الملحق الاجتماعي بمنتريال السيد محمد بن خلفة في حوار جرئ وحصري " من نصّبوا أنفسهم أوصياءا على الثورة هم خائفون منها لا عليها... " " لو طبقنا تعاليم ديننا الحنيف لما بقي بيننا محتاج أو جائع " " الأولية هي وضع دستور جديد تتولاّه جمعيّة وطنيّة تأسيسيّة منتخبة انتخابا عامّا حرّا مباشرا" " انتبهوا فالوعود التي يتمّ إيهامنا بها بتعديل هذا الدّستور إثر تنظيم انتخابات رئاسيّة وتشريعيّة سوف تحكمها تجاذبات حزبيّة وتحالفات ضيقة ..." " لم يتم بعد تغيير المناشير الإدارية البالية المعتمدة في الإنتخابات " " هكذا كان النظام القديم يقصي عددا من التونسيين من القائمة الانتخابية ... ويعلن عن نسب مشاركة مرتفعة لا تعكس الواقع "
بعد شهر على الثورة التي اطاحت بالنظام السابق كيف ينظر محمد بن خلفة الملحق الاجتماعي إلى مستقبل تونس ؟ مستقبل تونس بيد الشباب لذا وجب على الشباب أن يظل يقضا ولا يترك الثورة تسرق منه... فهناك من يريد سرقة هذه الثورة حيث تسعى عناصر إلى الالتفاف عليها، لذا يجب أن يظل الشباب مجندا وان يرشح من صلبه وجوها جديدة، وتونس تزخر بأصحاب الكفاءات. من حقّ الشباب التّونسي وحده - لأنّه هو الذي أطاح بمفرده بديكتاتورية من أبشع الأنظمة استبدادا - أن يختار من ينوبه، ولا حقّ لأي كان أن يدّعي شرف تمثيل الثورة أو ينصّب نفسه وصيّا عليها، فمن نصّبوا أنفسهم أوصياءا على الثورة هم خائفون منها لا عليها. إنّ الوضع الذي نعيشه اليوم يشبه في بعض تفاصيله الوضع الذي عاشه الشعب التونسي إثر إستقلال البلاد (إلى حدود سنة 1957)، وأوّل حقوق التونسيين في هذه الفترة بعد نيل إستقلالهم الفعلي هو وضع دستور جديد تتولاّه جمعيّة وطنيّة تأسيسيّة منتخبة انتخابا عامّا حرّا مباشرا سرّيا من قبل الأحزاب والجمعيات والمنظمات الوطنية (على غرار المجلس القومي التأسيسي في ذلك الوقت). فانتخابات رئاسية في ظلّ دستور فقد عذريته و لم يؤدّ إلاّ إلى الاستبداد وقمع الحرّيات هو استخفاف بإرادة الشباب التّونسيّ، وأمّا الوعود التي يتمّ إيهامنا بها بتعديل هذا الدّستور إثر تنظيم انتخابات رئاسيّة وتشريعيّة فسوف تحكمها تجاذبات حزبيّة وتحالفات ضيقة وتغلب فيها مصالح الأقليات. باعتبار عملك في المجال الاجتماعي، كيف يمكن تجاوز الوضع الراهن لا سيّما ما يتعلق بحالات الفقر والخصاصة في البلاد؟ لو طبقنا تعاليم ديننا الحنيف لما بقي بيننا محتاج أو جائع ولما اضطرت امرأة (في مدينة المنستير) أن تحرق نفسها لأنها لم تجد دواء لزوجها المريض. إن الخروج من هذا الوضع الذي تعيشه بلادنا، يقتضي الرجوع إلى قيمنا العربية والإسلامية الحقيقية، قيم التكاتف والتآزر والتضامن الصحيح و التلقائي ولسنا بحاجة للجوء للمؤسسات والصناديق التي يحكمها مسؤولين مشبوهين. هل من مجال اليوم للثقة في انتخابات حرّة وشفافة خلال الأشهر القادمة ؟ كلّ شيء جائز لذا وجب علينا الانتباه لحماية الثورة والوصول بها إلى شاطئ الأمان، فالثورة لم تقم لإسقاط بن علي فقط بل للقضاء على الدكتاتورية والظلم وكل أنواع الفساد. ماهي نصيحتك للجالية التونسية بمنتريال ؟ يجب عليكم التسجيل بالقائمات الانتخابية حال صدور الإعلان عن ذلك، فالتسجيل بمصالح القنصلية أو حيازة هوية تونسية وحده غير كاف لممارسة حق الانتخاب إذا لم يتم تغيير المناشير الإدارية البالية المعتمدة في هذا الإطار. فهذه الطريقة الخبيثة التي استعملها النظام القديم كان الهدف منها إقصاء عدد من التونسيين من القائمة الانتخابية والإعلان عن نسب مشاركة مرتفعة لا تعكس الواقع، فالمسجلين بالقائمات الانتخابية لا يمثلون إلا نسبة قليلة من التونسيين الذين لهم الحق في الانتخاب. كلمة أخيرة؟ أريد أن أؤكد للتونسيين المقيمين بمونتريال وخاصة ممن ليس لهم تواصل مع العاملين بمختلف البعثات التونسية بكندا، أن الإداريين العاملين بهذه البعثات هم جزء من الشعب، وأن العديد منهم وعائلاتهم عانوا لسنوات من ظلم وإستبداد النظام السابق، وأنهم في الأخير ليسوا بأصحاب قرار أو مسؤوليات سياسية، فهم فنيون وإداريون فالملحق الاجتماعي هو أخصائي في العمل الاجتماعي ومستشار للمصالح العمومية خريج المدرسة الوطنية للإدارة، ورئيس البعثة الجامعية أستاذ جامعي وممثل الديوان الوطني للسياحة أخصائي في المجال، والمحاسب العمومي بالقنصلية أصيل وزارة المالية ونائب القنصل ديبلوماسي أصيل وزارة الشؤون الخارجية. كما أريد أن أستغل هذا اللقاء للتأكيد على أن الفضاء الاجتماعي الكائن بChemin Queen Mary هو فضاء على ملك وزارة الشؤون الاجتماعية، وهو مفتوح أمام جميع التونسيين مهما كانت إنتماءاتهم وهو ما أكدته في عديد المناسبات سواء أمام الجميع أو من خلال إتصالي وحديثي مع بعض المسؤولين في Collectif de solidarité au Canada avec les luttes sociales en Tunisie ، أو مع جمعيات مستقلة على غرار Ma Tunisie وذلك دون إنتظار تعليمات من أحد إيمانا مني أنّه لا خوف بعد اليوم. وأود أيضا أن أؤكّد أن إدارة الفضاء مسؤولة فقط على الأنشطة الموجهة للأجيال الجديدة للهجرة على غرار برنامج تعليم اللغة العربية و"الكتّاب لحفظ القرآن" ونادي الموسيقى وليست مسؤولة عن محتوى ومضمون التظاهرات التي تنظمها الجمعيات -سواء قبل الثورة أو بعدها- مهما كان موضوعها، فنحن مسؤولون فقط عن توفير الفضاء لاحتضان أنشطة الجمعيات التونسية . وأكرر الدعوة لجميع الجمعيات التي ترغب في تنظيم أنشطتها بالفضاء بتوجيه مراسلة قبل أسبوع على عنوان الفضاء Montréal H3V1H8 3535 Chemin Queen Mary suite 410 M، أو عن طريق البريد الالكتروني : [email protected] أو الاتصال مباشرة بمدير الفضاء على الأرقام: 514-735-7660 أو 514-844-6909 أو 514-843-4114 حاوره: محمد الجلاصي