قررت ايطاليا التي تواجه تدفق مهجارين تونسيين منذ كانون الثاني/يناير منح المهاجرين التونسيين اقامة مؤقتة صالحة في كامل انحاء مجال شنغن الاوروبي لاشراك بقية دول الاتحاد الاوروبي، ما اثار استياء فرنسا. واعلن وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني الخميس "قررنا منح تصاريح اقامة مؤقتة بمبرر الحماية الانسانية ستسمح لهؤلاء المهاجرين (التونسيين) ان يسافروا في بلدان شنغن". وردت باريس على الفور بالتأكيد انها "لا تنوي استقبال موجة من الهجرة التونسية القادمة من ايطاليا". وقال وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان الذي يزور الجمعة روما "للتجول داخل شينغن لا يكفي الحصول على تصريح بالاقامة (في واحدة من الدول الاعضاء) بل الامر يحتاج الى وثائق هوية وكشف بالموارد" المالية. واضاف انه "اذا لم تتوفر هذه الشروط فمن حق فرنسا اعادة الاشخاص المعنيين الى ايطاليا". واستذكر الوزير الذي طرح على مجلس النواب اتفاقا ابرمه هذا الاسبوع مع السلطات التونسية، ان "الغالبية الساحقة من المهاجرين يقولون ان لديهم اصدقاء واقارب في فرنسا او دول اوروبية اخرى". ويبدو هذا الحل طريقة "لافراغ حوض الحمام" كما جاء في عبارة قالها اومبرتو روسي زعيم رابطة الشمال الحزب المناهض للمهاجرين وحليف حكومة سيلفيو برلوسكوني. ويتكدس معظم المهاجرين الذين نقلوا تدريجيا الى الاراضي الاوروبية في ظروف صحية مزرية في جزيرة لامبيدوزا الايطالية جنوب صقلية لكن نقلهم اثار مشكلة في غيرها من مناطق ايطاليا وتحفظات شديدة. ويتواجد المهاجرون حاليا اما في مراكز احتجاز "للتعرف على هوياتهم" او في مخيمات اقامتها السلطات في منطقة بولي جنوب شرق شبه الجزيرة الايطالية. وعلق اخرون فروا من تلك المراكز، في الحدود ومنهم مئات التونسيين في محطة قطارات في فيينتيميلي ويتعرضون الى ترحيل منهجي كلما حاولوا دخول فرنسا. وطالبت ايطاليا خلال الاسابيع الاخيرة عبثا حتى الان، بمساعدة الاتحاد الاوروبي بينا تصاعد التوتر لا سيما مع فرنسا التي اعلنت مساء الاربعاء من جانبها انها ستشدد ظروف استقبال المهاجرين والتي تعتبرها روما "غير متضامنة" بما فيه الكفاية. ويزور غيان روما بهدف "تحديد نظام تدخل مشترك كي تتمكن فرنسا وايطاليا من اشراك كافة دول الاتحاد الاوروبي" كما قال ماروني. وفضلا عن هذه التراخيص المؤقتة وعدت ايطاليا تونس بتعاون مكثف في مكافحة الهجرة وكذلك في مجال التنمية لاغراض "وقائية" وفي المقابل يفترض ان تعمل تونس، بناء على هذا الاتفاق، على تحسين مراقبة سواحلها والموافقة على ترحيل المهاجرين المتدفقين على ايطاليا فورا. ودعا ماروني مجددا الاتحاد الاوروبي الى تكثيف تعاونه مع الجنوب. ووجهت المفوضة الاوروبية المكلفة الهجرة سيسيليا مالستروم الاربعاء رسالة الى الدول الاعضاء تحدثت فيها عن سلسلة من العمليات الممكنة لا سيما تعزيز وسائل عمل "فرونتكس" الوكالة الاوروبية المكلفة حدود الاتحاد الاوروبي الخارجية وشراكة مع تونس. وفي الاثناء يتواصل تدفق المهاجرين على ايطاليا، ليس من تونس فحسب، بل ايضا من ليبيا حيث توقف نظام العقيد معمر القذافي عن التصدي لهجرة الاف الافارقة. ولا يزال 150 مهاجرا صوماليا واريتريا مفقودين صباح الخميس بعد غرق زورق الاربعاء قبالة لامبيدوزا ابحر من ليبيا.