إذا كنا نريد المحافظة على هذه الثورة فلا بد للحكومة المؤقتة من احترام العناصر التالية: العناصر الاقتصادية:
- ضرورة العمل بداية من اليوم على تحقيق التوازن بين الأقاليم الساحلية و الأقاليم الداخلية و ذلك بإعادة النظر في مخططات التنمية الاقتصادية و أمثلة التهيئة الترابية التي تعطي الأولوية للساحل على حساب الداخل.
- ضرورة العمل على تحقيق التوازن أيضا على المستوى المحلي : و ذلك بتنمية بعض المراكز الحضرية و الريفية التي توجد داخل كل ولاية بإحداث مشاريع قادرة على تثبيت السكان في مواطنهم الأصلية حتى لا يأخذ التوازن اتجاه واحد وتبقى المدن الكبرى والمتوسطة تستقطب كامل ظهيرها والمجالات المجاورة لها.
العناصر الاجتماعية:
-إيجاد حلول مستعجلة لمشكلة التشغيل ، و تشغيل اكبر عدد ممكن من العاطلين عن العمل مع ضرورة تجاوز الحلول السابقة التي ثبت فشلها (تربصات الإعداد للحياة المهنية)، فالشباب التونسي على درجة هامة من الوعي لا تنطلي عليه الحيل التي تقوم على المماطلة و تمتص غضبه.
- مراجعة قوانين الانتداب بالوظيفة العمومية و ذلك بإعطاء الأولوية لخريجي الجامعات حسب سنة التخرج و الخصوصيات الاجتماعية لكل حالة.
- إسناد منح قارة لكل العائلات التي ليس لها مورد رزق قار تمكنها من تلبية حاجياتها الضرورية من سكن و تعليم و صحة و غذاء.
العناصر السياسية:
- إلغاء الدستور السابق و بناء دستور جديد يضمن تحديات المرحلة القادمة و يمكن من تحقيق الديمقراطية و يراعي التوجهات الفكرية و الاقتصادية و السياسية لكل الأطراف بما فيهم الإسلاميين و اليساريين.
- مراجعة المجلة الانتخابية لأنها الضامن الرئيسي لتكريس الديمقراطية الفعلية خلال المرحلة القادمة.
- تقديم ضمانات دستورية للفصل بين السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية.
العناصر الأمنية:
- إطلاق حملة أمنية يشارك فيها الجيش الوطني و أعوان الأمن لتطهير البلاد من عصابات النظام السابق حتى تعود الثقة من جديد بين أجهزة الدولة و المواطنين.
- تحسين الأوضاع الاجتماعية لأعوان الأمن و تطهير وزارة الداخلية من رجال الأمن المشبوهين و ثبتت إدانتهم في الفترة السابقة.
العناصر الثقافية و العلمية:
- تقديم ضمانات قانونية و تشريعية لحرية التعبير و حرية الصحافة و الحق في التظاهر السلمي حتى لا نعود إلى أخطاء الماضي.
- إصلاح التعليم و ذلك بمراجعة محتوى البرامج التربوية التي أثقلت كاهل التلاميذ بدون جدوى من ناحية و كانت تمثل دعاية للنظام السابق من ناحية أخرى.
- إعادة الاعتبار للعلوم الإنسانية التي همشت في فترة النظام السابق الأمر الذي أدى إلى تمييع الطلبة في الجامعات و فقدانهم لخصوصياتهم الثقافية ولاجتماعية و هويتهم العربية الإسلامية.
- معالجة الاكتظاظ داخل الأقسام في المعاهد الثانوية و الجامعات حتى تكون للطالب أو التلميذ فرصة هامة للتفكير و الفهم .
- إدراج الثورة ضمن برامج التدريس في الجامعات و في المعاهد الثانوية.
- بعث منتديات للحوار داخل الجامعات يشارك في فعالياتها الطلبة و الأساتذة و مسؤولي الإدارة حتى نتجاوز القطيعة بين الطالب و الإدارة داخل الجامعة ، فالإدارة في السابق عبارة عن مؤسسة لمراقبة و معاقبة الطالب فقط .