اعلنت الرئاسة الاميركية الخميس ان محمود جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي المعارض سيستقبل الجمعة في البيت الابيض من قبل مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي طوم دونيلون. وقالت الادارة الاميركية في بيان ان دونيلون "سعيد باستقبال محمود جبريل ووفد المجلس الوطني الانتقالي بعد ظهر الجمعة". واضاف البيان ان جبريل "سيلتقي ايضا مسؤولين كبارا في الادارة" دون تحديد ما اذا كان من المقرر ان يلتقي الرئيس باراك اوباما. وتأتي زيارة جبريل في الوقت الذي يبدو فيه ان الثوار يكسبون ميدانيا في مواجهة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بعد ان استعادوا الاربعاء مطار مصراتة، المدينة المحاصرة منذ اكثر من شهرين. واعلن الاتحاد الاوروبي انه سيفتح قريبا مكتبا في بنغازي لمساعدة المعارضة كما اعلنت بريطانيا دعوتها المجلس الانتقالي لفتح مكتب له في لندن. واستقبل جبريل الاربعاء في الكونغرس من قبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري الذي اعلن بعد اللقاء انه في صدد اعداد قانون يتيح استخدام بعض الارصدة الليبية المجمدة لصالح الثوار. ومن المقرر ان يشارك جبريل الخميس في مؤتمر لمجموعة بروكينغز بواشنطن. واعتبر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية، الخميس في لندن ان الزعيم الليبي معمر القذافي "هدف مشروع" للحلف الاطلسي الذي يشن ضربات على هذا البلد. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي "القذافي هو القائد الاعلى للقوات المسلحة. هو الذي يشجع الجميع على القتال. لذا فإننا نرى من المبرر ان يكون هدفا مشروعا" للحلف الاطلسي. ويتدخل الحلف الاطلسي منذ نهاية اذار/مارس في ليبيا بهدف معلن هو تفكيك الالة العسكرية المستخدمة من جانب قوات القذافي ضد المدنيين. واكد الحلف حتى الان انه لا يستهدف الزعيم الليبي على الرغم من ان غارات جوية ضربت صباح الخميس المجمع السكني الضخم للعقيد القذافي ما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى بحسب مسؤول حكومي ليبي. واستعد الثوار الليبيون الخميس، مدفوعين بنجاحهم في السيطرة على مطار مصراتة (غرب)، للزحف نحو زليطن واضعين نصب اعينهم العاصمة طرابلس على بعد 200 كلم غربا والتي تتعرض لقصف مستمر من قوات الحلف الاطلسي. وقال صلاح بادي الذي قاد الهجوم على المطار ان الثوار بتمركزون في زليطن المدينة التي تعد 200 الف نسمة على بعد نحو 50 كلم غرب مصراتة. واكد ان الثوار الذين تقدموا نحو عشرين كلم باتجاه زليطن سيركزون جهودهم على هذه الجبهة على طول الطريق الساحلية التي تقود الى طرابلس على بعد نحو 150 كلم غرب زليطن. وبحلول بعد ظهر الاربعاء كان الثوار يفرضون سيطرة كاملة على المنطقة، مما ادى الى بدء احتفالات استمرت طوال الليل، كما اضرمت النيران في دبابات تركتها قوات القذافي عند هروبها. وفي الشرق، سقطت ثلاثة صواريخ على الاقل الخميس على اجدابيا المدينة الاستراتيجية التي يسيطر عليها الثوار على بعد 160 كلم جنوب غرب بنغازي "عاصمة" الثوار من دون ان تسفر عن اصابات. وفي هذه المنطقة التي شهدت في السابق معارك ضارية للسيطرة عليها، تستمر المعارك بشكل متقطع وخط الجبهة ينتقل باستمرار بين اجدابيا ومدينة البريقة النفطية التي يسيطر عليها الموالون للقذافي على بعد 80 كلم الى الغرب. وفي طرابلس، افاد مسؤولون حكوميون ليبيون ان ستة اشخاص قتلوا واصيب 10 اخرون في ضربات جوية شنها حلف شمال الاطلسي في وقت مبكر الخميس واصابت مجمعا كان يقيم فيه الزعيم الليبي معمر القذافي. وكان نحو عشرة صواريخ سقطوا الليلة الماضية على طرابلس التي تتعرض لقصف شبه يومي من الحلف الاطلسي الذي تولى نهاية اذار/مارس قيادة العمليات العسكرية الدولية الرامية بتفويض من الاممالمتحدة الى وقف الهجمات على المدنيين. وشوهد عمودان من الدخان الابيض فوق المدينة بعيد دوي الانفجارات كما سمعت صفارات سيارات الاسعاف بالاضافة الى اصوات عيارات نارية متقطعة. ووقعت الانفجارات بعد ساعات فقط على قيام التلفزيون الرسمي الليبي في وقت متأخر من ليل الاربعاء بعرض تسجيل للقاء بين القذافي وزعماء قبائل، وهو اول ظهور له منذ غارة شنها الحلف في 30 نيسان/ابريل وقال النظام الليبي انها محاولة لاغتيال زعيمه. وقال النظام انذاك ان الغارة ادت الى مقتل سيف العرب، نجل الزعيم، وثلاثة من احفاد هذا الاخير في ما وصفه ب"محاولة مباشرة لاغتيال زعيم البلاد". واشار التلفزيون الرسمي الى ان التسجيل كان للقاء بين القذافي ومسؤولين قبليين من شرق البلاد التي يسيطر عليها الثوار.