انتقدت وزارة الخارجية التونسية، في بيان موقف الولاياتالمتحدة من الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي أعلنت نتائجها الاثنين، وفاز فيها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. كما شجبت شخصيات تونسية وعربية محاولة التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي لدول عربية، وانتقدت "القلق المصطنع مما تسميه واشنطن الأوضاع السياسية والحقوقية في العالم العربي بينما تساند اسرائيل بقوة وتمنع بكل الطرق حتى مجرد إدانتها في جرائم بيّنة بحق الفلسطينيين أثبتها محققون غربيون، بل يهود". وقال مصدر مأذون بوزارة الشؤون الخارجية التونسية في البيان: "خلافا لما ورد في هذا التصريح "الأمريكي" من أن الحكومة التونسية لم ترخص لأي ملاحظين مستقلين بمتابعة الانتخابات، فإنها تؤكد على أن هذا الاستحقاق الوطني الهام قد واكبته 31 شخصية مستقلة وذات مصداقية". وأوضح أن هذه الشخصيات تراوحت بين "وزراء وبرلمانيين وسفراء سابقين وممثلين عن المجتمع المدني من 23 دولة، على غرار فرنسا وإيطاليا والنمسا وبريطانيا والبرتغال ومالطا وروسياواليابان وتركيا والمغرب والجزائر ومصر، فضلا عن بعثة مفوضية الاتحاد الإفريقي". وأضاف: "تابعت هذه الشخصيات، بالإضافة لأعضاء المرصد الوطني للانتخابات المتكون من شخصيات تونسية مستقلة ومحايدة إلى جانب ممثلي مختلف الأحزاب السياسية التونسية المشاركة في الانتخابات، سير العملية الانتخابية في مختلف مراحلها بكل حرية وشفافية مع توفر كل التسهيلات". وتابع المصدر: "أجمع هؤلاء الملاحظون في عديد من التصريحات لوسائل الإعلام العربية والأجنبية على سلامة العملية الانتخابية وشفافيتها، انطلاقا من معاينتهم الميدانية المباشرة لأطوار إجرائها ومواكبتهم لعمليات الاقتراع في العديد من المكاتب التي زاروها بمناطق مختلفة من الجمهورية التونسية". وأوضح قائلا: "تمثل هذه المحطة الانتخابية طورا جديدا على صعيد تعزيز المسار التعددي الديمقراطي في تونس، وتجذّر قيم المواطنة، مثلما برهن عليه الشعب التونسي بإقباله المكثف على صناديق الاقتراع واختياره الحر.. كما أكدت الإرادة السياسية الثابتة لترسيخ هذا المسار". ونظمت تونس الأحد انتخابات رئاسية وتشريعية، فاز فيها الرئيس بن علي بحصوله على نسبة 62ر89 بالمئة من أصوات الناخبين، وحزبه، حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، الذي حصل على نسبة 75 في المئة من مقاعد البرلمان الجديد. كما بلغت نسبة المشاركة والاقبال على صناديق الاقتراع مستوى عاليا بيّن مدى شعبية هذا الاستحقاق حيث سجلت نسبة اقبال قاربت التسعين بالمئة. ويأتي رد السلطات التونسية اثر تصريح للخارجية الامريكية اعربت فيه عما أسمته "قلق واشنطن من غياب الملاحظين الدوليين على الانتخابات"!.. وقال المصدر بالخارجية التونسية ان " شخصيات بالاضافة لاعضاء المرصد الوطني للانتخابات وممثلي مختلف الاحزاب السياسية المشاركة تابعت سير العملية الانتخابية في مختلف مراحلها بكل حرية وشفافية مع توفر كل التسهيلات". ومن الملاحظين الذين ذكرت اسماؤهم سعيدة بن حبيليس "الجزائر" وودودة بدران "مصر" وانطوان عقل "لبنان" وعبد الله باك علي "المغرب" وادموند جوف واندريه ديكوك "فرنسا" وغايتانا باتشي "ايطاليا" وبافل سركيسوف "روسيا" وياسو واكي اونو "اليابان". كما شملت بعثة من الاتحاد الافريقي تضم بنجامين بونكولو "الكونغو" وسيماون كبايدوم " تشاد" ودالو قبوقبرى "ساحل العاج" والطاهري محمد الطاهر " ليبيا"، بحسب المصدر ذاته. وكان وزير الداخلية التونسي رفيق بلحاج قاسم قال في وقت سابق ان الانتخابات كانت شفافة ولم تسجل اي اعتراضات جوهرية. وهوّن ملاحظون من شأن الانتقاد الأمريكي للانتخابات الأمريكية وصنّفوه ضمن خانة "عادة متوارثة لدى الادارات الأمريكية المتعاقبة لتقزيم التجارب الديمقراطية الخصوصية في دول تحرص على استقلالية قرارها السياسي مثل تونس وتعمل على تفصيل نموذجها في التنمية السياسية على مقاس حاجات شعبها". وقد أثنت أطراف دولية وعربية كثيرة على طريقة سير الانتخابات التونسية الأخيرة، واعتبرت أنها "تعكس مناخ التعددية المتنامي في تونس" وقالت إن نتائجها "تعكس حقيقة ميزان القوى السياسية في البلاد وأنها أعطت الفوز للأجدر والأوضح برامج وإنجازات".