قالت مصادر ديبلوماسية عربية تشارك في الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب الاربعاء في القاهرة انه تم الاتفاق على تأجيل القمة العربية من نهاية اذار/مارس الى اخر ايار/مايو بسبب "التطورات الحالية في عدد من الدول العربية" في اشارة الى الانتفاضات الشعبية خصوصا في ليبيا. وكان من المقرر عقد القمة في 29 اذار/مارس المقبل في العاصمة العراقية بغداد. ويشهد العالم العربي تغييرات هامة منذ ان نجحت الثورة التونسية في اسقاط الرئيس زين العابدين بن علي والثورة المصرية في الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وتستمر في ليبيا حركة الاحتجاج واسعة النطاق التي بدأت في الخامس عشر من شباط/فبراير الماضي بهدف اسقاط نظام معمر القذافي. وبدأ وزراء الخارجية العرب بعد ظهر الاربعاء اعمال دورتهم العادية في القاهرة التي ستتركز على الاوضاع في ليبيا لكنها ستتطرق كذلك الى انعكاسات الانتفاضات الشعبية في هذا البلد وفي تونس ومصر على بقية الدول العربية. ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الوضع في ليبيا بأنه "مأساوي" على خلفية الحملة القمعية التي يواجه بها العقيد معمر القذافي المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامه. وقال موسى، في كلمته الافتتاحية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، إن "الوضع المأساوي في ليبيا لا يصح"، مضيفا ان "الشعب الليبي يعاني معاناة كبيرة، وهناك محاولات لوأد حركته نحو الحرية". وأضاف ان التطورات في ليبيا ستعرض "على مجلس الجامعة العربية لاتخاذ قرارات في هذا الصدد خصوصا بعد صدور قرار مجلس الأمن تحت مظلة الفصل السابع". وقال موسى إن هذا الاجتماع هو "الأول في عصر الثورات العربية التي يتوجب علينا أن نترحم على شهدائها، وخاصة أنها ثورات بيضاء لم تعتد على أحد بل اعتدي عليها". وأضاف "الشعوب لا تنسى من يعرض دماءها الغالية للسفك، كما ان شعوبنا ستتصدى لأي من يحاول أن يفرض عليها واقع خاطئ". واعتبر موسى أن اجتماع الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري هو الأخير له الذي يحضره كأمين عام ، مؤكدا أن عشر سنوات كافية تماما لإدارة الجامعة العربية بواسطة أمين عام بعينه . وكان موسى أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر المقررة خلال ستة أشهر، وهو ما دفع الى تفسير ذلك بانه سيستقيل من منصبه قبل في انتهاء ولايته على رأس الجامعة في مايو/أيار المقبل. وقال نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلى للصحفيين مساء الثلاثاء فى ختام اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين انه تم الاتفاق على مشروع قرار رفع الى الوزراء "يقضى برفض أى تدخل عسكرى أجنبي فى ليبيا". واضاف ان مشروع القرار "يتضمن فى الوقت نفسه التأكيد على وحدة وسلامة التراب الليبي والاسراع فى تقديم المساعدات للشعب الليبي والترحيب بها مع تشكيل لجنة لتقصي الحقائق". وكان مجلس الجامعة العربية قرر في اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين في 22 شباط/فبراير الماضي تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين. ورفع المندوبون الدائمون خلال الاجتماع نفسه توصية الى وزراء الخارجية العرب تدعوهم لدراسة تعليق عضوية ليبيا في الجامعة العربية.