بحضور السيد أحمد نجيب الشابي عقد الحزب الديمقراطي التقدّمي صباح الأحد المنقضي اجتماعا شعبيا بأحد نزل مدينة سوسة حضره عدد من منخرطي هذا الحزب وبعض الوجوه «التجمعية» بالجهة وبعض المهتمّين بالشؤون السياسية. افتتحت اللقاء السيدة نهلة بن خليفة الكاتبة العامة لجامعة سوسة لهذا الحزب مثمنة نضال هذه الجامعة قبل الثورة مستعرضة بعض الانشطة التي انتظمت ودعت في ختام كلمتها الجميع الى الانخراط في هذا الحزب ودعمه ماديا ومعنويا. سرد تاريخي اختار السيد أحمد نجيب الشابي أن تكون بداية مداخلته تاريخية بالتعرّض الى مكانة سوسة ودورها الاقتصادي مشيدا بمساهمتها في النضال الوطني. تعاطف مع الغنّوشي وأهدى السيد الشابي من خلال تقييمه لعمل الحكومة المؤقتة تعاطفا كبيرا مع الوزير الاول السابق محمد الغنّوشي واصفا هذا العمل قائلا: «حصاد مشرّف للسيد محمد الغنوشي الذي كان لي الشرف الانتماء الى الحكومة التي كان على رأسها وزارتها الأولى» معتبرا أن الفترة الثانية (حسب تقسيمه) للسيد الباجي القايد السبسي قد شهدت تقدّما بدورها في العمل المنجز منذ الثورة. تخلينا عن فرصة هامة ووصف السيد نجيب قرار التخلي عن انتخاب مباشر لرئيس الجمهورية بالفرصة الهامة التي تم التخلي عنها معتبرا ان البلاد دخلت بذلك فترة دقيقة وجب كسب رهانها «ويتوقّف ذلك الى حد كبير على النظام الانتخابي الذي سيقع اختياره» على حد تعبيره مؤكدا أنه «لا ديمقراطية بدون أحزاب» داعيا أن يكون النظام الانتخابي هو نظام النسبية «حتى يكون الانتخاب على أسس سياسية والاختيار على أسس نسبية للقضاء على الاحتكار في الحكم». كما اعتبر أن «تركيبة المجلس التأسيسي ستكون مصيرية لمستقبل البلاد مستفسرا عن طول مدّة هذا المجلس في وقت أنه بقي سنة 1956 ثلاث سنوات»، على حد اقراره، كما دعا الى ضرورة انعقاد الانتخابات في موعدها المحدد وهو الرابع والعشرين من جويلية لأن التأخير حسب تعبيره «سيطيل فترة الضبابية السياسية ويضعف من المصداقية ويزيد من التفكك الأمني». التنمية والشغل الشاغل وأبدى السيد الشابي عدم أريحية بسبب وضعية التنمية بالبلاد مستشهدا بقول الوزير الاول الباجي القايد السبسي الذي أقرّ «أن التنمية قد تكون صفرا هذه السنة» واعتبر الشابي ذلك تحديا كبيرا مضيفا «الحرية إن لم تكن ضمانا لاستقرار حياة المواطن قد لا تعني شيئا إذا لم نعط نمطا آخر من التنمية وتوزيعا عادلا للثروة، واستمرار الضبابية السياسية والتفكك الأمني ليس مساعدا لنا». مؤكدا أن شروط التنمية تقتضي الاهتمام بالمناطق الداخلية مؤكدا على أهمية المؤسسات الصغرى والمتوسطة في هذا المجال وبمدى الاعتماد على النفس في البحث والابتكار، ومؤكدا في المقابل على أهمية الاستثمار الخارجي «الذي لا يمكن لأي دولة في العالم أن تعيش بدونه» على حد تعبيره كما ثمّن الشابي دور روّاد الاصلاح بتونس، ورجال الحركة الوطنية ذاكرا خير الدين والثعالبي وصالح بن يوسف والحامي وفرحات حشاد واصفا بورقيبة بالزعيم الباني للدولة العصرية مضيفا «لا تمرّ مناسبة لا نترحم فيها على هذا الرجل (بورقيبة) ونطلب ا& أن يعفو عنه لأنه قام بأخطاء أيضا... وتونس لم يصنعها أي فرد بل صنعتها قيادات». أنا مع الاعتصام ولكن ضد اعتصامات القصبة هكذا عبّر السيد نجيب الشابي ناقدا طريقة اعتصام جماعة القصبة قائلا أنا ضد اعتصام القصبة 1 والقصبة 2 «رغم أنني اعتبر أن الاعتصام حق شرعي ولكن ليس بتلك الطريقة التي تسد منافذ الدخول الى قصر الحكومة» معتبرا ان «اعتماد العنف يجب ان يقابل بالعنف». هذا موقفنا من النهضة ومن التجمعيين! وعرّج الشابي عن رأيه في حركة النهضة خلال ردوده عن استفسارات الحاضرين قائلا «البرنامج السياسي لحركة النهضة غير واضح، وما هو واضح هو تجييش للمشاعر لا غير وأخشى أن تكون تونس كحماس أو غزّة». وفي خصوص التجمعيين أكّد الشابي على ضرورة «التفرقة بين من أجرم وأذنب والذين يجب ان يحاسبوا بقضاء عادل وهادئ، وبين التجمعيين الذين لم يذنبوا وهناك مئات الآلاف حملوا بطاقة التجمع عن اقتناع أو عن مصلحة وليس دوري التفتيش عن دوافعهم ولا يمكن الاجتثاث». متى نرتاح من القذافي؟ وحول موقف الحزب من قضية ليبيا اعتبر الشابي أن القذافي دخل في حرب جنونية مع بلاده وأضاف قائلا: «أنا أقولها بكامل الشجاعة أتمنى في أقرب يوم يمشي ويرتاح منّوا شعبو ونرتاحو أحنا منّو». الشباب ركيزة أساسية في لقاء ب «الشروق» أكّدت السيدة نهلة بن خليفة الكاتبة العامة لجامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي على مبدإ رفض أحزاب الموالاة والتي حصرتهم في الاتحاد الديمقراطي الوحدوي حزب الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، الحزب الاجتماعي التحرري وحزب الخضر وأضافت قائلة: «لسنا نحن من أقصاهم بل هم من أقصوا أنفسهم باختياراتهم قبل الثورة ومناشدتهم «للمخلوع» للترشح في 2014 مثلما دعّموه في 2009 ونحن لا نرى مانعا في انخراط التجمعيين غير المتورّطين في قضايا فساد». كما التقت «الشروق» بالسيد حسّان يونس منسّق مكتب النيابة بسوسة وعضو الأمانة الوطنية للشباب والذي أفادنا بأن الحزب يراهن على الشباب ويعمل على تأطيرهم وتفعيل دورهم الشبابي.