطي انطباعًا لرأس المال سواء الوطني أو الأجنبي بأن هناك قانونًا يطبق على الجميع دون تفرقة، وهو ما يشعرهم بالطمأنينة؛ لأن رأس المال جبان، ولا يمكن أن يستقر إلا في وجود ضمانات قانونية تحميه، وأن يمتد هذا التأثير إلى قطاعات أخرى مثل السياحة، فضلاً عن أنه سيكون ذا وقع إيجابي على نفسية المواطنين. أن جهات التحقيق تسير في الإطار الشرعي الصحيح الذي من المفترض أن تسير فيه، مطالبًا بمحاكمة عادلة، تتوفر فيها كل الضمانات الكافية للدفاع لكي يصدر حكم يعبر عن الأوراق والمستندات التي يبديها دفاع المتهمين والأدلة التي تقدمها النيابة العامة. أن سرعة المحاكمات مطلوبة لطمأنة الرأي العام بأن الأمور تسير في طريقها الصحيح أن الفساد الذي خلفه مبارك والقتل العمد والتحريض عليه كفيل بأن يصل بالحكم في هذه القضية إلى الإعدام، فكل الخيارات متاحة وكل التوقعات من الممكن أن تحدث. تهمة الخيانة العظمى، والتي تعتبر تهمة سياسية وبين تهمة قتل المتظاهرين، والتي تعتبر تهمةً جنائيةً، فالاتهام الجنائي له سند قانوني تتم المعاقبة عليه مباشرةً، أنه ليس من المستبعد أن يحاكم مبارك بتهمة الخيانة العظمى، ولكن أن تكون هذه التهمة هي الخطوة التالية. أن مبارك بصفته رئيسًا سابقًا للجمهورية ورئيسًا سابقًا للمجلس الأعلى للشرطة والقضاء يستحق المحاكمة السياسية؛ لأنه غيَّب دور مصر لمدة 30 سنة عن الساحة العالمية والعربية والإفريقية، فضلاً عن الغياب الداخلي، وانهيار المرافق العامة وتلويث المياه وانتشار الأمراض وانهيار الأخلاق، بالإضافة إلى عمالته لكيان غير شرعي كالكيان الصهيوني، فالمصالحة الفلسطينية التي تمَّت مؤخرًا هي أكبر دليل على أن مبارك كان يعمل من أجل مصلحة الكيان الصهيوني، وليس من أجل مصلحة مصر. أن التهم الموجهة للرئيس المخلوع حسني مبارك والواردة في نصوص قانون العقوبات المصري كفيلة بأن تلف حبل المشنقة حول عنقه و لا يستبعد أيضًا أن تضاف إلى هذه التهم تهمة الخيانة العظمى والتآمر على مصلحة الوطن. أن القاضي يحكم بناءً على ما يُقدَّم إليه من أدلة وبراهين، وبعد ذلك يقوم بتقدير التهمة التي يستحقها المتهم، أن تهم الرئيس المخلوع إن ثبتت لن يكون هناك بديل غير حكم الإعدام. وهذه هي جرائم مبارك ضد الشعب المصري
(1) فرط في الاستقلال الوطني و أضاع السيادة الوطنية ، بأن جعل سياسة مصر الخارجية تابعة للإستراتيجية الأمريكية ، و جعل سياسة مصر الاقتصادية تابعة لتوجيهات صندوق النقد الدولي ، و البنك الدولي التابعين لأمريكا ، و باع القطاع العام للأجانب أببخس الأثمان و هو ثروة مصر القومية التي بناها الشعب بكده و عرقه على مدار عشرات السنين ، و هي سياسات أدت إلى إفقار الشعب المصري ، و عسكريا جعل قواتنا المسلحة معتمدة على السلاح الأمريكي و فتح قواعدنا الجوية و أجواءنا للسلاح الجوى الأمريكي ، و فتح أراضينا للقوات البرية الأمريكية ، و فتح مياهنا الإقليمية للقطع البحرية الأمريكية منذ عقدين من الزمان
(2) جعل التطبيع مع العدو الصهيوني من ثوابت السياسة المصرية على حساب استقلال مصر و ارتباطها بأمتها العربية و الإسلامية ، و وصل الأمر إلى حد عقد اتفاقية الكويز التي وضعت صناعة النسيج في قبضة اليهود و عقد صفقة لبيع الغاز الطبيعي مع الكيان الصهيوني ، بالإضافة للبترول و السياحة و التعاون الزراعي الذي قتل المصريين ، و عقد اتفاقا لإقامة مزارع مشتركة مع إسرائيل في سيناء . بينما يواصل العدو الصهيوني التنكيل بالشعب الفلسطيني و احتلال القدس و كل فلسطين و أسر المسجد الأقصى و التهديد بهدمه، و في وقت يعلن العدو إن القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني.
(3) التعاون مع الكيان الصهيوني لضرب و محاصرة الشعب الفلسطيني بمحاصرة غزة بقوات مصرية لمنع تهريب السلاح للمقاومين ، و ممارسة الضغوط على المقاومة الفلسطينية لوقف الجهاد المسلح ضد المحتل ، و القيام بتدريب الأمن الفلسطيني لقمع فصائل المقاومة .
(4) التعاون مع قوات الغزو الأمريكي لاحتلال أفغانستان من خلال التعاون الاستخبار و من خلال فتح الأجواء و القواعد في مصر لنقل القوات الأمريكية إلى أفغانستان ، و التعاون الكامل مع أمريكا فيما يسمى الحرب ضد "الإرهاب" ، و هي حرب على مقاومين قاتلوا في كوسوفا و البوسنة و أفغانستان و الآن في العراق . و قيام الحكومة المصرية بلعب دور تعذيب الإسلاميين نيابة عن أمريكا.
(1) التعاون مع قوات الغزو الأمريكي لاحتلال العراق ، بتقديم كافة التسهيلات العسكرية و اللوجستية (الإدارية) لعمليات حشد القوات الأمريكية لضرب العراق و احتلاله ، و تقديم معلومات استخبارية كاذبة للولايات المتحدة عن امتلاك العراق لأسلحة جرثومية ، و قيام ابنه جمال بتوصيل هذه المعلومات قبل غزو العراق للبيت الأبيض مباشرة . و الإعلان المتواصل عن رفض الانسحاب الأمريكي من العراق.
(2) يتحمل مبارك بصورة مباشرة المسئولية عن الجرائم التي أرتكبها يوسف والى في حق الشعب المصري على مدار ربع قرن ، و أدت إلى إصابة 19 مليون مصري بأمراض خطيرة على رأسها السرطان و الفشل الكلوي و الكبدي ، من خلال المبيدات المتسرطنة و الهرمونات و الهندسة الوراثية معظمها مستوردة من الكيان الصهيوني .
(3) يتحمل مبارك المسئولية عن السياسات التي أدت إلى إفقار الشعب المصري حيث يعيش 48% من السكان تحت خط الفقر ، و يعانى 29% من البطالة ، و يعانى 11 مليون شاب و شابة من العنوسة .
(4) بينما أفقر الشعب المصري ، حققت أسرته ثروة بالمليارات و أنشأ ابنه جمال شركات تحسب أصولها بمئات الملايين من الدولارات ، و بدأ نشاطه الاقتصادي بالمتاجرة في ديون مصر و هي جريمة فساد دامغة . و مبارك هو زعيم عصابة الفساد، حيث لم يقدم كشف حساب عن التفويض الذي يحصل عليه من 24 عاما لإجراء صفقات السلاح بينما لا يوجد أي مبرر للسرية في زمن السلم. و تقدر الأموال التي نزحت من البلاد في أقل تقدير ب 200 مليار دولار ، بينما يتربع على قمة السلطة مجموعات مغرقة في الفساد في مختلف المجالات و تتمتع بالحصانة و الحماية من رأس الدولة .
(5) الاستيلاء على الحكم دون إرادة الشعب، من خلال تزوير الاستفتاءات و الانتخابات البرلمانية، و هو التزوير الذي أكدته أحكام القضاء. و التزوير جريمة لا تسقط بالتقادم .
(6) الاعتداء على استقلال السلطة القضائية الذي نص عليه الدستور ، بوضع سلطة القضاء تحت رحمة و تدخلات السلطة التنفيذية من خلال وزارة العدل .
(7) الاعتداء على 4 نصوص دستورية تؤكد ضرورة وجود نائب لرئيس الجمهورية ، و التصرف في إدارة البلاد و كأنها عزبة خاصة ، له و لأسرته ، و عدم تعيينه لنائب على مدار 24 عاما للاحتفاظ بهذا الموقع لابنه.
(8) انتهاك حقوق الإنسان المصري على أوسع نطاق لم يشهد التاريخ المعاصر لمصر مثيلا له ، دخل المعتقلات في عهده ربع مليون مواطن ، يوجد حاليا أكثر من 25 ألف معتقل ، و التعذيب و انتهاك الأعراض ممارسة روتينية في الأقسام و السجون في ظل حالة طوارئ مستديمة ، و إن كان قانون الطوارئ لا يبيح التعذيب . كرامة المواطن المصري استبيحت في عهده دون أي حماية أو ضمانات أو عقوبات رادعة. و عمليات الاختطاف و الاختفاء و القتل خارج نطاق القانون ممارسة شائعة لأجهزة الأمن.
(9) رغم ادعائه بأنه يطبق الطوارئ على الإرهاب و المخدرات ، إلا إن سوق المخدرات و زراعتها و صناعتها ازدهرت في عهده أكثر من أي عهد آخر ، و بلغ حجم سوق تجارة المخدرات 6 مليار دولار سنويا ، مع انخفاض أسعارها نظرا لتوفرها الشديد .
(10) حرب على الإسلام و العقيدة الإسلامية : كل الجرائم الماضية تمثل حربا على الإسلام و المسلمين ، و مع ذلك فان عهد مبارك شهد حربا على العقيدة الإسلامية : بعمليات تشويه المناهج التعليمية ، و أكبر حملة لتأميم المساجد ، و التضييق على ذكر الله فيها ، و شن حملة على الدعاة و اضطهادهم ، و تعذيبهم ، و سجنهم و نفيهم من البلاد أو منعهم من وسائل الإعلام و المنابر . و ضرب ما تبقى من استقلالية مؤسسة الأزهر و دار الإفتاء. و محاربة مظاهر التدين و اضطهاد المتدينين ، و تشجيع الفسق و الفجور في وسائل الإعلام و غيرها ، و الإقرار القانوني بمختلف الجرائم التي حرمها الله سبحانه و تعالى .
ولهذا يري الشارع المصري إن مبارك ونظامه ارتكبوا هذه الجرائم ويجب محاسبته عليها
وكان من ضمن هذه الانتهاكات وأسباب اشتعال الثورة لإسقاط النظام (الحزب الحاكم ) التالي:
(نظام مبارك جرائم ومؤامرات بحق إنسانية المواطن المصري)
مبررات الشعب المصري للثورة ضد نظام مبارك.
• أولاً:فساد النظام الذي برئاسة مبارك منذ ثلاثين عام.
العنصر الأول إن نظام مبارك هو نظام فاسد دكتاتوري سيطرة علي حرية وحياة الشعب المصري منذ ثلاثين عام وكان له تأثير سلبي علي الشعب المصري منها.
أولاً:تخلف وتراجع مصر في قطاعي الصناعة والزراعة حيث تعتبر جمهورية مصر العربية من اقل الدول المصنعة والمنتجة للأدوات الصناعية في العالم وحتى في الشرق الأوسط وبالمقابل أصبحت مصر من اكبر وأكثر الدول المستوردة للمواد الغذائية في العالم حيت بلغ مجموع الواردات المصرية أكثر من 83% ومعظم استيرادها من المواد الغذائية وخاصة القمح وبالتالي انعدام الاكتفاء الذاتي في قطعي الصناعة والزراعة .
ثانياً تدني قيمة الجنيه المصري حيث وصل إلي ادني مستوي له مقابل قيمة العملات العالمية والدولية الاخري في العالم والشرق الأوسط.
ثالثاَ: عقد اتفاقيات مجحفة بحق الاقتصاد المصري منها تصدير المواد الصناعية(الخام) والبترولية بأثمان تقل بكثير عن الأسعار العالمية حيث تصدر الحكومة المصرية الغاز الطبيعي لإسرائيل في فلسطين المحتلة والتي تسد ما يقارب40 % من حاجة إسرائيل للغاز الطبيعي في المقابل تخسر مصر سنوياً 3 مليارات دولار و ذلك من اجل التطبيع مع إسرائيل .
رابعا: انتشار الأمية في جمهورية مصر العربية بين المواطنين بسبب سياسة التجهيل التي تتبعها الحكومة ضد الشعب(انتشار الفقر) حيث تعتبر مصر من أكثر دول العالم التي تنتشر فيها الأمية حيث بلغت نسبة الأمية 72%.
خامسا:تدني مستوي دخل المواطن المصري حيث صنفت مصر ضمن الدول ذات الدخل الفردي المنخفض والمتدني في العالم مما أدي إلي انعدام الرفاهية للمواطن المصري .
ثامناً: انتشار الفقر والبطالة حيث بلغت نسبة البطالة بين الشاب المصري ما يقارب ال77% من مجموع الشاب المصري القادر علي العمل .
سادسا: عملت الحكومة المصرية منذ وجودها قبل ثلاثين عاما علي قتل وإجهاض دورها السياسي والاقتصادي وحتى العسكري بين دول العالم وخاصة في القضايا المحورية والجوهرية في العالم والشرق الأوسط(الدول العربية ).
• ثانياً: قمعية النظام.
والعنصر الثاني هو أن نظام حسني مبارك هو أكثر الأنظمة في العالم الإسلامي والعربي قمعا لشعبه.
أولا : استخدام قانون الطوارئ والذي بموجبه عاني منه الكثير من المصرين طيلة ثلاثين عام الماضية والذي لطالما أذاقهم ويلات الفقر والعذاب .
ثانيا : فقد الشعب المصري أكثر من 6547 مصرياَ وهم من مفقودي المصير معظمهم من معارضي سياسات الحزب الحاكم و تورط النظام بمحاكمة عدد من معارضه في المحاكم العسكرية وقتل عدد أخر منهم بحجة ارتكاب جرائم أو تهديد امن الدولة أو ما شابه .
ثالثا : إنشاء عدة سجون الاعتقال المعارضين السياسيين والذين يتهمونهم بالراديكالية أو الجذرية (radicalism) :وهو مذهب الأحرار المتطرفين الذين يطالبون بالإصلاحات الجذرية ولا يقبلون التدرج وذلك لتحسين الأحوال الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للمجتمع. وتتهم معارضيها بهذا اللقب وخاصة جماعة الإخوان المسلمين ومصطلح الراديكالية يطلق الآن على الجماعات المتطرفة والمتشددة في مبادئها وحكومة مبارك تقوم بقمع تلك الأحزاب لان وجود تلك الأحزاب السياسية يساعد جمهور الناخبين على تكوين أرائهم السياسية، وتعبئة وتنظيم الفئات الشعبية وهذا لا يصلح مع حكومة دكتاتورية تسلطية .
وكان ومن أشهر تلك المعتقلات معتقل(أبو زعبل ) والذي يمارس فيه ضد السجناء كافة الانتهاكات النفسية والجسدية وللأخلاقية .
رابعا:التضييق علي الإعلام وقمعه في شتي المجالات في الجمهورية بالإضافة إلي احتكار إعلام الدولة لصالح الحزب الحاكم ومحاولة تشويه صورة المعارضة عبر وسائل الإعلام التابعة للحزب الوطني.
خامسا: تورط الحكومة المصرية خلال فترة تولي مبارك للسلطة بتزوير الانتخابات التشريعية في مجلسي الشعب والشورى واستخدام الترهيب والترغيب ضد للمعارضة وبعض السياسيين والعسكريين وحتى أبناء الشعب والقيام برشوتهم ووعدهم بتولي بعض المناصب في الدولة.
• ثالثاً:وحشية مبارك وحكومته.
والعنصر الثالث هو أن حسني مبارك أيضا رجل وحشي يكرهه شعبه ومعارضيه من حوله.
أوتوقراطية نظام مبارك :
وهو مصطلح يطلق على الحكومة التي يرأسها شخص واحد، أو جماعة، أو حزب، لا يتقيد بدستور أو قانون، ويتمثل هذا الحكم في الاستبداد في إطلاق سلطات الفرد أو الحزب، وتوجد الأوتوقراطية في الأحزاب الفاشية أو الشبيهة بها، والأوتوقراطي هو الذي يحكم حكمًا مطلقًا ويقرر السياسة دون أية مساهمة من الجماعة، وتختلف الأوتوقراطية عن الديكتاتورية من حيث أن السلطة في الأوتوقراطية تخضع لولاء الرعية، بينما في الدكتاتورية فإن المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف وحده.
وحكومة مبارك تمثل الاوليجاركية أو الاوليغارشية وهي حكم الأقلية المتعصبة
أي أن تقوم أقلية ما (عرقية أو دينية أو اثنيه أو طائفية) باستلام مقاليد الحكم و السلطة في الجيش و الدولة
و تختلف الاوليغاركية عن الأوتوقراطية (حكم الفرد الواحد ) انه في الاوليغارشية يكون مجلس الملة أو تجمع كبار الطائفة أو الأقلية هم من يكون في يدهم القرار السياسي
بينما في الأوتوقراطية يكون القرار في يد شخص واحد وهو يمثل حسني مبارك بنظامه الدكتاتوري
أولا:انتشار عدد من الجرائم الجنائية والأخلاقية بحقوق عدد من المواطنين المصرين تحت حماية وغطاء الحزب الوطني الحاكم لان معظم منفذي تلك الجرائم أعضاء وقادة سياسيين وعسكريين من الحزب وعدم مقدرة المواطن المصري الوصول بشكواه إلي المحاكم خوفاً من قتله أو اعتقاله(إتباع النظام المصري بقيادة مبارك ضد الشعب الميكافيلية : النفعية . " أي الغاية تسوغ الوسيلة " ..
ثانيا :تشرد عدد كبير جدا من المصرين الفقراء بسبب الفقر وانعدام سبل العيش و العمل والبطالة حيث بلغ عدد المشردين في مصر من الشباب والشابات والأطفال أكثر من 700 ألف مصري يبيتون ويسكنون في أماكن غير صالحة للعيش منها بعض المقاهي والمقابر والأسواق ويعيشون ويقتاتون علي التسول وبعض الأعمال الشاقة و المتدنية الأجور وهي إتباع الحكومة المصرية الشمشونية ضد الشعب : أي تعميم الشر ." (علي الحكومة والشعب معا) .
ثالثا: انتشار الفساد للأخلاقي في الأماكن السياحية وممارسة بعض الأعمال المنافية للأخلاق والدين في معظم المدن السياحية المصرية ومنها مدينة شرم الشيخ والإسكندرية وشارع الهرم وبعض الفنادق المرخصة ورفضت الحكومة المصرية التعامل مع تلك المخالفات الأخلاقية لإجلاء هذا الفساد بحجة أنها تساعد في نمو الاقتصاد المصري وهي تسعي إلي تنشيط القطاع السياحي في مصر.
رابعا : استجابة الحكومة المصرية للمطالب الاسرائيلية بحصار غزة وتضيق الخناق علي حماس في القطاع بحجة محاربة الإرهاب مما أدي إلي انتشار الفقر والبطالة في القطاع علي أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني .
رابعاً:اعتماد مبارك على الأقارب والأصدقاء في الحكم.
والعنصر الرابع أن حسني مبارك لا يستند في حكمه إلا على حفنة من الأقارب والأنصار، ولا يمثل حكمه سوى حكم أقلية اجتماعية أو أثنية ضئيلة وهو يمثل وأولغارطية النظام أي حكم عصبة صغيرة من الأفراد المستنفذين في السلطة علي حساب باقي الشعب والمعارضة .
أولا: اقتصار توزيع معظم الثروات ومقدرات الشعب المصري علي فئة قليلة جدا من أبناء الشعب المصري تقدر ب3% وجلهم من رجال أعمال وقادة من الحزب الوطني الحاكم وبالمقابل انتشار الفقر بين أكثر من 82% من المواطنين المصرين وهذا أن دل فانه يدل علي باوتوقراطية الحزب الوطني الحاكم إي حكم الأثرياء منهم فقط ,دون الطبقة المتوسطة أو الفقيرة بالإضافة إلي حكم المسنين وإجهاض محاولة حكم العنصر الشاب في نظام الحكم في مصر وهو ما بات يعرف ب جيرونتقراطية النظام أي حكم المُسنّين دون غيرهم من فئات الشباب .
ثانيا : قيام الرئيس المصري محمد حسني مبارك بالسيطرة علي بعض ثروات وأملاك البلاد تقدر بالملاين والمليارات في البنوك الدولية والغربية السرية وتشغيل بعض تلك الأموال في بعض الفنادق والأبراج الراقية في بعض الدول الغربية و الشرق أسيوية وفي مقابل ذلك انتشار الفقر والبطالة والتشرد بين أبناء الشعب المصري .
--
كاتب المقال
خبير في القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية
ورئيس تحرير جريدة صوت المصريين الالكترونية
وعضو الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية
محمول 0124121902
الدكتور عادل عامر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.