قال وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس بعد لقائه مبعوث الحكومة الليبية في أثينا، إن نظام العقيد معمر القذافي "يبحث عن حل " للنزاع الدائر في البلاد. في وقت تحتدم فيه المعارك بين قوات النظام والثوار على مشارف مدينة البريقة الاستراتيجية التي تشهد معارك كر وفر منذ أربعة أيام. اعتبر وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس الاحد ان نظام معمر القذافي "يبحث عن حل" للنزاع في ليبيا، وذلك بعد لقاء في اثينا بين رئيس الوزراء اليوناني ومبعوث للحكومة الليبية. وقال دروتساس في بيان نشر مساء الاحد "بحسب الكلمات التي استخدمها المبعوث الليبي، يظهر ان النظام يبحث عن حل" للنزاع الدائر حاليا. ومبعوث القذافي نائب وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي الذي غادر ليبيا الاحد الى اثينا، من المفترض ان يواصل لقاءاته واتصالاته حيث يتوجه الاثنين الى تركيا ثم الى مالطا، على ما افاد الوزير. واتى الى اليونان بطلب من الجانب الليبي. وكان رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو اجرى محادثات هاتفية مع نظيره الليبي السبت حول هذا الموضوع. وقال الوزير اليوناني "لقد جددنا تاكيد الرسالة الواضحة للمجتمع الدولي: الاحترام الكامل وتنفيذ قرارات الاممالمتحدة بشكل تام ووقف فوري لاطلاق النار ووقف اعمال العنف والاعمال الحربية خصوصا تلك الموجهة ضد المدنيين الليبيين". وكان الوزير يعطي ملخصا عن لقاء المبعوث الليبي ورئيس الوزراء اليوناني الاحد في اثينا. وصرح مصدر حكومي يوناني بعد اللقاء "بامكان اليونان لعب دور مهم في البحث عن حل سياسي" للازمة في ليبيا. اشتدت المعارك الاحد بين قوات معمر القذافي والثوار الليبيين على مشارف البريقة في شرق البلاد، فيما استقال احد مستشاري الزعيم الليبي. فقد قدم الدبلوماسي الليبي علي التريكي استقالته من منصبه كمستشار للعقيد معمر القذافي، كما افاد الاحد مسؤولون في جامعة الدول العربية. وقد التقى التريكي، وزير الخارجية والشؤون الافريقية السابق الذي مثل ايضا ليبيا في الاممالمتحدة وفرنسا، الاحد في القاهرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لكنه رفض التحدث الى الصحافيين. واوضح مسؤولون في الجامعة طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان التريكي استقال من منصبه الرسمي لكنه لم يقل انه سينضم الى المعارضة التي تريد الاطاحة بالقذافي. والتريكي هو ثاني مسؤول في النظام الليبي يستقيل من منصبه خلال هذا الاسبوع بعد وزير الخارجية موسى كوسا. من جهته، التقى وزير الدولة الليبي للشؤون الخارجية عبد العاطي العبيدي رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مساء الاحد في اثينا موفدا من القذافي. واعتبر وزير الخارجية اليوناني ديمتري دروتساس بعد اللقاء ان نظام معمر القذافي "يبحث عن حل" للنزاع في ليبيا. وعلى غرار الايام الاخيرة ما زالت المعارك تدور حول مصب البريقة النفطي (شرق) حيث استولى الثوار على جامعة النفط وهي مجمع ضخم على مدخل هذه المدينة (800 كلم شرق طرابلس) و240 كلم جنوب بنغازي، معقل المعارضة، على ما افاد مراسل فرانس برس. واعلن عبد القادر المنفي (39 سنة) "كنا في البريقة وما زالوا يطلقون الرصاص بالكلاشنيكوف، سيذهب رجالنا اليهم للقضاء عليهم، هذا مؤكد". واكد عسكري قال انه "عقيد" في صفوف الثوار رافضا كشف هويته ان "الوضع على ما يرام ونحن على مشارف البريقة"، مضيفا ان "جيش الديكتاتور يتقهقر، سنسيطر على المدينة قريبا". واعلن البنتاغون ان الولاياتالمتحدة وافقت بطلب من حلف شمال الاطلسي على تمديد شن ضربات جوية في ليبيا حتى الاثنين بسبب "تردي حال الطقس اخيرا". وتشهد منطقة البريقة معارك عنيفة منذ عدة ايام بين قوات القذافي والثوار الذين تراجعوا بعد ان كانوا حققوا تقدما سريعا نحو الغرب قبل اسبوع ثم انسحبوا تحت ضغط قوات القذافي، ويبدو انهم يستعيدون المبادرة منذ مساء الجمعة بمساعدة قصف التحالف الدولي. وللمرة الاولى منذ بداية التدخل الدولي في 19 اذار/مارس، قتل تسعة من الثوار واربعة مدنيين، بينهم ثلاثة من طلبة الطب جاؤوا للمساعدة على علاج الجرحى، مساء الجمعة في قصف لطائرات الحلف الاطلسي على بعد حوالى عشرة كلم شرق البريقة. واعلن الحلف الاطلسي الذي تسلم الخميس قيادة العمليات العسكرية الرامية الى دعم الثوار، السبت انه "يحقق" في معلومات حول هذا الخطأ المحتمل، لكنه شدد على انه "اذا اطلق احد النار على طائراتنا فمن حقها ان تدافع عن نفسها". ودفن الثوار في مقبرة جماعية حفرت في الرمل ووضعت عليها اشارات بحجارة. واكد مسؤول سياسي في اجدابيا (80 كلم شرق البريقة) ان احدى طائرات قوات التحالف اطلقت النار على قافلة من خمس او ست سيارات بينها سيارة اسعاف، موضحا ان الطيار ظن ان رصاصا اطلقه ثوار في القافلة تعبيرا عن فرحهم لمروره، كان يستهدفه. وفي جنوب غرب طرابلس، اعلن سكان كتلا ان مدينتهم تعرضت ايضا الجمعة والسبت لعشرات القذائف من طراز غراد اطلقتها قوات القذافي واسفرت عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا. وفي الطرف الاخر من البلاد، وصل وفد من الدبلوماسيين البريطانيين مساء السبت الى بنغازي معقل المتمردين "لاجراء اتصالات مع شخصيات بينها المجلس الوطني الانتقالي" الذي يمثل المعارضين، وفق ما اعلنت لندن. ويصل هذا الوفد بعد نحو شهر من ارسال بعثة بريطانية اولى الى بنغازي في السادس من اذار/مارس. لكن اعضاءها من الدبلوماسيين وعناصر القوات الخاصة البريطانية اوقفهم المتمردون بعيد وصولهم على متن مروحية. واضطروا بعيد ذلك الى مغادرة ليبيا. واوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية في اتصال هاتفي من لندن ان الوفد البريطاني الثاني "سيستند الى عمل الوفد السابق وسيحاول الحصول على معلومات حول المجلس الوطني الانتقالي واهدافه وما يحصل في ليبيا في شكل عام". وفي باريس، اعلنت رئاسة الاركان الفرنسية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني ان الطائرات التابعة لسلاح الجو الفرنسي المشاركة في العمليات في ليبيا دمرت مجددا خلال اليومين الماضيين مدرعات عدة تابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. في موازاة ذلك، وصلت سفينة تركية الاحد الى ميناء بنغازي على متنها فريق طبي وسيارتا اسعاف وطنان من الادوية والمعدات الطبية. واكدت تركيا، البلد المسلم الوحيد العضو في الحلف الاطلسي، ان هذه البعثة حظيت بموافقة القذافي. وفي الاطار نفسه، غادرت سفينة تابعة لمنظمة اطباء بلا حدود بعد ظهر الاحد ميناء مصراته الليبي (200 كلم شرق طرابلس) وعلى متنها ستون جريحا، وفق ما صرح لفرانس برس عضو في المنظمة. وكانت السفينة ابحرت من مدينة صفاقس التونسية (جنوب) وعلى متنها 11 طبيبا بينهم ثمانية تونسيين ووصلت الى مصراتة صباح الاحد. الى ذلك، جمعت عريضة تطالب بالافراج عن المرأة التي اتهمت جنود القذافي باغتصابها 500 الف توقيع مساء الاحد ومن ثم سيتم تقديمها قريبا لقنصلية تركيا في بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا. وتطالب المذكرة انقرة بضمان "سلامة ايمان العبيدي والافراج عنها". ولم تظهر هذه المراة الشابة على العلن منذ 26 اذار/مارس الماضي عندما اوقفت بعد ان اتهمت امام الصحافة الدولية في احد فنادق طرابلس رجال النظام باغتصابها وتعذيبها. وصرح متحدث رسمي ليبي الثلاثاء بان النظام يلاحقها بتهمة "الافتراء" وان النيابة "تحقق في هذه المسألة" مؤكدا انها مطلقة السراح "بانتظار نتيجة التحقيق".