نقلت سفينة تركية 250 مصابا من مصراتة الليبية المحاصرة لكن آلاف الأشخاص ما زالوا يستغيثون لإجلائهم من المدينة المحاصرة التي تهاجمها كتائب العقيد معمر القذافي. وقال رئيس الشؤون القنصلية بالخارجية التركية علي أكين إن الوزير أمر بدخول السفينة إلى ميناء مصراتة بعدما قضت أربعة أيام في البحر تنتظر إذنا من سلطات الموانئ للدخول دون جدوى. وأضاف أن السفينة رست في مصراتة تحت حراسة عشر مقاتلات إف16 تابعة للقوات الجوية التركية وفرقاطتين حربيتين تركيتين. وذكر الدبلوماسي أن لجنة طبية بمصراتة أبلغت السلطات التركية بأن 120 جريحا يحتاجون للمغادرة على السفينة لكن من هم على متنها بالفعل يفوق هذا العدد بكثير. وقال أيضا "ليست هناك غرفة خالية بالمستشفى، لذا هم يعالجون البعض ويعيدونهم إلى منازلهم، وهذا يعني أنه من الصعب جمعهم". وأشار أكين إلى أن السفينة غادرت سريعا وعلى متنها الجرحى ومائة من أقاربهم وسط تدافع حشد كبير نحو الرصيف على أمل مغادرة ليبيا، بينهم أربعة آلاف مصري. وأضاف أن ميناء مصراتة لا يزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة. ورست السفينة في معقل المعارضة المسلحة في بنغازي أمس لنقل المزيد من الجرحى قبل أن تتوجه إلى ميناء في تركيا. ولدى وصول السفينة، بدأ مئات من أنصار المعارضة المسلحة -كانوا ينتظرون عند المرسى- في الهتاف من أجل الحرية وضد القذافي. روايات المأساة وقدم بعض المصابين -الذين غطيت أجسادهم بضمادات- روايات هي الأكثر تفصيلا حتى الآن بشأن الأوضاع بمصراتة آخر مدينة كبيرة باقية في أيدي المعارضين المسلحين في غرب ليبيا وتحاصرها كتائب القذافي. وأعرب أيمن محمد (25 عاما) -وهو مصاب بحروق في الوجه وكان ينتظر عند المرسى في مقعد متحرك لنقله على متن السفينة- عن سعادته بأن يكون بين من يتم إجلاؤهم. وقال إن قنبلة أصابته عندما كان داخل سيارته في راس لانوف، وهي بلدة نفطية شهدت بعض المعارك بين المعارضة المسلحة والقوات الموالية للقذافي. وأكد قائلا "سأعود إلى بنغازي. أريد أن أقتل القذافي". وكان آخرون ينتظرون بميناء بنغازي على أمل سماع أخبار عن أسرهم المحاصرة من بينهم تهاني اتكال (30 عاما) التي روت والدموع تنهمر من عينيها أن أسرتها بمصراتة، أعمامها وأخوالها، لا اتصال معهم، ولا تعلم ما إذا كانوا ماتوا أم أنهم ما زالوا بين الأحياء. وقال إبراهيم الراضي (26 عاما) المصاب بفخذه إن "الوضع سيئ للغاية، تعرضنا لقصف من القذافي في الشارع الذي أعيش فيه" وتابع قائلا "ليس لدينا ماء ولا كهرباء ولا أدوية، والقناصة في كل مكان". وتحدث آخرون عن قصف قوات القذافي للمساجد والمنازل حيث أشار المهندس مصطفى سليمان (30 عاما) إلى أن "رجال القذافي يختبئون بالمنازل والمساجد عندما يسمعون صوت طائرات حلف الأطلسي، وعندما تختفي الطائرات يقومون بتدمير هذه الأماكن". وأضاف سليمان "حتى المتجر الكبير دُمر، وقتل بعض أصدقائي. ليس لدينا خضراوات ولا فاكهة ولا شيء سوى الخبز. القذافي يريد أن يقتل مصراتة بالمعارك والجوع". وقال طبيب ليبي يرافق المصابين "الوضع رهيب بمصراتة. شاهدت أشياء مرعبة، قتل ثلاثون شخصا في يوم واحد. هؤلاء مرضاي يتعين أن أبقى معهم، لكنني أريد أن أعود". وأضاف "إنه وضع صعب للغاية، اضطررنا للمغادرة مبكرا". يأتي ذلك بينما أرسلت منظمة الهلال الأحمر التركي 290 طنا مساعدات إنسانية وفريقا من تسعة خبراء إلى ليبيا. وقالت المنظمة التركية إن المساعدات الأخيرة شملت مواد غذائية وخيما وأقنعة واقية ضد الغازات، ومواد طبية أرسلت إلى بنغازي، فضلا عن ثلاث سيارات إسعاف مجهزة إلى ليبيا عبر سفينة اتجهت من ميناء مرسين جنوب تركيا.