تعيش قناة "فرانس 24" منذ أيام على صفيح ساخن... احتجاجات وإضرابات عن العمل واقصاءات وعقوبات طالت المطالبين بحقهم في الترقية وتقديم الأخبار، خاصة صحفيو تونس والمغرب والجزائر. وهو الأمر الذي أدى بهم إلى الخروج عن صمتهم والتصدي للوبي الفرنسي اللبناني المسيطر على القناة والباسط نفوذه على كل الأقسام بعيدا عن معايير الكفاءة والاحترافية. * أكدت مصادر موثوقة للشروق أن الصحفيين في القسم العربي لقناة "فرانس 24" قرروا الثورة على الأوضاع التي تزداد سوءا يوما بعد يوم من خلال التضييق على الكفاءات العربية والمغاربية، خاصة وفرض الحصار عليها بتقزيمها وتكليفها بفقرات ثانوية وحرمانها من الترقية إلى منصب رئيس تحرير. أما تقديم نشرة الأخبار فأصبح حلما أقرب منه إلى الخيال من الحقيقة، لأن لوبي فرنسي لبناني -حسبها- يتعمد تسيير القناة وفق هذا المنهج الإقصائي القائم على التكتل والمحسوبية والتمييز بين الجنسيات. وتمكين اللبنانيين دون غيرهم من مسؤوليات ثقيلة حتى وإن غابت الكفاءة والخبرة. * وشبه مصدر آخر في اتصال مع الشروق من داخل القناة ما يجري بها مؤخرا "بالثورات العربية" لأن الأغلبية أجمعت على ضرورة رحيل رئيسة القسم العربي الصحفية اللبنانية ناهدة نكد، حيث أكد ذات المصدر أن النقابات دعت إلى إضراب مفتوح تنديدا بالوضع الذي وصفته بالخطير. * وطالبت الإدارة بإيجاد حلول سريعة لحل الأزمة التي تضرب القسم بسبب سياسة التوظيفات والترقيات الممارسة فيه. يحدث هذا في الوقت الذي بدأت فيه القناة تسجل نتائج جيدة في منطقة المغرب العربي بفضل تغطيتها للثورات العربية. موظفو القسم العربي يرفضون أن ينسب هذا النجاح للمديرة ناهدة نكد، ويطالبونها بالشفافية في التوظيفات والترقيات. وخاصة طالبوا بإنصاف الصحفيين الذين يحققون للقناة نتائج جيدة وقفزات إعلامية مهمة واغلبهم منحدرون من المغرب العربي على غرار الصحفي التونسي الذي حقق أكثر من سبق صحفي لفرانس 24 والذي عانى طويلا من التهميش فقد رفضت ترقيته إلى وظيفة مقدم نشرات إخبارية إضافة إلى الصحفي الجزائري الذي اعتقل في مصر وتعرض للضرب، بينما كان يغطي الأحداث هناك ورجع ليعيش التهميش هو الآخر. ويؤكد مصدر إعلامي آخر أن تنصيب الصحفية اللبنانية على رأس القسم العربي للقناة دليل على أن الشخصيات الفرنسية المتواطئة لا تعرف أن انتشار القناة الأكبر في المغرب العربي وليس في المشرق