لقي 54 شخصًا على الأقل حتفهم، أو اعتبروا في عداد الموتى، غالبيتهم من الصوماليين، إثر غرق قارب يقل أكثر من 600 من المهاجرين العرب والأفارقة؛ قبالة سواحل طرابلس، ضمن آخر كارثة تنطوي على مهاجرين يحاولون الفرار من القتال في ليبيا. ونقلت شبكة "سي إن إن"، عن سفير الصومال لدى ليبيا، عبد الغني محمد عويس، اليوم الثلاثاء، قوله: إنّ 240 من ركاب السفينة الّتي غرقت، الجمعة الماضية، من الصوماليين. وروى مهاجرون كانوا على متن قوارب أخرى وصلت إلى جزيرة "لامبوديزا"، جنوبي إيطاليا، السبت، مشاهدة مئات الأشخاص قُذفوا في البحر إثر غرق قاربهم، وفق لورا بولدريني، الناطقة باسم المفوضة العليا للاجئين في إيطاليا. وقالت بولدريني أنّه تم انتشال 16 جثة جرفتها المياه، وأنّ إجمالي عدد الضحايا غير معروف. ونقلت "المنظمة الدولية للهجرة" عن صومالية كانت على متن القارب المنكوب، أنّها تمكنت من السباحة إلى قارب آخر متوجه إلى إيطاليا، بعد فقدان وليدها البالغ من العمر أربعة أشهر. وسبق وأن اختفى قاربان بعد مغادرتهما ليبيا في نهاية مارس الماضي، كان يقل أحدهما 320 راكبًا، والآخر 160، وفق بولدريني، التي أشارت إلى العثور على حطام سفينة في الرابع من أبريل الماضي، ومصرع 240 راكبًا. ودفعت الأزمة الليبية حيث تقاتل كتائب العقيد الليبي، معمر القذافي، الثوار المطالبين برحيله بالآلاف لمحاولة الهرب من المعارك التي تسببت في فرار نحو 750 ألف شخص للخارج، ونزوح 58 ألف شخص داخل ليبيا، بالإضافة إلى 5 آلاف عالقين في الحدود الليبية مع تونس والنيجر، وفق فاليري أموس، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. وقالت أموس، أمام جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في ليبيا، الاثنين، إنّ المدنيين ما زالوا يتعرضون للاعتداءات بسبب الاشتباكات الدائرة في ليبيا، داعيةً إلى وقف مؤقت للقتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية. وأضافت أموس أنّ "على مجلس الأمن الاستمرار في الإصرار على أن يحترم أطراف النزاع القانون الإنساني الدولي، وضمان سلامة المدنيين".