ان تخرج جموع السوريين والعرب في الشوارع هاتفين للحرية وأن تصبح الحرية في وعيهم قيمة وفضيلة اخلاقية تستحق الدفاع عنها والتضحية في سبيلها، فهذا يدل على تحول كبير ومفصلي في العقل والتاريخ العربي لا ينبغي الإستهانة به والتقليل من اهميته "إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرْ "وفق التعبير القرآني. إني لأشهد بأنهم مندسون لأنهم طالبوا بحقوقهم الشرعية والمطلوبة، إني أشهد بأنهم مندسون لأنهم رفضوا الهتاف لآل الأسد وللرئيس والأب والإبن والروح القدس، إني أشهد بأنهم مندسون لأنهم سيزيلون هذا الحكم الإستبدادي، وسيحلون محله حكماً يمثل طموح أمتهم; نعم هم مندسون ، وعملاء وجبناء ويعملون على توهين نفسية الأمة ويضعفون عزيمتها ويتآمرون مع شمشون وتوم وجيري و اوباما والمريخ وبني قريظة وشرشربيل الشرير لتدمير سوريا الأسد، قائد الثورة والكرامة والممانعة والبطولة، وبطل الجبهات والنينجا وسابق ولاحق وعدنان ولينا والكرامة والشهامة وباب الحارة. أن المتظاهرون في سورية ومن يقتلون يوميا لايهمهم حزب الله أو الحريري أو أيران أو الشيعة أو السنة أو أخوانهم في الدين في الخليج والباكستان أو تصريحات كلينتون وموقف روسيا والصين والمؤامرات الخارجية التي تحبك ضدهم، مايهمهم هو فقط القضاء على النظام الحالي واستئصاله من جذوره، ولذلك على كل جهة متضررة من هذه العملية أن تفكر في مستقبلها بعيدا عن بشار وماهر وآصف، هذه نصيحتي لوجه الانسانية. ان ما يجري في سوريا الان ثورة شعبية يقوم بها الشعب السوري ضد نظام دكتاتوري قمعي دموي اجرامي مارس كل انواع القمع والاذلال تجاه شعبه وحانت الفرصة لاسقاطه والتخلص منه، ولن تشفع له مواقفه التي يتبجح بها الكثير من المدافعين عنه لتبرير او تمرير المجازر والقمع الذي يمارسه تجاه الشعب السوري، حقيقة هذا النظام وسعيه الدائم للحفاظ على وجوده وبقائه كنظام مافيوي لصوصي لا يهمه سوى مصالح اركانه ليس على حساب الشعب السوري وحريته وكرامته فقط بل على حساب شعوب عربية اخرى لم تسلم من مؤامراته وتحالفاته وتواطئه ومجازره وافعاله القبيحةعلى مدى السنوات السابقة. النظام السوري مستفيد جدا من الصراع مع إسرائيل عكس أنظمة أخرى تستفيد من التحاف مع إسرائيل، لا يستند النظام السوري في حكمه البربري على شعبه إلا على ذريعة وجود حالة حرب مع إسرائيل "طبعا ليس هناك حرب حقيقية على الجبهة السورية، الحرب إذا كانت ستتم، فستتم على حساب جنوب لبنان بتمويل إيراني و تنفيذ حزب الله أو عن طريق حركات فلسطينية الجسد سورية الروح و الاوامر و التمويل و السلاح و حين اقول سورية أقصد تبعيتها للنظام"، هذه الذريعة تسلط على رقاب المعارضين دائما حتى لو كانت اعتراضاتهم لا تمت لحالة الحرب على إسرائيل بصلة. ليس نادرآ ما فكرت أن النظام السوري هو نظام صناعة إسرائيلية، فلا يعقل أن تتوافق كل سياسات هذا النظام مع مصالح إسرائيل، و تتعارض مع مصالح سوريا و لبنان و فلسطين بناءا على الصدفة أو سوء التصرف فقط.. هل من المعقول أن تكون الأرض السورية محتلة منذ أكثر من 44 سنة و يكون رد الفعل هو الحديث الأجوف عن ممانعة و نعناع، إذا كنا في مرحلة الممانعة و نبحث عن تنظيمات مثل حزب الله و حماس كي تقاتل عن السوريين، فمتى بالله ستسترد سوريا أرضها ؟، هذا تهريج و ضحك على الذقون، إسرائيل ليست بتلك القوة سوى أمام شعب يخونه حكامه و لا يعنيهم في شيء، لو تحرر الشعب السوري من الطغيان البعثي فسوف يسترد كل أرضه في أقل من عام. الموقف الإسرائيلي يتمنى بقاء نظام الأسد في حالة أسفرت الثورة عن مجيئ حركات ثورية أو مدنية قد تبدأ بحملة سياسية ودوبلوماسية وقد تكون عسكرية لإستعادة الجولان من إسرائيل.. يقول إيفي ايتام أحد جنرالات الجيش الإسرائيلي المتقاعدين ووزير الإسكان السابق عن الثورة السورية " النظام السوري الحالي هو أفضل صيغة حكم بالنسبة ل"إسرائيل"، معتبراً أنه على الرغم من المواقف العدائية تجاه "إسرائيل" التي يحافظ عليها النظام السوري، إلا أنه يبقى أفضل من كل الخيارات الأخرى التي يمكن أن تحل مكانه في حال سقوطه "، و يقول جدعون ساعر وزير التعليم في اسرائيل " التجربة العملية قد دلت على أن النظام السوري هو الأكثر التزاماً باتفاقات وقف إطلاق النار والهدنة، لقد التزم السوريون ووفوا بتعهداتهم بشأن تأمين الحدود المشتركة، لم يكن من الفراغ أن يسمح الهدوء بتعاظم البناء في المستوطنات اليهودية على هضبة الجولان، والذي أدى إلى تضاعف عدد المستوطنين فيها عدة مرات خلال أكثر من ثلاثة عقود "، كذلك علقت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها بأن اسرائيل تصلي لبقاء حكم الأسد. بقاء الأوضاع كما هي عليه يخدم فقط حكام دمشق، فتلك هي المنطقة المريحة للطغاة، "تقسيم عبثي للعرب كممانعين و منبطحين و مطلبين" ، و خلق جبهة وهمية للمانعة لا هدف لها سوى بقاء الإحتلال البعثي و لا مانع أيضا من الإحتلال الإسرائيلي، و توالي الصفعات الإسرائيلية على سوريا الدولة، فما هو العائد من ذلك كله ؟, دور الحكومات ليس تعبئة الشعوب في معارك خاسرة ، بل حل المشاكل و صناعة التنمية و توفير الحريات الأساسية للشعب، أما بيع الشعارات فتلك تجارة لا تليق سوى بالمتحايلين و زبائنهم من المغفلين. أعان الله سوريا ونصر مندسيها . ثورتنا هي ثورة الإنسان .. ثورة واقعية جدا .. تؤكدها شمس كل صباح و للتأملات بقية ..... زياد دياب