صراع الكفر و الايمان ، قديم قدم الازل ، منذ خلق الله الارض و خلق عليها خليفته آدم وأمره بعبادته و بيّن له الهدف من خلقه ، و حكاية حياة الانسان معروفة عند المسلمين . و معلوم ان الله سبحانه بعث دين الاسلام لكل الانبياء على الارض ليقوموا بهداية من معهم من الخلق ، لكن الناس اختلفوا فمنهم مؤمن و منهم كافر ، فمن كفر و جحد و عاند و أصر فهو على بينة من أمره ، و على وضوح في فكرته ، و على منهجه سائر لايهمه من اسلم ، و ينقسم هذا الفريق الى اقسام منها الذي يحترم الآخر احتراما تاما و يطبق القوانين المتفق عليها بحذافيرها ، لا ينقصه الا الايمان .. و منهم جحود حاسد ماكر مخادع يضمر للآخر الشر و لايراعي فيه إلا و لا ذمة .. و منهم من يدور مع الريح ,,, أما من آمن وهو بيت القصيد فمنه انواع لا تحصى و لا تعد ، و خلاصة الايمان واضحة جلية لا لبس فيها الا لمن بقلبه مرض ، ان تؤمن ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله ، ثم تتبع هذا الايمان الذي وقر في القلب : العمل بالجوارح و الاركان ، فهل كل مؤمن و مؤمنة كذلك أم لا ؟ يعتبر كل المؤمنين انفسهم كذلك إمّا جهلا منهم وهو الغالب أو صدقا وهو المطلوب و الواجب ، فإذا نظرنا الى غالب العرب وجدناهم يدّعون الايمان رغم ان الله سيحانه يقول " لا تقولوا آمنا و قولوا أسلمنا " فنرى الرجال و النساء في عالمنا يدّعون الايمان و يدافعون عن انفسهم باعتبارهم مسلمين مؤمنين ، يحبون الله و رسوله ، و نراهم و قد ابتعدوا تماما عن أمر الله سبحانه و تعالى ، فلا يصلون بل و لا يصومون ، و لا يعرفون الزكاة ، و يمكن ان يحجوا لجلب المصالح او لانهم اصحاب مالية و سياحة ,,, نرى النساء صاحبات الشهادات العليا حاسرات ، عاريات الرؤوس و النحور بل و أكثر من ذلك و يجادلن في الاسلام على جهالة حمقاء ، تستدعي الشفقة عليهن ، يدعين الحضارة و الفهم و المدنية وهن لا يعرفن سبب وجودهن أصلا ، و لا يعرفن ماذا قال القرآن الذي من المفروض انهن مؤمنات به لانهن اطلقن الشهادتين و اعترفن بالاسلام ، بل والغريب فعلا ما ينعتن به المؤمنين من النعوت التي نهى الله سبحانه عنها ، ويشنّ هؤلاء رجالا و نساء الحملات الشعواء على كل ملتزم بما أمر به الله و رسوله: المتشددين ، المتطرفين ، الظلاميين ، الرجعيين ، المتخلفين ... هؤلاء المتفيقهين ، المستعلمين الذين يقول فيهم الله " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون " يسبون المؤمنين و يحقدون عليهم و يبغضونهم بغضا شديدا ، رغم انهم لم يقترفوا اي جرم إلاّ أنهم آمنوا بحق و تمسكوا بإمانهم و حاولوا تطبيق ما أمر به الله و رسوله ، فعرفوا الحق و اندفعوا يدافعون عنه أمرا بالمعروف و نهيا عن المنكر ، و استجابة لما قرره القرآن و السنة ، لأن ذلك هو الإيمان الصحيح الذي قرره الله على الذين آمنوا، و لا يوجد غيره أبدا إلا أنفسا يلعب بها عدوّ الانسان المسمى الشيطان ، فيزين لها أعمالها فتحسب أنها على الحق و هي أبعد ما تكون عن الصواب ، هداها الله "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يحسبون أنهم يحسنون صنعا " . إخواني إني لكم ناصح أمين لا تهرفوا بما لا تعرفوا ، وتحروا الإيمان الصحيح ، و تدبروا القرآن و اللغة العربية فلا يمكن ان تفهموا شيئا من القرآن إذا لم تتفقهوا في لغته الأم و معانيها و علومها ، أنتم تظلون أنفسكم و تظلون غيركم و تساهمون في الجريمة النكراء التي تلقي بصاحبها في جهنم .. لا تأخذوا الحكمة من غير أهلها و لا تعطوها لغير أهلها فتظلمونها فتصبحون من النادمين ، و راجعوا أنفسكم دائما ، من أين اتيتم بالأحكام ؟ و كيف توصلتم إليها ؟ ( من حكم لكن بتعرية الشعر و الله يقول في القرآن الذي به آمنتن : " يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهم ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين "). .. و هلم جرا ...