المجلس الوطني لحماية الثورة.....تشريفا للشعب التونسي و آلية لمقاومة سرّاق ثورته طارق العبيدي الإنتقال من مرحلة إلى أخرى يتطلّب آليات وقتيّة تشرف على عمليّة الإنتقال المنشودة و تكون رقيبا لها.......و الثورة التونسيّة التي قامت من أجل القطع مع النظام الإستبدادي و إنشاء نظام ديمقراطي......أسقطت فقط رأس النظام الإستبدادي و بقيت تطالب ببقيّة الأهداف.....فكيف لها أن تستكمل بقيّة أهدافها......بواسطة ممثّليها الطبيعيين و ليس بواسطة بقايا النظام السابق.....المحامون و إتحاد الشغل هم أبرز مؤطّري الثورة و ممثّليها الحقيقيين(هذه حقيقة يشعر بها أغلب الشعب و لا فائدة من تهميشها و القول بأنّ كلّ تمثيل لا يكون إلاّ بالإنتخاب).....و المنظّمات و الجمعيّيات كما الأحزاب التي ألتحقت بمبادرة الهيئة الوطنيّة للمحامين بمجلس حماية الثورة تكون قد ألتحقت بالركب المنطقي الذي يحمل طموحات الثورة.....أمّا من يلتحق بالغنّوشي و بقايا نظام بن علي و يصرّ على العمل بدستوره و برلمانه و مستشاريه و بلديّاته فهو يستحقّ أن يقال عنه سارق ثورة.......و الحديث عن فصل السلط في الفترات الإنتقالية هو حديث غوغائي......لأنّ فصل السلط هدفا للمرحلة الإنتقالية و ليس وسيلتها......رجاء أحترموا الحتميّات التاريخيّة لكلّ الثورات......كلّ الثورات عبر التاريخ توّجت بمجلس لحامية ثورتها.....ألتحقوا به و لا تخافوا شعوبكم و تاريخ شعوبكم و عقائد شعوبكم فهي قادرة على ما لا يقدر عليه الشخص الواحد و الحزب الواحد و الرأي الواحد و الوصيّ الواحد......الشعب شرّفنا بثورة أسقطت نظام بن علي في أقل من شهر، و لم يستطع السياسيون و الحقوقيون و الصحافيون أسقاطه لأزيد من عقدين....فلماذا لا نردّ الجميل و نشرّفه بمجلس لحماية ثورته.....أمّ أنّ وصاية الشّابي و إبراهيم و غيرهما على الشعب و تحالفهما مع بقايا النظام السايق هو تشريفا للشعب.......لا ترتكبوا خطايا الحبيب بورقيبة عندما نصّب نفسه وصيّا على الشعب و سخر من عقائده فأنتهت وصايته بكارثة بيئيّة أسمها بن علي......فكوّا عنّا و عنكم و أقطعوا مع فكرة الرجل الواحد و الرأي الواحد و الشعب القطيع فهي لا تليق بالوطنيين الأحرار اللذين لا يخافون من الشعب بقدر ما يخافون عليه......أفضّل الرّهان على هذا الشعب بطمّه و طميمه بعاداته و خرافاته......و لا أراهن على بقايا نظام جاهل فاسد أنتهازيّ كان أشبه بالماخور منه بنظام حكم......أفضّل الرّهان على مجلس تأسيسي منتخب و لا أراهن على رأي شخص واحد أحد أسمه عيّاض بن عاشور يخاف من الشعب و لا يخاف عليه......أفضّل كلّ ذلك لأنّني لا أستطيع التفكير بأن الشعب الفرنسي و الفكر الفرنسي يمكن أستنساخه في وطن أسمه تونس..... و لكنّني مؤمن بأن هذا الشعب التونسي الجميل الذي أنجب عبد الرحمان بن خلدون و أبو القاسم الشابّي يمكنه أن يستنسخهما أثنا عشر مليون مرّة متى نعم بمعنويّات نجاح ثورته......أنا أفكّر بهذه الطريقة لأنّني لا أشعر بأنني سائح فرنسي في وطني تونس. طارق العبيدي