غدا السبت.. الامين السعيدي يوقع "احبها بلا ذاكرة" بالمعرض الدولي للكتاب    لحظة اصطدام سيارة الوزير الصهيوني المتطرف بن غفير وانقلابها (فيديو)    أبطال إفريقيا: موعد مواجهتي الترجي الرياضي والأهلي المصري في النهائي القاري    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    حالة الطقس لهذه الليلة..    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طبيبة تونسية تفوز بجائزة أفضل بحث علمي في مسابقة أكاديمية الشّرق الأوسط للأطبّاء الشّبان    التعادل يحسم مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الليبي    بعد دعوته الى تحويل جربة لهونغ كونغ.. مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بنزرت: ضبط كافة الاستعدادات لإنطلاق اشغال إنجاز الجزء الثاني لجسر بنزرت الجديد مع بداية الصائفة    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا وجاري العمل على تسهيل النفاذ إلى هذه السوق    سيدي بوزيد: ورشة تكوينية لفائدة المكلفين بالطاقة في عدد من الإدارات والمنشآت العمومية    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة ويساعد على القيام بمهامهم دون التعرض الى خطايا مالية    تكوين 1780 إطارا تربويا في الطفولة في مجال الإسعافات الأولية منذ بداية العام الجاري    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    ''تيك توك'' يتعهد بالطعن أمام القضاء في قانون أميركي يهدد بحظره    القضاء التركي يصدر حكمه في حق منفّذة تفجير اسطنبول عام 2022    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    وزارة التجارة تقرّر التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    منوبة: الاحتفاظ بصاحب مستودع عشوائي من أجل الاحتكار والمضاربة    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    رقم قياسي جديد ينتظر الترجي في صورة الفوز على صن داونز    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا والثورات العربية: دعم ل «التغيير»... أم تأسيس ل «الشرق الأوسط الكبير»؟
نشر في الشروق يوم 21 - 03 - 2011

٭ ملف أعدّه في بيروت: النّوري الصّل
تونس الشروق :
يعيش الوطن العربي حراكا شعبيا لم يشهد مثيلا له من قبل... حراك انطلق من تونس بثورة شعبية مجيدة أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل أن تمتدّ أصداؤها الى مصر ومن ثمّ الى ليبيا والبحرين والى دول عربية أخرى مما أعاد الأمل الى الشعوب العربية قاطبة في التغيير والحريّة والديمقراطية بعد أن حرمت منها لعقود طويلة.
... لقد فتحت ثورة تونس أبواب التغيير على مصراعيها بعد أن توهّم الطغاة في لحظة من اللحظات أن قصورهم عصيّة على الخلع... وأثبتت تونس أن الإرادة حين تستعاد والكرامة حين تستردّ تحطم الأقفال الصدئة وتطيح «القلاع»... وتزيح عن وجوههم القناع...
...وتبدو هذه الثورات ماضية الى الأمام رافعة شعار «الشعب يريد...» في مشهد غير مألوف بدأت تتساقط فيه الأنظمة الواحد تلو الآخر... كحجارة الدومينو... ولكن في خضمّ هذه المشهد ثمّة أسئلة كبيرة تظلّ على واجهة الأحداث حول علاقة ما يجري بالمشروع الأمريكي الهادف الى بناء ما يسمّى «شرقا أوسط جديدا»... وتستمدّ هذا الاسئلة وجاهتها من اعتبارات عدّة منها فشل حلفاء أمريكا من الحكّام العرب في «التسويق» لهذا المشروع وبالتالي اضطرت لانقاذ مشروعها هذا الى «رفع الغطاء» عن هؤلاء الحكام الذين استهلكوا ولم يعد لديهم في رأيها ما بامكانهم تقديمه من أجل المضيّ قدما في إعادة تشكيل خريطة المنطقة وفق ما يتناغم مع الرؤية الامريكية... كذلك من بين الاعتبارات الاخرى «التهليل» الكبير الذي قوبلت به الثورات العربية والذي وصل حدّ مطالبة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بالتنحّي فورا والتهديد بتدخل عسكري في ليبيا من أجل الاطاحة بالعقيد معمر القذافي...
وفي مثل هذا الموقف وغيره من المواقف الاخرى التي عبرت عنها واشنطن على لسان عدد من مسؤوليها فضلا عن الزيارات الامريكية المكوكية الى دول المنطقة التي شهدت ثورات ما يدعو في واقع الأمر الى التوجّس من طبيعة ما يطبخ للثورات العربية.
«الشروق» التقت مؤخرا عددا من المفكّرين في لبنان وأعدّت الملف التالي.
كمال شاتيلا: «فتّش» عن «الفوضى الخلاّقة»...
تونس الشروق :
أكّد الاستاذ كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني في لقاء مع «الشروق» ببيروت ان الثورة الشعبية في المجتمعات العربية حققت انتصارا مدويا هز العالم وأحدث زلزالا وأصداء هائلة في المنطقة.
وأوضح أن الثورة كسرت قيود الاستبداد وأجهزة القمع وانطلقت بكل قوة نحو أهدافها مقدّمة بذلك أغلى التضحيات وغير عابئة بمناورات السلطة «التنازلية» ومصمّمة على أسلوبها السلمي الديمقراطي الحضاري لاحداث تغيير شامل في الحكم بداية من رأس السلطة ومرورا بإطاحة الحكومة وحل مجلسي النواب والشورى ومحاسبة الفاسدين ليكون القانون هو السائد دون تمييز بين المواطنين.
وأضاف أن ما تشهده البلدان العربية من انتفاضات ومظاهرات شعبية يحتاج الى التأمّل والدراسة فلكل بلد عربي خصوصيته وظروفه إذ ليس كل معارضة هي وطنية بطبيعتها.
وتابع «لا ننسى أننا أمام حالة تواصل بين الرئيس بوش والرئيس أوباما لجهة استمرار الالتزام بمشروع الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة هي أحد أهم أدواته». فأمريكا تكمن مصلحتها في تقسيم الكيانات الوطنية للأمة العربية حتى ولو كان الثمن إطاحة حكامها الاصدقاء لأن الصداقة مع الأمريكيين تكتيكية.
وأكّد شاتيلا أن النظام العربي القائم على مصادرة حقوق المشاركة والتعبير وتجسيد الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي والتبعية الاجنبية يجعل نفسه عرضة للانتقاد ويدفع الناس للمطالبة بالتغيير للحصول على الحقوق الاساسية.
حق طبيعي
وأضاف إن حق المعارضة هو حق طبيعي وليس منة من أي حاكم مهما علا شأنه وأن الرقابة والمحاسبة والقضاء النزيه والمستقل هي مطالب طبيعية وجزء من حقوق الناس الاساسية... ولذلك مثلما يوضّح فإن أي تحركات شعبية في اتجاه التعبير والمشاركة والاصلاح هي مسألة مشروعة إذا بقيت في إطار الكيان الوطني الموحّد.
وتابع «إما إذا كانت المعارضة تهاجم النظام وترفع مطالب سياسية واجتماعية كمقدّمة لتقسيم الوطن فإنهالا تكون معارضة وطنية بأي حال من الأحوال مهما كانت نوايا القائمين بها».
وأوضح «إن النظام حالة ووحدة الوطن مسألة أخرى... والنظام يتبدّل ويتطوّر ويتغير أما الكيان الوطني فهو من أولى الثوابت».
وأضاف متسائلا في هذا الصدد «أي معنى لمعارضة تعارض نظاما وتقسّم الوطن؟».
وتابع «نحن كعرب لازلنا نواصل مقاومتنا لمشروع الشرق الأوسط الكبير التقسيمي الذي تحرّك في العراق فدمّره وتحرّك في السودان فقسّمه وها هو يواصل الاندفاع».
وأضاف «إن المعارضة الوطنية ينبغي أن تكون حذرة ولديها المناعة الكاملة لمنع توظيف حركتها من طرف القوى المعادية».
وفي ردّه عن سؤال حول الوضع باليمن والمخاطر التي قد تنجر عن أي ثورة بهذا البلد أوضح أن اليمن ليس الحالة الوحيدة أمامنا كمثال فهناك أكثر من بلد عربي تتحرّك فيه قوى طائفية وإثنية وسياسية موالية للأطلسي أو لغيره من المشاريع.
وتابع «هناك في اليمن معارضة وطنية عامة وخاصة في الشمال... معارضة تنتقد الفساد وتطالب باحترام الدستور وتطرح مشروعا هاما للنظام الانتخابي».
وأضاف «هذه المعارضة أحيانا تحاور الحكم وأحيانا أخرى تتحرّك في مظاهرات في الشارع ولكنها تتمسك بالكامل بوحدة اليمن وترفض بأي شكل من الاشكال أي صيغ تقسيمية له... لكن في جنوب اليمن كما يضيف هناك معارضة تطالب أيضا بالمساواة التامة بين شطري اليمن وبمكافحة الفساد وهي مطالب معقولة لكن هذه المعارضة التي تعبر عن قطاع حزبي في الجنوب تريد الانفصال علنا وترفع علم الجنوب منذ الاحتلال البريطاني معارضة ليس فقط النظام السياسي وإنما هي مع تقسيم الوطن اليمني.
خصوصية عربية
وشدّد على ضرورة وأهمية معرفة خصوصية كل بلد عربي في هذا الاطار وأهمية التعمق في فهم كل تحرّك شعبي مشيرا الى أنه ليس بالضرورة أن يكون وطنيا وحرّا وثوريا من يرفع شعار المعارضة.
وفي ما يتعلق بالثورة الشعبية في مصر وتداعياتها على الوضع العربي أكّد الاستاذ كمال شاتيلا أن هذه الثورة قدّمت للعرب ولحركات التحرر العربية تحديدا نموذجا في مقوّمات نجاح الثورة مشيرا الى أن هذه الثورة انطلقت على قاعدة الوحدة الوطنية أولا لتتحرّك من الفئوية والتمييز تحت علم مساواة المواطنين في الحقوق والواجبات.
وتابع «هذه الثورة لم تتحرّك بدافع اجتماعي طبقي فقط بل جسدت بحضورها وحركتها ومطالبها كل قوى الشعب العاملة المنتجة والمحرومة في مواجهة الطبقة الحزبية القائمة على الفساد والاستغلال فاكتسبت الثورة قوّة الأغلبية الديمقراطية في مواجهة قوّة فئوية.
وأكّد أن مقوّمات الوحدة وتكامل الأهداف الوطنية والدستورية والاجتماعية وتجسد الاغلبية الشعبية الديمقراطية هي العوامل الاساسية لانتصار الثورة الشعبية المصرية.
نائب لبناني سابق: قطار التغيير سيزيح كل الطغاة
تونس (الشروق) :
أكد نائب بيروت السابق الأستاذ بهاء الدين عيتاني في لقاء مع «الشروق» ببيروت مؤخرا أن الأمة العربية تعيش الآن مرحلة مفصلية ومصيرية نحو الوحدة والتضامن في سبيل حياة حرة كريمة يعيشها المواطن العربي بكل فخر واعتزاز.
وقال: «إن المسيرة ستستمر بإذن الله وسيزاح ما تبقى من أنظمة الاستبداد والفساد في العالم العربي»، مشددا على ان قطار التغيير الذي انطلق من تونس لن ينجح أحد في تعطيل مسيرته نحو الديمقراطية والحرية...»
وأضاف: «إن ما يجري أزاح القناع عن كل الأنظمة المستبدة والمتسلطة في المنطقة العربية وجعلها وجها لوجه مع شعوبها».
وتابع : «اليوم حان قوت حساب الشعوب العربية لأنظمتها ودقت ساعة الحسم التي انتفضت فيها الشعوب كالمارد من قمقمه في وجه الطغيان الذي ابتليت به لمدة عقود من الزمن».
وأضاف: «لقد فعل الطغاة العرب كل ما في وسعهم لقهر شعوبهم وتعذيبها والزج بها في السجون تحت ستار محاربة الارهاب.. وتآمرت في ذلك مع أمريكا واسرائيل وها هي اليوم تلفظها شعوبها ويلفظها حلفاؤها الأمريكان على غرار ما جرى للرئيس التونسي المخلوع الذي رفضت فرنسا استقباله».
مفكّر سوري: «ثورة الشعوب»... نتاج التآمر بين الحكام العرب والغرب
تونس (الشروق) :
اعتبر المفكّر والحقوقي السوري ممدوح رحمون في حديث ل«الشروق» ان الثورات العربية هي نتاج للتآمر بين الحكام العرب والغرب.
وقال ممدوح رحمون إن هذه الثورات كانت صدمة كبرى للولايات المتحدة ولحليفها الأزلي الكيان الصهيوني ولذلك تعمل واشنطن هذه الأيام على أكثر من اتجاه من اجل اجهاض هذه الثورات.
وأوضح في هذا الاطار ان معركة الشعوب مع الانظمة المستبدة والرجعية لم تنته داعيا الى استمرار حالة اليقظة حيال المحاولات الأمريكية الرامية الى الالتفاف على الثورة.
ولفت السيد ممدوح رحمون النظر الى الزيارات الأمريكية المتواترة الى كل من تونس ومصر، معتبرا ان هذه التحركات تأتي في سياق التآمر على الثورة وفرض املاءات على القوى السياسية الجديدة مقابل معونات أمريكية «لا تسمن ولا تغني من جوع».
وتساءل في هذا الصدد «أين كانت أمريكا وأوروبا حين كانت الشعوب العربية تتضوّر جوعا وتموت وتهان في السجون؟.. أين كانت هذه المعونات؟!
وأضاف: «تمنينا لو رأينا هذه المشاعر الانسانية الأمريكية تجاه الشعوب التونسية والمصرية والليبية قبل سقوط الطغاة»... لكن على العكس من ذلك كما يضيف لم نر من الأمريكان سوى التآمر مع «حكام فاسدين وفاسقين ومستبدين على هذه الشعوب».
ناشط سياسي ليبي: واشنطن تريد تكرار السيناريو العراقي في ليبيا
تونس (الشروق) :
حذّر الناشط السياسي الليبي منصور الحصادي في لقاء مع «الشروق» من مغبة تكرار السيناريو العراقي في ليبيا مؤكدا ان أي تدخّل دولي في بلاده قد يقود الى ما لا يحمد عقباه...
وقال «نحن لا نريد تدخلا دوليا على غرار العراق ولكن نريد فقط انقاذ الشعب الليبي من هذه المأساة... نريد حلولا وليس مصائب أخرى على الشعب الليبي».
وأضاف «صحيح ان ما يحدث في ليبيا هو كارثة انسانية وعمليات إبادة ولكن ذلك لا يجب ان يفتح الباب أمام التدخلات الخارجية».
وشكك الناشط السياسي الليبي في هذا الصدد في طبيعة وحقيقة النوايا الغربية تجاه ليبيا مشيرا الى ان هذه المساعي الهدف منها السيطرة على النفط أكثر من انقاذ الشعب الليبي.
وفي ردّه على سؤال حول قراءته للثورات التي شهدها عدد من دول المنطقة وصف الاستاذ منصور الحصادي ما يحدث بأنه «مونديال بوعزيزي».
وأضاف: «هو بالفعل مونديال انتصر الشعب التونسي في مباراته الأولى والشعب المصري في مباراته الثانية... فيما يخوض الشعب الليبي الآن مباراته الثالثة التي ستكون حاسمة في تحديد مصير هذه الثورة العربية».
وانتقد الحصادي في هذا الصدد موقف الجامعة العربية ازاء الثورة العربية، مؤكدا ان دور الجامعة لم يرتق حتى الى الحد الأدنى الى تطلعات وآمال الشعوب العربية.
نائب أردني: ما يجري «ثورة المواطن العربي»
تونس (الشروق):
وصف الاستاذ صلاح محمد الزعبي عضو مجلس النواب الأردني في لقاء مع «الشروق» ببيروت الثورة التي تشهدها بعض دول المنطقة في هذه الفترة بأنها «ثورة المواطن العربي» مستبعدا أي دور أمريكي في تحريكها وتوجيهها...
الأستاذ صلاح محمد الزعبي رأى أن التغيير آت على كل الدول العربية بلا استثناء وأن بلده الأردن لن يكون بمنأى عما يجري وفي مايلي هذا الحوار:
كيف تحلل أستاذ مسار الثورات العربية الى حد الآن...وكيف ترى تداعياتها وأبعادها على مستقبل الأمة?
ان انتفاضة الشعب العربي بتونس هي الشرارة التي أيقظت وعي ووجدان الأمة العربية على حقوقها التاريخية في أن مصيرها هو الوحدة العربية حتى تكون هذه الأمة أرضا وشعبا عملاقا يأخذ وضعه مثل العمالقة الآخرين في العالم...وهذه الانتفاضة التي بدأت من تونس هاهي اليوم تجد صداها في ليبيا وفي صنعاء وستكون الأمة في القريب العاجل واحدة أمام عدوها وحكامها المستبدين.
وماذا عن الأردن... هل ترى أنه بمنأى عن هذه الأحداث...?
التغيير آت على المنطقة العربية كلها من المحيط الهندي حتى المحيط الأطلسي لكن التغيير هو في الحقيقة كالزلزال يمكن أن ترصد إشاراته ونذره لكن لا يمكن أن تتوقع وقت حدوثه... وكما قلت فان الأردن هو في النهاية جزء من الأمة العربية أرضا وشعبا وما تصبو اليه الأمة العربية من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية ووحدة عربية هي وسيلتها وهي هدفها ودون الوحدة العربية لن يكون هناك خلاص للأمة العربية...وبالتالي فان مثل هذا الأمر سيترك أثره بالتأكيد على الأردن وعلى باقي الدول العربية الأخرى.
ماهو تحليلك للطريقة التي تتعاطى بها الولايات المتحدة مع هذه الثورات...والى أي مدى تصب هذه الثورات في خدمة المشروع الأمريكي برأيك?
ان معاناة المواطن العربي من المحيط الى الخليج كانت بسبب حكام مستبدين وأيضا بسبب استقواء هؤلاء الحكام بأسيادهم الأمريكان وأوروبا والغرب ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجد أي ثورة طريقها بالاستقواء الأجنبي... فهذه الثورة هي ثورة المواطن العربي في سبيل وحدته وكرامته وحريته وتقدمه ودون الوحدة والحرية والكرامة لن يكون هناك أي تقدم...
أمين عام حزب الشعب الديمقراطي اليمني: اضطرابات صنعاء... قد تفجر «بحرا من الدماء»
تونس (الشروق):
أكد الاستاذ صلاح مصلح الصيادي الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي اليمني في لقاء مع «الشروق» ببيروت أن بلاده ليست ضد التغيير والديمقراطية والحرية لكنها تتوق الى أن يتم ذلك بالوسائل السلمية.
وأضاف ان هناك رغبة من جميع الأطراف للتغيير والاصلاح ولكن على هذه الأطراف أن تقدر الوضع الاستثنائي لليمن محذرا من أي ثورة شعبية قد تنطوي على مخاطر كبيرة على وحدة هذا البلد واستقراره وأمنه.
وأوضح أن اليمن يحتوي على نحو70 مليون قطعة سلاح مشيرا الى أن مثل هذا الأمر قد يؤدي الى حمام دم في بلاده.
وأضاف أن هذا السيناريو يحب أن لا يغيب عن بال أحد من اليمنيين بمختلف شرائحهم وكذلك عن وسائل الاعلام العربية التي حذرها من مغبة ركوب«الموجة» وادخال اليمن في كارثة وتابع «نحن لا نريد أن تأخذنا عواطفنا الى منطقة الخطر»مشيرا الى أن اليمن اذا ما وقعت فيه اضطرابات فان الوحدة اليمنية ستذهب في خبر كان وتابع لا أعتقد أن العرب يرضون بذلك باعتبار أن الوحدة اليمنية كمثل ركيزة اساسية بالنسبة الى كل العرب.
وفي رده عن سؤال حول الدور الخارجي في التعاطي مع الملف اليمني أكد أن لديه هواجس كبيرة من احتمال أن تكون الزلازل التي تعصف بالمنطقة العربية هذه الايام تتناغم مع ماكان يروج له حول الفوضى الخلاقة.
وحذر في هذا الصدد من مغبة أن تركب الولايات المتحدة على «قارب» التغيير والديمقراطية في المنطقة وتدفع بها نحو الفوضى الشاملة تحقيقا لما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد.
محلّل سياسي عربي يكتب: الثورة البوعزيزية... شرق أوسط جديد أم ربيع الشعوب العربية؟
لا شك أن ما حدث في كل من تونس ومصر وليبيا وما يحدث في البلدان العربية الأخرى من ثورة ضد أنظمة الحكم فيها عادت وستعود على الشعوب العربية بالخير الكثير، ولا شك أيضا أن ثورة الشباب في مصر شكلت نقطة تحول لا رجعة عنها في مصير الشعوب العربية الرازحة تحت حكم الأنظمة الدكتاتورية منذ عشرات السنوات وستبقى كذلك حقبة مشرقة في التاريخ العربي المظلم، فالثورة التي إنطلقت في تونس على يد الشاب محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه إحتجاجا على الإهانة التي تعرض لها على يد الشرطة وعلى وضعة المعيشي السيء لم تعد ثورة التونسيين وحدهم، فهي الثورة التي ترددت شعاراتها المطالبة بتغيير النظام وإسقاط الحاكم في كل الأقطار العربية دون إستثناء، وذلك لأن كل فرد عربي هو في حقيقة الأمر محمد بوعزيزي، فكل ما كان يعاني منه هذا الشاب التونسي يعاني منه المواطن العربي وربما أكثر وأقسى، فإشتعلت نيران الثورة في تونس وامتدت ألسنة لهيبها إلى الأنظمة العربية الأخرى تهدد بإسقاطها وستفعل، فلن يكون النظام المصري آخرها ولن يقف التغيير عند نظام عربي معين، فثورة الشعوب العربية تستعيد من التاريخ تلك الثورة التي إجتاحت القارة الأوروبية وعرفت بربيع الشعوب فاستبدلت الأنظمة الملكية والإستبدادية بأخرى عرفت حتى اليوم بالدول الديمقراطية اليبرالية، فالشعوب العربية من محيط الوطن العربي حتى خليجه تصنع اليوم ربيعها الخاص مستبدلة الأنظمة التي إستعبدتها وأذاقتها الأمرّين وهوت بها إلى أسفل السافلين بأخرى ديمقراطية تلبي طموحاتها بالحريات والكرامة والإستقلالية إلى حد ما وتودع زمنا كان فيه الحاكم العربي أول الوطن وآخره، وكان فيه الحاكم هو المغتني الوحيد في الوقت الذي يزداد فيه الشعب فقرا.
وفي خضم ما يحدث في الشارع العربي بربيعه المتألق تسيطر الحيرة على ساسته ومفكريه إزاء الموقف الأمريكي مما يحدث، فذهب بعضهم بوصفه بالمتخبط والبعض الآخر رآى فيه موقفا يعبر عن عدم المبالاة فيما ذهب آخرون إلى القول بأن الولايات المتحدة أصيبت بالذهول وهالها ما يحدث في الوطن العربي حيث لم تستطع التنبؤ به ولم تبلور بعد موقفا إزاءه، ولكن الحقيقة هنا هي أن الولايات المتحدة صاحبة نصيب الأسد من نتائج هذه الثورات، فالإدارة الأمريكية وإن كانت قد جهلت التوقيت إلا أنها كانت على علم مسبق بحتمية إندلاعها، فهي من عمل على تهيئة الظروف والأرضية لإحداث التغيير المرغوب من جهتها، وكان ذلك من خلال الضغط على حكام الأنظمة العربية لبذل مزيد من الجهود لمحاربة الإرهاب والتضييق على شعوبهم إضافة إلى الضغوط الإفتصادية من خلال رفع أسعار السلع الأساسية عالميا وعلى رأسها النفط فاستحالت في ظلها حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، والولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن عانت في السنوات الأخيرة من تنامي الكراهية ضدها لدى شعوب العالم والشعوب العربية خاصة بسبب حروبها في المنطقة كأفغانستان والعراق وموقفها المنحاز لإسرائيل في القضية الفلسطينية، ووصل بها الأمر أن أدركت أن التغيير الجذري هو الحل الأنسب والأمثل لخروجها من مأزقها المتمثل في عجزها عن تحقيق مصالحها والمحافظة عليها في المنطقة بالإستعانة بأنظمة كرهتها شعوبها أكثر مما كرهت أمريكا نفسها, فكانت الولايات المتحدة بذلك لاعبا رئيسا في التغيير الحاصل اليوم في الوطن العربي بأن رفعت غطاءها السياسي عن كل الأنظمة بلا إستثناء مدعية بأنها تقف إلى جانب الشعوب العربية وتدعم حقها في تقرير مصيرها وإختيار قادتها وأنظمة حكمها، رفعت أمريكا غطاءها عن الأنظمة والحكام العرب رغم أن معظمهم كان أحاديا في ولائه لها ومنغمسا في مشاريعها وسياستها من الأخمصين حتى النواصي، إلا أن أمريكا باتت مقتنعة بأنها أنظمة وأنهم حكام فاقدون للشرعية الشعبية ولا يتمتعون بثقة شعوبهم وأصبحوا بذلك عائقا أمام مصالحها ولا بد من إستبدالهم بآخرين أكثر قبولا لدى شعوبهم.
وقد بدأت الولايات المتحدة بناء على ذلك يدا بيد مع الشعوب العربية التواقة للتحرر من الظلم والإستعباد بفعل إلتقاء المصالح برسم الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه الإدارة الأمريكية السابقة وكانت هذه الثورات التي وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس بالفوضى الخلاقة لتعيد تشكيل المنطقة بما يخدم سياساتها ومصالحها فتبنت الثورات العربية التي ستستمر حتى تغيير الأنظمة العربية جميعها وتقام فيها دول ديموقراطية ليبرالية على غرار الدولة التركية تحقق طموحات شعوبها إلى حد ما من جهة ومصالح أمريكا من جهة أخرى، وفي كل الأحوال وإن كان مشروع الشرق الأوسط الجديد بهذا الشكل يخدم المصالح الأمريكية إلا أنه مصلحة لشعوب المنطقة أيضا على المدى البعيد، ولكن الخطورة هنا تكمن في تعاظم الفوضى الموصوفة بالخلاقة لتخرج عن سيطرة الولايات المتحدة وخطها المرسوم وتحديدا إذا ما طالت بلدانا أخرى في العالم الإسلامي كباكستان مثلا، عندها تذهب مصالح أمريكا وأحلامها أدراج الرياح ويبقى المستفيد في كل الأحوال هي الشعوب المنتفضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.