أيها الأخوة والأخوات الأحباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب إليكم لأُخبركم بما وصل إلي من معلومات بأن المجلس العسكري لا يتحرك لتلبية مطالب الشعب وإنما يعمل كشريك في مؤامرة تحاك من أعضاء الحزب الوطني المنحل بقيادة جمال مبارك وعمر سليمان وزكريا عزمي وآخرين وتحت حماية المجلس العسكري الحاكم لقرصنة الثورة الشعبية، وبدعم من إسرائيل والمخابرات الأمريكية. ولهذا أبقى الحاكم العسكري على الحكومة المصرية التي عينها مبارك قبل التنحي، بل ودعمها بكل وسائل الإعلام الحكومية والتي مازالت تنفذ أوامر الحزب الوطني المنحل حتى في مدفوعات صناديق الولاء السياسي. هذا وقد تبين لنا أن المدعي العام (الذي مازال يخدم الحزب الوطني) قد أفرج عن الكثيرين ممن قد أُعِلن إنهم مطلوبون أو موقوفون ومنهم وزير الإسكان السابق. وأرى أن المجلس العسكري ينوي إما تسويف مطالب الشعب الرئيسية، ولو منحهم بعضها كي يُسكِتَهم، ويُسَوف في الحِراك الثوري حتى تنطفيء الثورة ثم إرجاع النظام على ما كان عليه، أو يمضي في تغييب الشعب والتلاعب عليه مرة بالتهديد وأخرى بالعاطفة، ثم مفاجأتهم بالواقع ومن ثم لا يكون للشعب خيار إلا الدخول في ملحمة مع الجيش لا يعلم مغبتها إلا الله. وبالطبع سوف يحاول الحزب الوطني المُعَدَل أن ينتقي ويختطف بعض من الشخصيات الثورية للإلتحاق بحزبه والإنتفاع من البلايين المسروقة، كي يُحدثوا البلابل ويوقعوا الفتن بين صفوف الثوار، وهذا أمرغير مستبعد على هؤلاء الثعالب. ولكنني أعتقد بأن الأشراف من شباب ورجال الثورة لن ينصاعوا لمثل هذه الخِدَع، ولن ينخدعوا لألاعيب هذه العصابة. وعلينا الآن إما أن نُعِد لمواجهة هذه الخيانة، وهي ليست الأولى، بأن نستقطب بعض العناصر الشريفة في الجيش والشرطة لتكون حماية تأمينية للمطالب الشعبية الجديدة: - تكوين لجنة من الشرفاء المدنيين لإدارة وتسيير شؤون البلاد فوراً - تكوين لجنة فورية من القضاة لتطهير البلد من فلول الحزب الوطني وأعوانه، ووضعهم تحت الحراسة الجبرية وإرجاع المسروقات - التظاهر بقوة وسحب السلطة من الجيش بالحسنى وإستبدال القيادات القديمة بغيرها من الضباط الشرفاء الجدد - إنتخاب رئيس مؤقت للبلاد، وإجراء إنتخابات عاجلة لمجلس الشعب - تطهير الإدارات الحكومية والمحافظات والمحليات من التعيينات الحزبية القديمة - محاولة إرجاع البلاد للعمل حتى نتفادى المزيد من الخسائر أرى أن هذه الخطوة هي أصعب وأشق من البداية التي نجحت في إخراج مبارك من الحكم، ولكن أُعيد تحذيري للشباب المصري المخلص بأن لمثل هذا الثعبان الخبيث أكثر من رأس، وأن رؤوسه كلها سمية وقاتلة، وأن الثورة لا يجب أن تسكن حتى تقضي تماماً على حياة هذا الكائن الفاسد. والله إنني الآن أُصدق مقولة أحد الأخوة المخلصين الذي تساءَل عن إمكانية أن هؤلاء المجرمون لم يُخلقوا من طين بل خُلِقوا من النار. فلا تنخَدِعوا أيها الأخوة ولا تسكنوا حتى تُنهوا هذه المرحلة وتنجزوا أهداف الثورة المجيدة، واحذروا رجوع الأفعى للإنتقام من مقتل رفيقها، فهي قد تقاتل بشراسة، ولو أنني أثق تماماً بالله وبقدرته في أن يُعيننا في هذه المرحلة الحاسمة. ولندع الله جميعاً مثلما دعوناه بعد صلاة الجمعة التي خرج فيها مبارك، فهو مجيب الدعاء وهو على كل شيءٍ قدير. أسامة القاضي