ويتواصل المشوار الثوري وفعلها المصريون، سقط الطاغوت وارتفعت مصر، يوم من أيام الله الخالدة، إرادة شعب تتحقق، زحفت مصر بكل طوائفها، قالت للإستبداد لا، قالت للقهر لا، قالت نحن هنا، ثمانية عشر يوما وميدان التحرير بقاهرة المعز لم يفرغ، ملايين رفضت الخنوع والانسحاب، جيل جديد يتحرك ليكتب على ورق مقوى قصة نهاية عهد وسقوط طاغية وبداية مستقبل واعد على أكثر من باب. إن مصر اليوم وهي أم الدنيا، مجازا في الأمس وحقيقة يلمسها القريب والبعيد اليوم، تحمل مع تونس آمالا عريضة وبابا مفتوحا على مصراعيه لكل الشعوب العربية، إن السؤال الجميل الذي يفرض نفسه اليوم هو: من التالي. لقد أصبح يوم الجمعة كابوسا يرهبه الطغاة والمستبدون، أيام خالدة تتوالى على هذا الشعب العربي العظيم من محيطه إلى خليجه، شعوب أرادت في لحظة تاريخية الحياة فاستجاب لها القدر. إن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي وهو يتابع بكل فرح وإعجاب وتقدير هذه الثورة المباركة، فإنه : - ينحني إجلالا لأرواح شهداء الأمة الذين دفعوا بدمائهم الزكية من أجل استعادة كرامة الوطن. - يهنئ شعب مصر الكبير وشبابه الواعي على هذا اإنجاز الرائع الذي له ما بعده في مستوى التغييرات الداخلية والإقليمة والدولية. - يدعو الشعب المصري بكل فئاته من مسلمين وأقباط إلى التماسك والتضامن والتكاتف، فالوطن واحد والهم واحد والعدو واحد. - ينبّه كل الأطراف من نخبة وعامة إلى الحذر من الالتفاف على ثورتهم ويدعوهم إلى التشبث بمطالبهم حتى لا يقع التفويت في دماء الشهداء بثمن بخس، فالاستبداد لا يزال رابضا بالباب تحميه مصالح وأجندات وأطماع داخلية وخارجية. إن كابوسا رهيبا قد رفع ولا شك عن شعب مصر، ونظاما بوليسيا قد هوى، ولكن تحديات اللحظة والمستقبل لا تزال قائمة، وإن ثقتنا في شباب مصر الحبيبة وأهلها الطيبون من كل الطوائف، يجعلنا نأمل بمستقبل واعد لمصر وللعالم العربي والإسلامي في ظل ديمقراطية سليمة وإطار من الحرية من أجل كرامة الإنسان مهما شرقت أو غربت سفينته. هنيئا لمصر مجددا، هنيئا لشعبها، هنيئا لتونس ففرحتها مضاعفة، هنيئا للأمة فقد بدأت خيوط عالميتها الثانية تنسج على نار هادئة. اللقاء الإصلاحي الديمقراطي عن المكتب السياسي د.خالد الطراولي تونس 11 فبراير 2011