من نحن: نحن مجموعة من الأصدقاء كنّا نلتقي من حين إلى آخر, وكان كلما عرج الكلام على تونس,ينفتح جرح عميق فيحتد النقاش, و تتباين المواقف,كان من بيننا من حرم من العودة إلى البلاد منذ أكثر من 18 سنة,و منّا من أوقف و تعرّض للتّعذيب, و منّا من لم يتعرّض إلى مضايقة مباشرة لكنّ حنينه الدّائم إلى تونس يؤلمه...و كان الكلام ينتهي في كل مرّة بألم يطويه كلّ واحد منّا بين ضلوعه حيث كنّا نرى الأبواب موصدة و لا حلّ,و لا أمل. متى جاءت فكرة بعث كرامة: عند قيام ثورة 17 ديسمبر,كنّا ككلّ النّاس نواكب الأحداث عبر قناة الجزيرة, و خاصّة عبر الفايس بوك حتّى أنّ البعض منّا أصبح لا ينام,تسارعت الأحداث, و تتالت صور الشّهداء و صور ضحايا القنّاصة الّذين يقولون عنهم الآن أنّها مجرّد إشاعة, و كان الدّم يغلي في عروقنا,كيف يمكن أن نكون مع شعبنا,كيف نقف بجانب بلادنا في هذا المخاض العسير,مجرّد المساهمة على فايس بوك ما عادت تكفي... و جاءت فكرة كرامة,شعبنا خاض ثورة كرامة و نحن علينا أن نساهم بمساعدة كلّ ضحيّة من ضحايا النّظام البائد على استرجاع كرامته الّتي سلبها منه جلاّده. أهداف الجمعيّة: هدف الجمعيّة الأهم هو المساندة و الدّفاع عن ضحايا تجاوزات النّظام الجائر, و ترمي إلى محاكمة كلّ من تورّط في عمليّات اضطهاد, قتل, أو تعذيب وحشي و اغتصاب المبادئ الأساسيّة لحقوق المواطن المعترف بها في القانونين التّونسي و الدّولي, كرامة سوف تتحرّك في تونس كما في فرنسا حتّى يقع الاعتراف بوجود جرائم ضدّ الإنسانيّة ارتكبت في زنزانات الدّاخليّة, و في السّجون, و في الشّارع التّونسي خلال الثّورة...التّعذيب حتّى القتل, حتّى الجنون, حتّى دفع التّونسي إلى الانتحار, التّعذيب النّفسي و جرائم الاغتصاب, محاصرة المعارض و التّضييق عليه في رزقه برفته من عمله أو إجبار مشغّله على رفته. الضّغط على المعارض بعائلته, بتلفيق التّهم الأخلاقيّة و فبركة مشاهد فيديو تمسّ من سمعته أحيانا,و بتعذيب الأخ, و الأخت, و حتّىّ الوالدين الطّاعنين في السّنّ أحيانا أخرى, بالتّنكيل بالزّوجات و إجبار العديد منهنّ على الطّلاق, بالتّهديد بخطف البنت أو الابن...كلّها جرائم حطّمت عائلات بأسرها بحيث لم يكن المعارض وحده من يتعرّض للمضايقات , إنّما كلّ المحيطين به حتّى يعزلوه عن المجتمع, و حتّى يجعلوا منه عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه التّصدّي للحاكم الظّالم, و حتّى يخنع شعب كامل و يقبل العيش بلا كرامة. الثّورة انطلقت يوم 17 ديسمبر, و مازالت متواصلة, و تتطلّب الكثير من الوقت و الجهد و التّضحيات, و ما نقوم به اليوم هو جزء من هذا الجهد,إذ ليس منطقيّا أن تقوم في تونس ثورة كرامة ضدّ القمع و الاستبداد, و رغم ذلك يبقى رموز القمع الّذين مارسوا التّعذيب و القتل و الظّلم في مواقعهم, و ماداموا لم يحاكموا و لم نكشف للجميع إدانتهم سيواصلون ممارساتهم و هذا ما يقع اليوم للأسف من إيقافات عشوائيّة و تعذيب أثناء التّحقيق و تعنيف في شوارع تونس طالت حتّى الأطفال حتّى أنّ بعض المشاهد تخالها في فلسطين المحتلّة ... اليوم كلّنا مسؤولون على محاسبة من قتلوا أبناءنا و عدم السّماح لهم بالارتواء من دمائنا, نعم كرامة اليوم تقول لجميع من أذنبوا في حقّ شعبنا: سنحاسبكم و بكلّ حزم, ليس حزم وحشيّة النّظام المستبد, بل بحزم القانون الدّولي. نحن كما ترون مجموعة صغيرة من الأشخاص, لكنّ أملنا في وقوفكم إلى صفّنا يمدّنا بالقوّة, نحن نحتاج إلى دعمكم المادّي و المعنوي, نحن نحتاج منكم حتّى إلى الكلمة الطّيّبة فلا تبخلوا علينا. و السّلام عليكم و رحمة الله نزيهة بن عيسى رئيسة الجمعيّة