وقف وزراء عرب دقيقة صمتا على روح المحتجين الذين قتلوا بينما كانوا يتظاهرون ضد الحكومات في انحاء المنطقة وذلك خلال اجتماع اليوم الاربعاء ضخ حياة جديدة في الجامعة العربية التي تحتضر. وقال الامين العام للجامعة عمر موسى للمسؤولين الذين يمثلون بعض الحكام الذين خرج المحتجون الى الشوارع للشكوى منهم "هذا هو الاجتماع هو الاول في العصر الجديد.. عصر الثورة التي يتوجب علي بقدر ما اترحم على شهدائنا في تونس ومصر وليبيا وغيرها ان احيي ثورة تونس واحيي ثورة مصر واحي كل ثورة تتطلع الى الحرية والى السلام". واضاف موسى الذي اعلن انه سيترشح لانتخابات الرئاسة المصرية التي اطيح منها حسني مبارك الشهر الماضي بعد 30 عاما من الحكم الحديدي ان "الامة العربية انتصرت على ذاتها.. شعوبنا الان سوف تقف بكل حزم في مواجهة اي طغيان يفرض عليها واقعا مؤلما مرفوضا بل مهينا". وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي كان حتى اسابيع قليلة مضت يعمل تحت قيادة مبارك ان الانتفاضة المصرية التي استمرت 18 يوما هي اروع ثورات التاريخ. وعمل موسى نفسه كوزير خارجية في عهد مبارك قبل ان يتولى دوره في الجامعة العربية عام 2001. وقال وزير عماني يمثل حكومة لا تزال تواجه احتجاجات ان الاجتماع هو اول لقاء في عصر النهضة العربية الجديدة. وتحدث عن زلزال وتغيير يحدثه الشبان في بلده. وكانت آخر مرة يلتقي فيها المسؤولون العرب على المستوى الوزاري عندما اطيح بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد لفترة طويلة في انتفاضة فجرت احتجاجات حاشدة في انحاء المنطقة التي يحكمها منذ عقود نفس الملوك والرؤساء. واثار التمرد في تونس احتجاجات تجتاح منذ ذلك الحين دولا من البحرين الى الجزائر واطاحت بالرئيس المصري وتهدد حاليا بالاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي من الحكم المستمر منذ اربعة عقود. واضاف موسى "واعظم ما تم هو ان حاجز الخوف قد انكسر". وكان مقعد ليبيا خاليا. واشاد وزراء خارجية الجزائر والسودان وسوريا والاردن جميعهم بالشعوب العربية. وحث وزير خارجية العراق هوشيار زيباري المسؤولين العرب على التعلم من خبرة وتجربة بلاده في اعادة الاعمار بعدما اطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. وقال زيباري ان الاحتجاجات الاخيرة في العراق تدفعها مظالم اجتماعية واقتصادية وليس مظالم وشكاوى سياسية. واضاف زيباري في افتتاح الدورة رقم 135 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية "ان المرحلة الحالية التي تمر بها منظومة العمل العربي مرحلة مهمة ومفصلية في مسيرتها حيث تقف امام اكبر امتحان بتاريخها في مواجهة المستجدات والاحداث الخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية". وتابع بقوله "إن الديمقراطية ومؤسساتها والتداول السلمي للسلطة واطلاق الحريات العامة والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة هي الضامن الحقيقي لأي نظام يريد أن يحافظ على ثقة الجماهير وايمان الشعب به". ثم دعا المسؤولين الى قراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمتا على ارواح الشهداء في تونس ومصر وليبيا وعدد من الدول العربية التي سقط فيها شهداء من اجل الاصلاح والتغيير. "رويترز"